الاتحاد الأوروبي يواجه خطر التفكك بعد تهديد بريطانيا بالمغادرة

  • 2/19/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى القادة الأوروبيون خلال قمة بروكسل الحالية لانتزاع تسوية تبقي بريطانيا داخل صفوف الاتحاد الأوروبي دون أن تعرض للخطر وحدة الكتلة، في الوقت الذي تواجه فيه تحديا كبيرا مع أسوأ أزمة هجرة في تاريخها منذ 1945. ومن المتوقع أن تتواصل المفاوضات لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد حتى اللحظة الأخيرة غير أنه يعود لرؤساء الدول والحكومات الـ 28 البت في الخلافات العالقة. ووفقا لـ "الفرنسية"، فقد ذكر دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي عشية قمة وصفت بأنها "لحظة حاسمة" للوحدة الأوروبية ومستقبل العلاقات بين لندن وباقي القارة العجوز، أنه بعد مشاورات الساعات الأخيرة لا بد من الإقرار بكل صراحة بأنه لا يوجد أي ضمانات للتوصل إلى اتفاق. وأشار توسك الذي يترأس القمة في رسالة الدعوة الموجهة إلى رؤساء الدول والحكومات إلى وجود خلافات حول بعض النقاط السياسية وسيكون من الصعب تجاوزها، داعيا القادة الأوروبيين إلى اتخاذ مواقف "بناءة". ويتضمن مستند من 18 صفحة يشكل أساسا للتفاوض تم توزيعه أمس، عديدا من المقاطع التي لم يتم الاتفاق بشأنها بعد، ما يشير إلى حجم الخلافات القائمة. ولا تعد مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الموضوع الخلافي الوحيد على جدول أعمال القمة التى تختتم اليوم، حيث من المقرر أن يتناقش قادة الدول الـ 28 حول موضوع اللاجئين سعيا لتطبيق القرارات التي اتخذت في الخريف من أجل احتواء موجة الهجرة الحالية غير أنهم منقسمون حول هذه المسألة وعاجزون بصورة أساسية عن معالجتها. ورغم أن شركاء ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني مستعدون للاعتراف بـ "الخصوصية البريطانية" إلا أنهم عازمون على منع انتقال أي "عدوى" إلى دول أعضاء أخرى فيما يتعلق بالتنازلات المقدمة إلى لندن مثل احتمال خفض المساعدات الاجتماعية المقدمة للمواطنين الأوروبيين العاملين في المملكة المتحدة. وهذا الإجراء المثير للجدل والذي يعتبره البعض "تمييزيا" في نظر مبدأ حرية التنقل الذي تأسس عليه الاتحاد الأوروبي، يثير مخاوف دول أوروبا الشرقية والوسطى إذ يستهدف عمالها. واقترح توسك بالتالي "آلية إنقاذ" تسمح للندن بالحد بصورة مؤقتة من التقديمات الاجتماعية للمهاجرين الأوروبيين، فيما اعتبر دبلوماسي أوروبي هذا المقترح بمثابة آلية مفصلة خصيصا لمقاس بريطانيا. وتلقى رئيس الوزراء البريطاني المحافظ دعما من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي اعتبرت أن عديدا من طلبات الإصلاحات التي تقدمت بها لندن "مبررة"، مبدية تساهلا حتى في مسألة الحوكمة الاقتصادية وتكامل منطقة اليورو مؤكدة أنها "تتقاسم" مع كاميرون وجهة نظره المؤكدة على أنه ينبغي عدم تجاهل الدول الأعضاء التي لا تعتمد اليورو عملة في المسائل المهمة بالنسبة لهم. في المقابل، ترفض فرنسا بشكل قاطع إتاحة إمكانية فيتو للندن التي لم تنضم إلى الاتحاد النقدي، وأشار دبلوماسي فرنسي إلى أن كاميرون يجب أن يدرك أننا نبدي الكثير من حسن النية لكن النص يخص 28 دولة ويجب أن يتمكن كل واحد من تبريره في بلده. وتسود أجواء التفاؤل مقر رئاسة الحكومة البريطانية رغم انتقادات المعارضين لأوروبا من حزب الاستقلال "يوكيب"، والانقسامات في صفوف المحافظين، ويعتقد مسؤول حكومي بريطاني، طلب عدم كشف اسمه، أن حكومته حققت تقدما كبيرا وستذهب إلى هذه القمة لحسم التفاصيل المتبقية. ولكن الأمر ليس مقنعا لصحف بريطانيا المشككة بجدوى الانضام للاتحاد الأوروبي مثل "دايلي إكسبرس" التي عنونت أمس صدر صفحتها بمانشيت "مليونا مهاجر أوروبي يسرقون وظائفنا". وإذا كان بوسع كاميرون أن يأمل في انتزاع "أفضل اتفاق ممكن" للفوز في الاستفتاء الذي تعهد للبريطانيين بتنظيمه اعتبارا من حزيران (يونيو) حول البقاء في الاتحاد أو الخروج منه، فإن أنجيلا ميركل تصل إلى بروكسل في وضع يزداد عزلة وضعفا بين شركائها في مواجهة أزمة المهاجرين. وحضت المستشارة شركاءها على القيام بتحرك "مشترك" لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في وقت تثير فيه سياسة فتح الأبواب للمهاجرين التي انتهجتها ألمانيا انتقادات متزايدة. ولم يتقاسم الأوروبيون حتى الآن توزيع سوى نحوالى 500 مهاجر من أصل 160 ألف مهاجر وصلوا عبر اليونان وإيطاليا كانوا تعهدوا بإعادة توزيعهم الصيف الماضي. ورفضت فرنسا مبدأ آلية دائمة لتوزيع المهاجرين مباشرة انطلاقا من تركيا دعت إليها ميركل باعتبارها حلا لأزمة المهاجرين، وكانت المستشارة تعتزم بحث مسألة اللاجئين في بروكسل مع النمسا ومجموعة من الدول الأوروبية "المتطوعة" بحضور أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي، غير أن الأخير ألغى زيارته إثر اعتداء دام في أنقرة.

مشاركة :