أدلى زعيم المعارضة العلمانية بأول خطاب له منذ انتخابات الأحد التاريخية التي حلّ متأخرا فيها بخمس نقاط تقريبا عن الرئيس رجب طيب إردوغان. وكان أداء كيليتشدار أوغلو (74 عاما) الأفضل للمعارضة منذ تولى إردوغان السلطة قبل عقدين. لكنه لم يرق إلى توقعات الاستطلاعات التي سبقت الانتخابات وخيّب آمال المعارضة. أدخل زعيم المعارضة مذاك تغييرات في فريق حملته وشدد رسالته لكسب الناخبين اليمينيين في الدورة الثانية المقررة في 28 أيار/مايو. كما يخطط لعقد لقاء مع سنان أوغان، وهو يميني متشدد نال 5,2 في المئة من الأصوات ولم يحسم قراره بعد بشأن الشخصية التي سيدعمها. وأفاد كيليتشدار وهو موظف حكومي سابق "إردوغان، لم تقم بحماية الحدود وشرف البلاد.. أدخلت عمدا أكثر من 10 ملايين لاجئ إلى هذا البلد.. فور وصولي إلى السلطة، سأعيد كل اللاجئين إلى بلدهم". سبق أن أشار أوغان إلى أنه لن يدعم إلا مرشّحا ينفّذ حملة أمنية ضد المهاجرين ويكافح "الإرهاب"، وهو المصطلح المستخدم في تركيا لدى الحديث عن المقاتلين الأكراد. "أشقاء" حظي إردوغان وحزبه الإسلامي بتأييد واسع في أوساط المسلمين في العالم لاستقباله الفارين من النزاعات في بلدان مثل سوريا. وباتت تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين والمهاجرين في العالم بلغ عددهم خمسة ملايين خلال العقد الأخير. وساهم اتفاق منفصل عام 2016 بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في التخفيف من أزمة الهجرة التي واجهتها أوروبا عبر السماح للأشخاص الساعين للوصول إلى غرب أوروبا بالاستقرار في تركيا. حصلت تركيا من بروكسل على تمويل قدره مليارات اليورو من أجل البرنامج. لكن تسارعت الأزمة الاقتصادية مع اقتراب الانتخابات، ما أدى إلى ازدياد حدة المشاعر المعادية للمهاجرين. وحاولت حكومة إردوغان إيجاد حل وسط. وقال وزير الداخلية سليمان صويلو الخميس إن تركيا أعادت حتى الآن أكثر من نصف مليون سوري. وأضاف "لن نحوّل تركيا إلى مستودع للاجئين ولم نفعل ذلك حتى الآن. لكن السوريين أشقاء لنا". وتابع "لا يمكننا إرسالهم إلى الموت. ولم نقم بذلك. لا يريد طيب إردوغان أن يتم تذكره على أنه الزعيم الذي أرسل السوريين إلى الموت".
مشاركة :