تجددت، أمس، الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدينة أم درمان، فيما تتواصل في مدينة جدة بالسعودية مباحثات بين ممثلين عن الطرفين. وقال شهود عيان: إن منطقة «الشقيلاب» جنوبي الخرطوم تشهد اشتباكات ضارية بين القوات المسلحة و«الدعم السريع». وأفاد آخرون بأن اشتباكات مستمرة منذ الصباح الباكر في منطقة «كرري» بمدينة أم درمان غربي الخرطوم. كما دارت معارك غربي «جسر الحلفايا»، الرابط بين أم درمان ومدينة بحري شمالي الخرطوم. ودخلت اشتباكات السودان شهرها الثاني في ظل معاناة إنسانية يفاقمها نقص الوقود والخبز والكهرباء وشح المياه، واستمرار حالة النزوح من مناطق القتال. وفي وقت سابق أمس، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 832 جراء الاشتباكات بالإضافة إلى 3 آلاف و329 جريحاً. وقالت النقابة، في بيان ثانٍ، إن 59 مستشفى متوقفة عن الخدمة من أصل 89 مستشفى في الخرطوم والولايات، والبقية تعمل بشكل كامل وجزئي وبعضها يقدم خدمات إسعافات أولية. ومنذ أكثر من أسبوع، يواصل ممثلون عن الطرفين مباحثات في جدة في محاولة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل الخلافات بالحوار. ووفقاً لأحدث التقديرات، نزح أكثر من 840 ألف شخص داخل السودان وفر ما يربو على 220 ألفاً إلى دول الجوار. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يعكف على تكثيف عملياته في 6 ولايات على الأقل في السودان لمساعدة 4.9 مليون شخص معرضين للخطر، فضلاً عن مساعدة أولئك الذين يفرون إلى تشاد ومصر وجنوب السودان. وقال مايكل دانفورد مدير برنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا في بيان: «القتال في السودان يدمر الحياة وسبل العيش ويجبر الناس على الفرار من منازلهم وليس معهم سوى الملابس التي يرتدونها». وقالت الأمم المتحدة أمس الأول: إن أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 46 مليوناً بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وأطلقت نداء لجمع 3 مليارات دولار لتمويل المساعدات. وفي سياق آخر، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، أمس، عن استعداد روسيا للمساعدة في حل الأزمة في السودان، وإن لزم الأمر، توفير منصة للمفاوضات. جاء ذلك في تصريحات لبوجدانوف على هامش قمة روسيا والعالم الإسلامي في قازان، نقلتها وكالة «نوفوستي» حيث تابع: «نحن نعارض التدخل الأجنبي في الشؤون السودانية، يجب على السودانيين حل مشكلاتهم بأنفسهم، ونحن مستعدون للمساعدة في ذلك».
مشاركة :