كواحدة من أغنى دول العالم في السياحة العلاجية، تحاول مصر فتح أسواق جديدة لتعزيز هذا النوع من السياحة وجذب المزيد من الدخل بالعملة الأجنبية لمساعدة اقتصادها المتعثر. وتستعد منتجعات البحر الأحمر لموسم الذروة للسياحة العلاجية في وقت يكافح فيه قطاع السياحة الحيوي بشكل عام للتغلب على الركود الذي عانى منه بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية، حيث كانت الدولتان تمثلان أعلى نسبة تدفق السياح إلى المدن الترفيهية في مصر. وصاحبة أرض مشهورة بالاستشفاء الطبيعي بسبب وفرة الموارد الطبيعية مثل المناخ المناسب وينابيع المياه المعدنية وحمامات المياه الكبريتية والطين والرمال الساخنة، احتلت مصر المرتبة الرابعة إقليمياً و 26 على مستوى العالم في مؤشر السياحة العلاجية في العام 2022. وقال طبيب الأمراض الجلدية هاني الناظر إن مدينة سفاجا الواقعة على ساحل البحر الأحمر وتبعد أكثر من 500 كيلو متر عن القاهرة تعد من أكبر المراكز العالمية لعلاج الصدفية. وأوضح الناظر وهو الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن مياه سفاجا بها درجة ملوحة عالية تزيد بنسبة 30 في المائة عن نسبة الملوحة في البحر الأبيض المتوسط، مما يساعد في علاج العديد من الأمراض الجلدية المستعصية. وأضاف أن نمو الشعاب المرجانية يحتاج مياه شديدة الملوحة تتراوح من 32 إلى 42 جزءا في الألف، وهي في حالة إذابة مستمرة على مدار العام في خليج سفاجا، مما يجعل مياهها غنية بالمعادن الفريدة التي تنافس البحر الميت. وتابع أنه بالإضافة إلى درجات الحرارة المعتدلة والماء الدافئ في شهري أبريل ومايو، فإن الرمال السوداء الغنية بالمعادن الطبيعية لشواطئ سفاجا تجذب السياح من الأوروبيين الذين يسعون إلى علاج بعض الأمراض. بدوره، قال فاسيلي بلشوف وهو سائح بولندي يبلغ من العمر 46 عاما إنه قارن الشواطئ في إسرائيل والأردن و مصر فوجد أن تركيز المعادن في شواطئ سفاجا جيد جدا لعلاج الصدفية والتهاب المفاصل. وأضاف بلشوف ((لشينخوا)) وجسده مدفون بالكامل في الرمال باستثناء الرأس في أحد منتجعات سفاجا، أن هذا هو العام الثاني على التوالى الذي يأتي فيه لسفاجا من أجل السياحة العلاجية. وأوضح أن السياحة العلاجية ساعدت في تهدئة مشكلته الصحية بنسبة 80 في المائة وهي نتيجة مذهلة. بينما قال وحيد الزناتي وهو مريض آخر في الخمسينيات من عمره، لكنه من مصر إن أطباءه نصحوه بعلاج الصدفية التي يعانى منها في سفاجا. وتابع أنه شعر بتحسن ملحوظ بعد تلقي 15 جلسة في شهر من النوم على الرمال السوداء والجلوس في خزانات مليئة بمياه مركزة الملوحة. وبجانب سفاجا، تعد مصر غنية بالمراكز العلاجية الأخرى مثل الواحات البحرية والخارجة وسيوة التي تحيط بها الجبال ومئات من ينابيع المياه المعدنية والكبريتية التي تشفي من أمراض الروماتيزم والأمراض الجلدية والتهاب المعدة، بحسب الخبير السياحي أحمد عامر. وقال عامر إن السياحة العلاجية تأتي على رأس اهتمامات وأولويات مصر في الوقت الحاضر حيث تعد الحكومة استراتيجية متكاملة لتعزيزها وتقديم أفضل علاج طبي من خلال جذب المزيد من الاستثمارات. وأضاف أنه من بين 1356 عينا كبريتية في مصر، هناك عدد قليل يعمل بطريقة مناسبة، مشيرا إلى أن هناك حاجة لبناء فنادق صغيرة وغرف تغيير الملابس ومحطات الوقود بالإضافة إلى خدمات مهمة أخرى بالقرب من هذه المواقع الطبية لتشجيع المرضى. وحقق قطاع السياحة في مصر إيرادات قيمتها 7.3 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي الحالي، حسبما ذكر البنك المركزي المصري في الثالث من مايو الجاري. وأكد البنك في بيان تعافي الإيرادات السياحية بمعدل 25.7 % لتسجل نحو 7.3 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2022 ــ 2023 مقابل نحو 5.8 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي. وأشار إلى ارتفاع عدد الليالي السياحية بنسبة 27.2 % ليسجل نحو 78.4 مليون ليلة. كما ارتفع عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الفترة المذكورة بنسبة 27.5 % ليسجل 6.8 مليون سائح. وحققت مصر أعلى إيرادات سياحية في تاريخها خلال العام 2019 تجاوزت 13.03 مليار دولار، وزارها خلال هذا العام 13.1 مليون سائح. وتستهدف مصر مضاعفة إيراداتها من السياحة لتصل إلى 30 مليار دولار سنويا خلال الفترة القادمة، بحسب ما قاله أخيرا رئيس الوزراء المصري مصطفى
مشاركة :