نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، رأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في جدة اليوم، اجتماع الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة. وكان سمو ولي العهد في استقبال، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي قادة ورؤساء الوفود المشاركين في قمة قادة الدول العربية، لدى وصولهم مقر انعقاد القمة. ثم التقطت الصور التذكارية لسمو ولي العهد وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي قادة وفود الدول المشاركة في أعمال القمة. عقب ذلك، بدأت أعمال اجتماع الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى دولة السيد أيمن بن عبدالرحمن رئيس الوزراء بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية كلمة أعرب في مستهلها عن شكر بلاده وامتنانها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال. وقال: تشرفت الجزائر باحتضان الدورة الواحدة والثلاثين للقمة العربية في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، إلى جانب اندلاع الأزمة الأوكرانية التي وضعت العالم في حالة استقطاب متزايد، وأمام تحديات جديدة متمثلة خاصة في الأمن الغذائي، مجددًا الدعوة لتعبئة الطاقات التمويلية العربية لا سيما صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة لمساعدة الدول الأعضاء التي هي في أمس الحاجة لهذه المساعدات لتمكينها من تجاوز هذه الظروف الدولية العصيبة. وأضاف: إن الجزائر وضعت رئاستها للقمة العربية تحت شعار: “لم الشمل “، وكللت بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على إعلان الجزائر والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمنة فيه، مواصلة التنسيق مع الرئيس الفلسطيني الرامية لاستكمال مسار المصالحة الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى استعادة سوريا الشقيقة مقعدها الطبيعي في جامعة الدول العربية. وأعرب رئيس الوزراء الجزائري عن ارتياح بلاده لبوادر الانفراج التي حدثت من خلال التقارب الحاصل في العلاقات العربية مع الجارتين التركية وإيران، الذي توسم في انفراج في أزمات المنطقة واستقرارها وخفض التوترات، مما يفتح أفاقًا رحبة للتعاون والشراكة ويمهد لإحلال السلام في المنطقة وفي بعض الدول الأعضاء لا سيما في اليمن الشقيق، مثمنًا كل الجهود المبذولة لتسوية هذه الأزمة بصفة نهائية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق. وأكد ضرورة تعزيز التضامن مع أشقائنا في الصومال وجيبوتي في مواجهة الجفاف الذي تشهده منطقة القرن الأفريقي للعام السادس على التوالي والذي تطلب تدخلاً عاجلاً لتفادي كارثة انسانية محدقة بهذين الشعبين الشقيقين وكافة شعوب المنطقة. ودعا مجدداً الأخوة الأشقاء في السودان إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والاحتكام إلى فضائل الحوار لحل الخلافات وتجنيب الشعب السوداني الشقيق مخاطر الانزلاق في دوامة العنف الدموي الذي يشكل خطراً على السلم الاجتماعي ووحدة البلاد. وتقدم في نهاية كلمته بخالص التهاني وعظيم التقدير لخادم الحرمين الشريفين ولصاحب السمو الملكي ولي العهد بمناسبة تولي المملكة رئاسة الدورة الثانية والثلاثين للقمة العربية، سائلا المولى عز وجل أن يمده بعونه وتوفيقه في تحمل هذه المسؤولية السامية ونحن على ثقة تامة بأن المملكة العربية السعودية ستقود بكل جدارة واقتدار أشغال مجلسنا لما عهدناه منها ومن قيادتها الحكيمة من حرص دائم على وحدة الصف العربي وتفعيل وتطوير آليات العمل العربي المشترك. وفي ختام كلمته أعلن تسليم رئاسة الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إلى المملكة العربية السعودية. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عقب تسلم المملكة رئاسة الدورة العادية الـ 32 الكلمة التالية: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرنأ أن نرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وأن نرحب بضيف القمة فخامة الرئيس / فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، ونأمل أن تتكلل جهودنا بالتوفيق والنجاح. كما يسرنا أن نشكر فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية / عبدالمجيد تبون على جهوده المبذولة خلال ترؤس بلاده للدورة السابقة، ونشكر معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وجميع العاملين فيها، على ما يبذلونه من جهود لخدمة العمل العربي المشترك. