تستعدّ وزارة الثقافة لإطلاق النسخة الثانية من معرض "رحلة الكتابة والخط" يوم الأحد 11 يونيو بمستشفى عرقة في الرياض تحت عنوان: "دروب الروح"؛ لتستكشف من خلاله البعد الروحي للخط في الحضارة العربية الإسلامية عبر مجموعة من الأعمال الفنية التاريخية والكلاسيكية والمعاصرة، وذلك بهدف إبراز أهمية الخط العربي كعنصرٍ جوهري في الثقافة والهوية العربيّتَين، وتسليط الضوء على الأبعاد الجمالية والوظيفية لهذا الفن. ويشارك في المعرض الذي أشرف على تصميمه جان بول بولانجر، وميرجو رينيسيو، وتانغ تو، 34 خطّاطاً من 11 دولة من بينهم 12 خطّاطاً سعوديّاً، بالإضافة إلى 19 فناّناً ومصمّماً معاصراً من 12 دولة من بينهم 4 فنانين سعوديين معاصرين. ويضم مجموعة من الأعمال الفنية الإسلامية، ومخطوطاتٍ نادرة من مقتنيات وزارة الثقافة، وغيرها من الأعمال المُعارة من متحف معهد العالم العربي في باريس، والمعهد الوطني للتراث في تونس، إضافةً إلى مقتنياتٍ خاصّة، وينقسم المعرض إلى أربعة أقسام رئيسية، وهي: النور، والحرف، والمساحة، والشعر؛ كما يُسلّط الضوء على القوة الروحية التي تغمُر فكر الخطّاطين والفنّانين، وتتجلّى في تقنيّاتهم وممارساتهم، وكذلك على العاطفة التي يُثيرها الخط العربي في نفس القارئ والمُتأمِّل. يُذكر أن النسخة الأولى من معرض "رحلة الكتابة والخط" كانت قد نظّمَتها الوزارة في المتحف الوطني بالرياض في عام 2021، وشهدت استعراضاً لجذور الخط العربي وتطوُّره التاريخي، وعرضت أعمال خطّاطين سعوديين وعالميين، وفنانين ومصمّمين معاصرين، كما ألقت الضوء على العلاقة الفنية بين الخطّ العربي، والذكاء الاصطناعي، مما يدلّ على استدامة الخطّ العربي، وتواصل رحلته نحو مستقبل الفنّ. وتُولي المملكة فن الخط العربي اهتماماً كبيراً كونه ركيزةً أساسية للهوية الوطنية والتراث الثقافيّ، وتقديراً لأهميته فقد أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "عام الخط العربي" (2020-2021)، والتي تضمنت سلسلة فعاليات، وأنشطة هدفت إلى الاحتفاء به والمحافظة عليه، وتعزيز حضوره في المجتمع، وأثمرت الجهود الحثيثة التي قادتها المملكة بالتعاون مع 15 دولة عربيّة في إدراج "الخط العربي" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في عام 2022، مما يعكس القيمة الكبيرة التي يُمثّلها للإنسانية، ويُسهم في ترسيخ مكانته كرمزٍ عالمي للثقافة العربيّة. ويُقام معرض "رحلة الكتابة والخط: دروب الروح" في مدينتين، يبدأها من الرياض خلال الفترة من 11 يونيو إلى 2 سبتمبر 2023، قبل أن ينتقل إلى المدينة المنوّرة خلال الفترة من 15 أكتوبر إلى 23 ديسمبر 2023 في مركز المدينة للفنون؛ ليُشكّل دعوةً للانطلاق في رحلة وجدانية غامرة من الاكتشاف، وتأمُّل جماليات الخط العربي، وإدراك قيمته باعتباره كنزاً ثقافياً، ومظهراً من مظاهر تراث المملكة وثقافتها.
مشاركة :