يشهد جناح دولة الإمارات في القرية العالمية إقبالاً كبيراً من الزوار ورواد القرية سواء من المقيمين أو السائحين أو المواطنين، نظراً لما يحمله من عبق الماضي وأمال المستقبل، لفت نظري ثلاث سائحات قدمن من دول متعددة لزيارة الدولة وكن في جناح الإمارات بالقرية العالمية، اقتربت من السيدات الثلاث بعد أن انتهين من التصوير وبدأت أتحدث معهن عن تجربة زيارتهن للقرية حيث شعرت بأنها المرة الأولى التي يزرنها من شدة سعادتهن ودهشتهن بالمكان. خليط إن أردت أن تتعرف أكثر على أي شخص، فإنك تقرأ سيرته الذاتية وإن أردت أن تتعرف على أي دولة فإن تاريخها هو ما يسرد سيرتها الذاتية.. من هذا المنطلق اختارت السائحة الأميركية أميو نير أن تبدأ زيارتها لدبي بزيارة الجناح الإماراتي بالقرية العالمية قبل زيارة المعالم السياحة والعمرانية الأخرى لأنها تلخص تاريخ الإمارات وتجمع بين جنباتها لوحات تراثية وحكايات من الماضي ربما يصعب الوصول إليها إن لم تكن مجتمعة في مكان واحد. وبذلك، يحظى الزائر برحلة مع الزمن ترجع إلى عقود طويلة تظهر بساطة أسلوب الحياة قديماً وعراقة تاريخ الأجداد. أثناء تجولك بين ممرات القرية حتى قبل دخول جناح كل دولة، تشعر وكأنك تجوب العالم وأنت في مكانك وكأن القرية العالمية تحتضن تحت سمائها خريطة مصغرة من العالم بوصلتها قلب الإمارات الكبير الذي يرحب بالجميع بصرف النظر عن دينة وعرقه. هذا التنوع والخليط الثقافي الذي تنعم به دولة الإمارات هو من أكثر ما لفت انتباه السائحة نير في القرية العالية عموما وفي الجناح الإماراتي خصوصا حيث أشارت إلى أن عددًا من الباعة في أسواق الجناح الإماراتي هم من جنسيات غير إماراتية. وأوضحت نير أن أسعار المنتجات المعروضة في الجناح مناسبة للجميع وأقل بكثير من الأسواق الأخرى خارج القرية. وكي لا تغادرها ذكرى الجناح الإماراتي بالقرية العالمية، استغلت نير فرصة تواجدها هناك لتقتني عدة منتجات مصنوعة يدوياً. فن العمارة عندما تقف أمام القرية الإماراتية، ينتابك شعور بأنك أمام حصن منيع لا يمكن اختراقه كل طوبة فيه بصمة على تاريخ مليء بالأمجاد. جوزفين ماك فيرسو، معلمة كندية مقيمة في دولة الإمارات منذ عام، عبرت عن إعجابها بالفن المعماري للجناح الإماراتي الذي يصوّر هيئة المنازل الشعبية في الإمارات قديماً، موضحة أن الأجمل هو اختيار التصميم التراثي لتمثيل الإمارات للملايين من زوار القرية. وقالت: كل ركن في الجناح الإماراتي ينبض بالأصالة وطيبة هذا الشعب، مشيرة إلى أن جناح القرية هو أسرع وأكثر طريقة عملية للتعرف على تاريخها للسائحين والزوار. وأضافت أن منتجات كثيرة من تراث الإمارات كالملابس التراثية والعطور والحلي متوفرة في الجناح مما يوفر خيارات متنوعة للزوار. فيرسو ختمت حديثها لـالبيان بقولها: الزيارة الأولى للإمارات وللقرية العالمية ولكنها حتماً ليست الأخيرة. روائح لا تنسى أينما نتحرك في الجناح الإماراتي، نشتم شذى البخور والعطور الأصيلة المرتبطة بعبق الماضي وكأنها سمة من السمات الخاصة التي ينفرد بها جناح الإمارات لتترك الزائر في حالة عشق للمكان وتعلق بالزمان، تخاطب أقوى الحواس لديه. هكذا وصفت شوانا أو نيل، من كندا، زيارتها الأولى للجناح الإماراتي في الأسبوع الأول الذي تزور فيه دولة الإمارات. تجربة التنزه في الجناح الإماراتي مميزة فبينما اتخذت الإمارات التصميم التراثي فهي في الوقت ذاته تطل على برج خليفة الأطول في العالم بحسب أونيل. كما أبدت أونيل انبهارها بالنهضة العمرانية التي تشهدها الدولة وتمسكها في الآن ذاته بتراثها العريق الذي يترجم تفرّد الإمارات عن غيرها من الدول. رائحة الجناح الإماراتي سترافق أونيل في رحلة العودة إلى كندا ليحاكي ما قالته مقولة للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي: لم أكن أعرف أن للذاكرة عطراً أيضاً.. هو عطر الوطن. الوطن من ذكريات الجناح الإماراتي انه أعاد إلي لحظات لا تنسى، فتذكرت أنني عندما أضع رأسي على وسادتي ليلاً وأغمض عيني والشعور بالأمان يغمرني، فأنا على أرض الوطن ذلك الذي لا يعرف المكان ولا يحده الزّمان. قبل عقدين وأكثر قليلا، ارتبطت بأرض شهدت مولدي ونسجت حكايات نشأتي وعنوان مستقبلي. أرض كبرت في ربوعها وشربت من مائها وتنشقت هواءها فكان لي في كل جزء من حارتي ذكرى خبأتها في ألبوم صوري. أيقنت خلال تلك الأعوام ما هو المعنى الحقيقي للوطن الذي كان مثار تساؤلات لي منذ صغري ولوحة على أوراق دفاتر رسمي في كبري.. وطن لا يغادرني ولا أغادره.. الإمارات أرض البداية أو المنتهى. الجميع في أوطانهم وإن تفصلهم عنها مئات الأميال وآلاف الكيلومترات، فالقرية العالمية في دبي قربت المسافات وأصبحت وثاقاً لذكريات وأحلام المقيمين على أرضها تعانق مشاعر الحنين لديهم. عندما زرت القرية العالمية قبل أيام، كان نداء القرية الإماراتية هو الأقوى ليقودني تلقائياً إلى بداية الحكاية مع موطن السعادة. بدأت بالتجول بين أروقتها التي تعج بالعرب والأجانب أعاين محلاتها التي تفوح منها رائحة البخور والعود الجميلة ليستوقفني مشهد لسيدة ذات ملامح أجنبية تضع البرقع على وجهها وتنظر لنفسها في المرآة بينما تقوم صديقتاها بتصويرها عبر هاتفهما المتحرك. معاصرة تتعدد المحلات في القرية الإماراتية والتي يتخصص كل منها في عرض أنواع مختلفة من المقتنيات التراثية وهنا قالت مريم أحمد، صاحبة أحد المحلات إن هناك إقبالاً سنوياً من السياح على شراء المصنوعات اليدوية التقليدية والهدايا التذكارية المستوحاة من التراث وتلك التي تصور المعالم السياحة كبرج خليفة وبرج العرب. ويرى الزائر للجناح الإماراتي تنافس بعض الأسواق في إدخال لمسات معاصرة للمعروضات لمحاكاة ميول الزوار من مختلف الفئات العمرية.
مشاركة :