أقامت الصين اليوم (الأربعاء) مراسم ترحيب حار لقادة آسيا الوسطى الذين أتوا لحضور قمة فارقة من المتوقع أن تضع مخططات جديدة للتعاون بين الصين وآسيا الوسطى. كل شيء في مدينة شيآن الواقعة شمال غربي البلاد - تلك المدينة التي تمثل نقطة البداية التاريخية لطريق الحرير القديم - جاهز لقمة الصين وآسيا الوسطى، المقرر عقدها يومي الخميس والجمعة. يرأس القمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهي أول اجتماع شخصي بين رؤساء الصين ودول آسيا الوسطى الخمس، وهي كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. من المتوقع أن يشرح شي موقف الصين بشأن كيفية بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وآسيا الوسطى في العصر الجديد، ويطرح سلسلة من المقترحات لتنمية التعاون على المدى الطويل بين الدول الست. كما سيعلن شي عن سلسلة من الإجراءات البراجماتية، وسيرسم مسار التعاون بين الصين وآسيا الوسطى بشكل شامل. كان أول زعيم من آسيا الوسطى يصل إلى شيآن هو رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف. كما وصل الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن، والرئيس القيرغيزي صدير جاباروف اليوم. كما وصل الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيايف في وقت مبكر من يوم الخميس، وسيصل الرئيس التركماني سردار بيردي محمدوف لاحقا يوم الخميس. وستقام مأدبة ترحيب للزعماء الخمسة. وقد تم الترحيب بالقادة الذين وصلوا بأداء رقصات شنشي الشعبية التقليدية في المطار. ضم فريق الأداء المكون من 190 عضوا 50 مؤديا لرقصة طبلة الخصر و48 مؤديا لرقصة يانغقه الفولكلورية، وكلتاهما من الأشكال الشهيرة للفن الشعبي في شنشي. قال هو شي كاي، راقص يانغقه يبلغ من العمر 53 عاما، "نشعر بالفخر والسعادة لإتاحة الفرصة لنا لعرض الفن الشعبي في مدينتنا للضيوف البارزين من آسيا الوسطى. أتمنى أن تدوم الصداقة بين الصين ودول آسيا الوسطى الخمس إلى الأبد". في محادثاته مع توكاييف اليوم، تمنى شي له عيد ميلاد سعيدا حيث بلغ السبعين من عمره اليوم. وقال شي للرئيس الكازاخستاني "إن زيارة الدولة التي تقوم بها إلى الصين في يوم يصادف هذه المناسبة الخاصة (عيد ميلاده) توضح بشدة قوة العلاقات الثنائية وتشهد مجددا على علاقتكم الفريدة مع الصين". وكانت مبادرة الحزام والطريق أحد الموضوعات الرئيسية خلال محادثاتهما. وفي حديثه إلى توكاييف، قال شي إن الصين وكازاخستان نفذتا بنجاح عشرات من مشاريع التعاون المهمة منذ أن اقترح مبادرة الحزام والطريق قبل 10 سنوات. من جانبه، أشاد توكاييف بمبادرة الحزام والطريق ووصفها بأنها مبادرة عظيمة، وقال إن بلاده ستواصل المشاركة الفعالة فيها. وقال توكاييف أيضا إن بلاده ستدعم بنشاط مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وجميعها اقترحها شي. وتعهد بالعمل مع الصين من أجل التعزيز المشترك للأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة من خلال الاستفادة من آلية الصين وآسيا الوسطى. وأشاد شي في محادثاتهما بقمة الصين وآسيا الوسطى الوشيكة ووصفها بأنها قمة ذات "أهمية فارقة"، وستتيح الشروع في حقبة جديدة من التعاون بين الصين وآسيا الوسطى. وقال شي إن الصين ستعمل مع دول آسيا الوسطى لبناء آلية الصين وآسيا الوسطى لتصبح منصة مهمة لتعزيز التعاون المتعمق. تعتبر القمة أحدث معلَم بارز في التفاعلات النشطة رفيعة المستوى والتعاون الاقتصادي والتبادلات الشعبية بين الصين ودول آسيا الوسطى. ومن المنتظر أن يوقع زعماء الدول الست وثيقة سياسية مهمة، ويشهدوا توقيع العديد من وثائق التعاون التي تغطي مجالات تشمل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والارتباطية، بحسب مؤتمر صحفي عقد قبل القمة.
مشاركة :