الشارقة - اميمة ياسر - تعليقا على الإنتخابات التركية وفي افتتاحية الجارديان البريطانية تقريراً بعنوان: "رأي الجارديان في نتائج الانتخابات التركية: خطوة نحو الاستبداد؟". وتشير الصحيفة الى أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في تركيا يوم الأحد، بدا أن هناك أسباباً وجيهة للاعتقاد بأن الناخبين كانوا على وشك إدارة ظهورهم للنزعة القومية الاستبدادية لرجب طيب أردوغان. وتقول الجارديان إن "أردوغان نجح في طريقة توليه للسلطات الرئاسية شبه الملكية في عام 2018 في توحيد معارضة منقسمة على الدوام ضده". وكانت استطلاعات الرأي قد أعطت الأفضلية لمنافس أردوغان الرئيسي، كمال كيليجدار أوغلو. إلا أنه "تبين للأسف أن هذا التفاؤل كان في غير محله". وتقول إنه كما اتضح، كان أردوغان هو الذي كاد أن يفوز في الجولة الأولى. ومن المقرر أن يفوز التحالف الذي يقوده حزب العدالة والتنمية بأغلبية مفاجئة في الجمعية الوطنية الكبرى بحسب الغارديان. وتعتبر أن هذه النتيجة ستؤدي إلى إحباط محاولات المعارضة لإعادة الديمقراطية البرلمانية إلى تركيا، بغض النظر عن نتيجة جولة الإعادة الرئاسية في غضون أسبوعين. وتقول إن مزيجاً من ميزة شغل أردوغان للمنصب، والزخم الذي وفره فوز حزب العدالة والتنمية في البرلمان، يرجح الآن "أن يمدد أردوغان حكمه الاستبدادي المتزايد إلى عقد ثالث". وذلك على الرغم من معدل التضخم الذي يقترب من تحقيق نسبة 50٪ وخيبة الأمل واسعة النطاق من استجابة الحكومة البطيئة للزلازل المدمرة قبل ثلاثة أشهر. وتعتبر الجارديان أن خمس سنوات أخرى من حكم أردوغان ستكون تطوراً غير مرحب به للغاية بالنسبة الى أوروبا والولايات المتحدة، لا سيما قبل فترة حاسمة في أوكرانيا. كما أنه سيتسبب في خيبة أمل مريرة وسيكون نذير شؤم بالنسبة لأولئك الذين من المحتمل أن يعانون من مزيد من التآكل لحقوقهم المدنية في ديمقراطية أردوغان غير الليبرالية بشكل متزايد. إذ تعرضت الأقلية الكردية في تركيا والمعارضون والصحفيون والناشطون في مجال حقوق المرأة ومجتمع الميم في تركيا للقمع السياسي في السنوات الأخيرة. وتقول الصحيفة إنه في حال نجا أردوغان من التحدي الديمقراطي الأكثر تضافراً وتوحيداً ضد سلطته حتى الآن، فإن تركيا ستندفع بشكل أكبر نحو الاستبداد الكامل. وتضيف إن مهمة تحالف كيليجدار أوغلو صعبة للغاية مع انحياز وسائل الإعلام بأغلبية ساحقة لصالح أردوغان. وتعتبر الغارديان أن المعارضة ستحتاج إلى شق طريقها بين الناخبين الوطنيين الأقل ثراءً خارج المدن للنجاح، والذين يبدو أنهم تأثروا بإجراءات ما قبل الانتخابات للتخفيف من الأزمة الناجمة عن ارتفاع مستوى التضخم. إذ أعلن أردوغان الأسبوع الماضي، عن زيادة رواتب موظفي القطاع العام بنسبة 45٪، وهو الأحدث في سلسلة من القرارات، بما في ذلك خفض أسعار الكهرباء وتقديم الغاز الطبيعي مجاناً لمدة شهر للأسر. وتقول الصحيفة إنه وعلى الرغم من الألم الاقتصادي الناجم عن التضخم الخارج عن السيطرة، أقنع أردوغان الطبقة العاملة المتدينة المحافظة بأنه لا يزال أفضل قائد لحماية مصالحهم. وتعتبر أنه ما لم يتمكن كيليجدار أوغلو من إقناع عدد كاف منهم بخلاف ذلك، فإن التوقعات على المدى المتوسط للديمقراطية التركية تبدو قاتمة. مشهدًا محتدمًا وساخنًا قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن «المشهد التركي هو ما يتحدث عنه الجميع، وكان مشهدًا محتدمًا وساخنًا بين المرشحين في انتخابات تركيا 2023. وأشار إلى أن «الفصيل الإخواني الموجود في المجتمعات العربية يرى أن تركيا هي الباب العالي والخلافة والدعم السياسي والسند الأخير لهم، ومن الطبيعي أن يهتم الإخوان بمجريات الأحداث التركية». وأردف عيسى، خلال تقديم برنامج «حديث القاهرة»، المُذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، اليوم الأربعاء، أن «تركيا بلد مهم ومتداخلة في شدة مع أكثر من دولة عربية، وتدير فصيل إخواني وهو الخصم لكافة الشعوب والحكومات العربية». وأوضح أن «الانتخابات التركية كانت مشهدا سياسيًا جيدًا، وقدم لتركيا الكثير من المكاسب، وهذا المشهد الديمقراطي مهم لتركيا ودولتها واقتصادها، وأردوغان التزم بالشكل الديمقراطي في الانتخابات التركية 2023».
مشاركة :