الأمم المتحدة: أكثر من نصف سكان السودان بحاجة إلى المساعدات والحماية

  • 5/17/2023
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قالت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن أكثر من نصف سكان السودان بحاجة الآن إلى المساعدات والحماية في وقت يبحث فيه المدنيون عن ملجأ لهم من الضربات الجوية والاشتباكات المتفرقة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في منطقة الخرطوم. وقال بعض السكان هناك إن الكهرباء انقطعت، ويوجد نقص شديد في إمدادات الغذاء ومياه الشرب شحيحة، بسبب صراع الطرفين على السلطة، والذي دخل شهره الثاني رغم جهود الوساطة الدولية. وفي جنيف، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 25 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، وهو أعلى عدد تسجله المنظمة الدولية في السودان. وقبل الصراع، كان الرقم نحو 15 مليونًا، وناشدت المنظمة تقديم مساعدات بقيمة 2.6 مليار دولار. وقال سكان آخرون إنهم سمعوا دوي مدافع مضادة للطائرات وأزيز طائرات مسيرة اليوم الأربعاء، في العاصمة، في إشارة إلى أن الصراع مستمر بلا هوادة بين الطرفين. وقال عباس السيد (27 عامًا) متحدثًا لوكالة أنباء رويترز، عبر الهاتف من مدينة بحري المتاخمة للعاصمة، إنهم تنقلوا من مكان إلى آخر في الأيام الماضية. وأضاف أنهم يعانون انقطاع الكهرباء والمياه بنحو كامل. وقال إنه لم يعد بوسعهم الحصول على الخبز الذي اعتادوا الحصول عليه في الأيام الأولى من الحرب. ويعتمد الجيش، بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على الضربات الجوية والقصف لطرد مقاتلي الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، من المناطق السكنية التي يتمركزون بها في الخرطوم. وأدى القتال الدائر في أنحاء السودان إلى نزوح نحو مليون شخص، من بينهم 220 ألفًا فروا إلى دول مجاورة. واتفق الجانبان الأسبوع الماضي، على إعلان مبادئ ينص على توفير الحماية للمدنيين وتسهيل وصول المساعدات، لكن آليات إقامة ممرات إنسانية والاتفاق على هدنة لا يزال قيد المناقشة. ولم تنجح العديد من إعلانات وقف إطلاق النار التي وافق عليها الطرفان في وضع حد للقتال. ومن المرجح أن يتطرق جدول أعمال القمة العربية التي تستضيفها السعودية يوم الجمعة، إلى الصراع. ومن المتوقع أن يمثل السودان في القمة المبعوث الخاص للبرهان، دفع الله الحاج، الذي سيبقى في السودان. ويشغل البرهان رئيس مجلس السيادة الحاكم. وقال سعد الدين يوسف (45 عامًا) من أم درمان «نعيش في ظروف صعبة، اشتباكات وقصف طيران بصورة يومية مع انقطاع الكهرباء. لا نشعر بالأمان ونحن في حالة خوف وقوات الدعم السريع تنتشر علي الأرض من حولنا، والطيران يقصفهم باستمرار داخل المنطقة». «كل شيء ينفد» استمرت الضربات الجوية في الخرطوم حتى مساء يوم أمس الثلاثاء. وقال شهود إن الوضع كان هادئًا نسبيًّا صباح الأربعاء، مع وقوع اشتباكات متفرقة في بعض الأحياء. وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، راميش راجا سنجام، إن المناشدة التي أطلقتها المنظمة الدولية لجمع ما يقرب من 2.6 مليار دولار لتمويل العمليات في الفترة من مايو/ أيار حتى أكتوبر تشرين الأول، هي الأكبر على الإطلاق لصالح السودان. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنها تسعى للحصول على 472 مليون دولار لمساعدة أكثر من مليون شخص على مدى الأشهر الستة المقبلة. ومع عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى العاصمة، فإن توزيع المساعدات الطبية والغذاء والوقود في منطقة الخرطوم أصبح على كاهل لجان المقاومة التي قادت الاحتجاجات ضد الجيش على مدى السنوات الماضية. وفي بيان مسجل عُرض خلال النداء الذي وجهته الأمم المتحدة، قال محمد العبيد، أحد المنظمين في أم درمان «لم نتلق أي مساعدات إنسانية من المنظمات غير الحكومية محليًّا أو دوليًّا، وما يمكننا رؤيته هنا هو أن الوضع سيزداد سوءًا بسبب نفاد الإمدادات الطبية والغذائية، كل شيء ينفد». وتولى البرهان ودقلو أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم، بعد الإطاحة بعمر البشير عام 2019، في انتفاضة شعبية، ثم نفذا انقلابًا بعد ذلك بعامين مع اقتراب موعد نهائي لتسليم رئاسة مجلس السيادة لشخصية مدنية، وشرع كل منهما في تعبئة قواته بعد ذلك. واندلع الصراع بعد خلافات حول خطط لدمج قوات الدعم السريع في الجيش والتسلسل القيادي في المستقبل، في إطار اتفاق مدعوم دوليًّا للانتقال السياسي نحو الحكم المدني وإجراء انتخابات.

مشاركة :