كان (فرنسا) - مدّ مهرجان كان السينمائي السجادة الحمراء لدورته السادسة والسبعين التي انطلقت الثلاثاء، بمشاركة كوكبة من النجوم بينهم هاريسون فورد وجوني ديب وناتالي بورتمان، مع تنافس 21 فيلما على السعفة الذهبية. وتتضمن قائمة دورة هذا العام أكبر عدد من الأفلام العربية والأفريقية والآسيوية في تاريخ المهرجان. وكان المدير الفني للمهرجان تييري فريمو قال على هامش المؤتمر الصحافي الذي انتظم للإعلان عن الاختيار الرسمي للأفلام "السينما العالمية تعيد اكتشاف نفسها... هناك حضور قوي من شمال أفريقيا وشرقها وغربها، والعديد من منتجي الأفلام الشباب هم من النساء". وتشهد فعاليات الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي الدولي مشاركة مميزة للسينما العربية التي تنافس على جوائز أغلب مسابقات المهرجان بداية من المسابقة الرسمية، ومرورا بجائزة أسبوع النقاد ومسابقة أفلام الطلبة وقسم نظرة ما. ومن بين الدول العربية التي سجلت حضورا قويا في المهرجان المغرب، إذ يشارك فيلمان مغربيان في مسابقة قسم "نظرة ما" هما "كذب أبيض" لأسماء المدير و"القطعان" لكمال الأزرق، كما يحضر فيلم "الثلث الخالي" لفوزي بنسعيدي في قسم "نصف شهر"، إضافة إلى فيلم "أيور" لزينب واكريم ضمن مسابقة أفلام المدارس السينمائية. وكانت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أعلنت أبريل/نيسان أنه تم انتقاء أربعة أفلام حظيت بدعم "ورشات الأطلس" ضمن التشكيلة المختارة في مهرجان "كان" السينمائي، وفقا لوكالة المغرب العربي للأنباء. وأشادت المؤسسة في بلاغ لها بالحضور الوازن للسينما المغربية في "كان" هذه السنة، معتبرة أن الأمر يتعلق بـ"حدث تاريخي غير مسبوق، حيث يشارك المغرب للمرة الأولى بثلاثة أفلام". وقدم فيلم "أم الأكاذيب" لأسماء المدير في "ورشات الأطلس" مرتين، حيث حاز على جائزة الأطلس للتطوير سنة 2019 وجائزة الأطلس لمرحلة ما بعد الإنتاج عام 2021، فيما أحرز فيلم "القطعان" لكمال الأزرق على جائزة آرتيكينو الدولية في دورة 2019. أما فيلم "الثلث الخالي" لفوزي بنسعيدي فقد سبق تقديمه في قسم "عروض الأطلس للأفلام" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمراكش في قسم "أسبوعي المخرجين". وتبرز هذه التشكيلة المختارة، حسب البلاغ، حيوية السينما المغربية التي لم يسبق أن شاركت بثلاثة أفلام في نفس السنة في مهرجان كان. كما أنه في سابقة في تاريخ السينما المغربية تم اختيار المخرجة المغربية مريم التوزاني للانضمام إلى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان التي يترأسها هذا العام المخرج الحاصل على السعفة الذهبية لمرتين روبين أوستلوند (السويد). ويشكل اختيار مريم التوزاني ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي اعترافا قويا وحدثا بارزا بالنسبة إلى السينما المغربية. وجاء في الورقة التقديمية للمخرجة المغربية على موقع المهرجان أنه وبعد أن بدأت مسيرتها كناقدة سينمائية سرعان ما سعت مريم التوزاني إلى التعبير عن هذه النظرة بشكل مختلف وانتقلت وراء الكاميرا لتقوم بإخراج أول فيلمين قصيرين هما "عندما ينامون" و"آية تذهب إلى الشاطئ"، ثم تعاونت بعد ذلك في فيلم "الزين لي فيك" للمخرج نبيل عيوش، وفي العام 2019 أخرجت فيلمها الطويل الأول "آدم" الذي تم انتقاءه في مهرجان كان السينمائي ضمن فئة "نظرة ما" وأدرج ضمن القائمة المختصرة لجوائز الأوسكار. والتقت بعد ذلك نبيل عيوش، حيث شاركته كتابة الفيلم الطويل "غزية" الذي لعبت فيه أحد الأدوار، و"علي صوتك" الذي تم انتقاؤه للمنافسة في مهرجان كان سنة 2021، وعادت كمخرجة مع فيلم "أزرق القفطان" الذي نال استحسانا كبيرا في 2022 والذي تم تقديمه ضمن فئة "نظرة ما" وتم ترشيحه لجوائز الأوسكار. ويُعدّ كان أكبر مهرجان سينمائي في العالم، وأُقيم لأول مرة سنة 1939 بديلا عن مهرجان البندقية السينمائي الذي تأثر بالحكم الفاشي آنذاك. ويشتهر ببرنامجه الذي يختار بعناية أفلاما تألقت في جوائز الأوسكار أو أطلقت شرارة مسيرة مخرجين مثل كوينتين تارانتينو. ومن بين النجوم المشاركين في المنافسة على السعفة الذهبية أسماء معتادة على الحدث مثل البريطاني كن لوتش البالغ من العمر 86 عاما والحائز جائزة المهرجان مرتين (2006 و2016)، والألماني فيم فندرز الفائز بجائزة المهرجان سنة 1984 عن فيلم "باريس، تكساس"، والإيطالي ناني موريتي. كما تضم قائمة الأعمال المشاركة في مختلف مسابقات الدورة الجديدة أفلاما من أربعة دول عربية هي المغرب والجزائر وتونس والسودان.
مشاركة :