أعلن مسؤول إسرائيلي اليوم (الثلاثاء) نشر منظومة القبة الحديدية في مدينة القدس قبيل مسيرة الأعلام المرتقبة في 18 مايو الجاري، تحسبا لإطلاق صواريخ من قطاع غزة. وقال المسؤول للإذاعة العبرية العامة إن المنظومة الأمنية في إسرائيل "تستعد لاحتمال إطلاق صواريخ من قطاع غزة بسبب مسيرة الأعلام المقررة يوم الخميس". وأشار إلى أنه تم نشر بطاريات القبة الحديدية في مدينة القدس استعدادا لإطلاق صواريخ من غزة في يوم مسيرة الأعلام. يأتي ذلك فيما قالت الإذاعة العبرية إن الشرطة اعتقلت 15 شخصا معظمهم من شرق القدس وأبعدت 37 آخرين من منطقة القدس في إطار إجراءات وقائية لمنع حدوث توترات خلال مسيرة الأعلام. وفي السياق ، قال ضابط في شرطة القدس لصحيفة ((يديعوت أحرونوت)) الإسرائيلية اليومية إن مسيرة الأعلام ستمر عبر البلدة القديمة وباب العمود شرق القدس وكلاهما ذات أغلبية عربية. وأضاف الضابط، الذي لم تذكر اسمه، أنه سيتم نشر آلاف من عناصر الشرطة لتأمين المسيرة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال أمس (الاثنين) خلال اجتماع لحزبه الليكود، "إن مسيرة الأعلام ستقام على طريقها المخطط وحسب النظام المعتاد، نحن نعمل من أجل أمن إسرائيل وسنواصل القيام بذلك معًا وبنجاح كبير". في المقابل، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان اليوم تصريحات نتنياهو بشأن مسيرة الأعلام، واصفة إياها "بالاستفزازية". واتهم البيان الذي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه الحكومة الإسرائيلية "بتعمد تصعيد الأوضاع في ساحة الصراع بطريقة ممنهجة في إطار الحرب المفتوحة على شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة". وأعرب عن استنكار الوزارة "الشديد لصمت المجتمع الدولي والدول التي تدعي الحرص على مبدأ حل الدولتين وحقوق الإنسان تجاه مسيرة الأعلام الاستفزازية". وأشار البيان إلى أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو "تستغل هذا الصمت للإمعان في الانقضاض على حقوق شعبنا وارتكاب المزيد من الجرائم". بدورها، اعتبر المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم، في بيان أن مسيرة الأعلام إحدى أدوات "الحرب الدينية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد هوية المسجد الأقصى والهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس المحتلة". وقال قاسم إن المسيرة وكل السياسات "التهويدية في مدينة القدس لن تغير من حقيقة فلسطينية وعروبة المدينة، وأن المستوطن هو طارئ غريب لا مكان له عليها". وأكد قاسم أن الشعب الفلسطيني سيواصل "نضاله المشروع دفاعا عن هوية القدس والأقصى"، مشيرا إلى أن "المعركة على المقدسات الإسلامية والمسيحية مفتوحة على مصراعيها". وتحتفل إسرائيل سنويا بمسيرة الأعلام فيما يعرف بـ"يوم توحيد القدس" بعد سيطرتها على شرق المدينة بعد حرب عام 1967. ودخلت المسيرة العام الماضي البلدة القديمة من بابي العامود والخليل وصولا إلى حائط (البراق/ المبكى) لإحياء الذكرى، ما تسبب في اندلاع صدامات مع الفلسطينيين أدت لوقوع إصابات. وتثير المسيرة مخاوف من عودة التصعيد العسكري بين إسرائيل وقطاع غزة، إذ كانت سببا في اندلاع تصعيد عسكري بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة في عام 2021 استمر لمدة 11 يوما. وجاءت تصريحات نتنياهو بعد يومين من إعلان وقف إطلاق النار برعاية مصرية الذي أنهى جولة قتال استمرت لمدة خمسة أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في غزة أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيا، من بينهم ستة مسؤولين بارزين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، وشخصين في إسرائيل أحدهما عامل فلسطيني من غزة.
مشاركة :