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو نؤكد لدول الجوار، وللأصدقاء في الغرب والشرق، أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات، ويكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية. ومما يسرنا اليوم حضور فخامة الرئيس / بشار الأسد لهذه القمة، وصدور قرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية، في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، ونأمل أن يسهم ذلك في دعم استقرار سوريا، وعودة الأمور إلى طبيعتها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي، بما يحقق الخير لشعبها، وبما يدعم تطلعنا جميعاً نحو مستقبل أفضل لمنطقتنا. الحضور الكرام إن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت هي قضية العرب والمسلمين المحورية، وتأتي على رأس أولويات سياسة المملكة الخارجية، ولم تتوان المملكة أو تتأخر، في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لاسترجاع أراضيه، واستعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية، بحدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق. إن أشقاءكم في المملكة العربية السعودية، يكرسون جهودهم في دعم القضايا العربية، كما نعمل على مساعدة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية، وفيما يخص السودان؛ نامل أن تكون لغة الحوار هي الأساس، للحفاظ على وحدة السودان، وأمن شعبه ومقدراته، وفي هذا الصدد؛ فإن المملكة العربية السعودية ترحب بتوقيع طرفي النزاع على إعلان جدة، للالتزام بحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني، ونأمل التركيز خلال المحادثات على وقف فعال لإطلاق النار، وتواصل المملكة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي، بذل الجهود الإنسانية وتفعيل قنوات الإغاثة للشعب السوداني الشقيق. ويطيب لنا أن ننتهز فرصة وجود فخامة الرئيس / زيلينسكي، رئيس أوكرانيا ومشاركته في هذه القمة؛ لنجدد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا، وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة، بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ودعم جميع الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة سياسيا، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم. الحضور الكرام إن وطننا العربي يملك من المقومات الحضارية والثقافية، والموارد البشرية والطبيعية، ما يؤهله لتبوء مكانة متقدمة وقيادية، وتحقيق نهضة شاملة لدولنا وشعوبنا في جميع المجالات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، كلمة أمـــام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الدورة العادية (32)، بدأها بتقديم جزيل الشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، و إلى شعب المملكة على ما أحيطوا به من رعاية وحسن وفادة منذ وصولهم إلى الأرض المباركة، مهنئاً في الوقت ذاته المملكة على توليها رئاسة القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين. وقال ” إن المشهد الدولي يمر بواحدة من أشد الفترات خطورة في التاريخ المعاصر، وأراه زمن استقطاب وتنافس هائل بين القوى الكبرى على حساب القوى الاصغر أو المنفردة، ولذلك فليس أمام الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة سوى أن تستمسك بالمصالح العربية معياراً أساسياً للمواقف الدولية.. وأن تلتزم بالتنسيق فيما بينها وبالعمل الجماعي سبيلاً أكيداً لتعزيز الكتلة العربية في مواجهة ضغوط الاستقطاب”. وأضاف معالي الأمين العام “إن أزمات منطقتنا العربية لم تجد للحل طريقاً بعد عقد وأكثر من المعاناة والدماء والآلام.. فملايين العرب ما زالوا لاجئين ونازحين، واليوم أضيف إلى أحزان هذه الأمة حزن جديد في السودان، يدفع المدنيون ثمناً ضخماً للمواجهة المسلحة التي فرضها البعض على هذا البلد العزيز.. آن لتلك المواجهات أن تتوقف وان تلتزم الأطراف بمبدأ الحوار.. صوناً لدماء الشعب.. وحفاظاً على السودان ومقدراته ووحدته الترابية وسلامة مؤسساته الوطنية”. ودعا معاليه أن تكون قمة جدة علامة بدء لتفعيل حل عربي يوقف نزيف الدم في السودان ويصحح أخطاء ارتكبت في الماضي ويتوخى المصلحة العليا للدولة السودانية وليس المصالح الضيقة لفئات أو أشخاص. واستطرد معالي الأمين العام قائلاً ” والحقيقة، سيادة الرئيس، أننا نسعى لإيقاف نزيف الدم والخسائر في كافة ميادين الاحتراب الأهلي حيث لا منتصر ولا مهزوم .. والأزمات العربية تشهد الآن حالة من التجميد مقارنة بأوضاع أشد اشتعالاً شهدناها في السابق.. وهي فرصة يتعين اغتنامها.. من أجل تفعيل حلول عربية لتلك الأزمات العربية”. وأضاف ” ففي سوريا.. أرحب هنا بالرئيس بشار الأسد بعد أن عادت سوريا إلى مقعدها في هذا المجلس الموقر.. هناك ثمة فرصة لا ينبغي تفوتيها لمعالجة الأزمة التي تُعاني منها البلاد لما يربو على العقد.. سواء في أسبابها وأصولها، التي يظل الحل السياسي السبيل الوحيد لتسويتها.. أو في تبعاتها التي تجاوزت حدود الوطن السوري، ويحدونا الأمل في أن يكون للعرب اسهامهم في إيجاد الحلول الناجعة للأوجاع السورية العديدة”.
مشاركة :