أمير قطر الحاضر الغائب في القمة العربية يغادر جدة قبل كلمة الأسد

  • 5/19/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض - غاد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مدينة جدة السعودية ولم يعقد أي اجتماعات ثنائية أو يلق كلمة في القمة العربية التي انطلقت اليوم الجمعة، وفق ما أكده مسؤول عربي، مشيرا إلى أن حضوره كان "زيارة مودة"، فيما يأتي هذا التطور المفاجىء بعد يوم من التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، معلنا من خلاله أن الدوحة لا تريد شقّ الإجماع حول عودة دمشق إلى الجامعة العربية، لكنه أكد في الآن ذاته أن لكل دولة قرارها.  وأكد المصدر نفسه أن الأمير القطري غادر القمة قبل بدء كلمة الرئيس السوري بشار الأسد، بينما ذكر الديوان الأميري أن الشيخ تميم بعث برقية شكر للعاهل السعوي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان على الحفاوة التي قوبل بها في أعمال القمة، متمنيا أن تسهم نتائج القمة في تعزيز العمل العربي المشترك لما فيه خير الشعوب العربية". وأعرب الرئيس السوري بشار الأسد أمام القادة العرب خلال القمة عن أمله في أن يكون الاجتماع بحضور دمشق "بداية مرحلة جديدة" للعمل العربي المشترك، قائلا "ونحن نعقد هذه القمة في عالم مضطرب، فإن الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي- الإقليمي والدولي والذي توج بهذه القمة". وأضاف "أتمنى أن تشكّل القمة بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن في ما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار". وشكر الرئيس السوري القيادة السعودية على "الدور الكبير الذي قامت به وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولإنجاح هذه القمة". وتابع "سوريا ماضيها وحاضرها ومستقبلها هي العروبة لكنها عروبة الانتماء لا الأحضان، فالأحضان عابرة لكن الانتماء دائم"، مضيفا "ربما ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء في الاساس. ومن يقع في القلب، لا يقبع في حضن، وسوريا قلب العروبة وفي قلبها". واعتبر الأسد أنّ "العمل العربي المشترك بحاجة إلى رؤى وإستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقا إلى خطط تنفيذية .. بحاجة إلى سياسة موحدة"، مشيرا إلى أن "الأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها فهي قادرة على تدبير شؤونها، وما علينا إلا ان نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها". بدوره قال عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني خلال كلمته التي ألقاها في القمة إن عودة دمشق للجامعة العربية "خطوة تسهم بجهود إنهاء أزمتها"، مرحبا بعودة سوريا إلى الحضن العربي، قائلا إنها "خطوة مهمة نأمل أن تسهم في جهود إنهاء الأزمة". وأوضح أن بلاده حذرت مرارا "من استمرار الأزمة السورية دون حل؛ حيث دفع الشعب السوري الشقيق ثمنها غاليا، وانعكست آثارها علينا جميعا". وقال في سياق آخر "ما تزال القضية الفلسطينية محور اهتمامنا، ولا يمكن أن نتخلى عن سعينا لتحقيق السلام العادل والشامل والذي لن يتحقق إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقه في الدولة المستقلة (..)". وتابع "لا يمكن للسلام والأمن أن يتحققا مع استمرار بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتدمير الفرص المتبقية لتحقيق (مبدأ) حل الدولتين الذي يمنح للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، فالبديل عن ذلك سيضع المنطقة بأكملها على طريق الصراع المستمر". وأوضح ملك الأردن أن "منظومة العمل العربي المشترك بحاجة دوما إلى التطوير والتجديد وهنا يأتي دور جامعة الدول العربية في العمل على تعظيم التعاون وخاصة الاقتصادي بين دولنا لمواجهة تحديات الأزمات الدولية". ودعا إلى "تكثيف اللقاءات العربية الدولية على أعلى المستويات لتحقيق التكامل الاقتصادي في المنطقة وتوحيد الجهود (العربية) السياسية والأمنية"، قائلا "لا مجال للتباطؤ في انتهاز الفرص أمامنا، تحقيقا لمصالح بلداننا وشعوبنا". الدوحة - قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم الأربعاء إن بلاده لا تريد "الخروج عن الإجماع بعودة سوريا للجامعة العربية"، مضيفًا أن "لكل دولة قرارها"، في انعطافة على استحياء لموقف الدوحة التي عارضت في وقت سابق عودة دمشق إلى الحضن العربي، مستندة في ذلك إلى أن أسباب إبعادها لا تزال قائمة. وقال الوزير القطري في مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في إطار زيارة رسمية غير معلنة المدة تقوم بها الأخيرة إلى الدوحة إن "الحل لإعادة الاستقرار إلى سوريا يجب أن يرضي الشعب السوري التوّاق إلى الاستقرار"، مؤكدًا على أن "الحل الوحيد هو إيجاد حل عادل وشامل للمسألة السورية". وتابع "موقفنا واضح بشأن اتخاذ قرار عودة سوريا للجامعة العربية"، مضيفًا أن بلاده "لا تريد الخروج عن الإجماع العربي بشأن عودة سوريا للجامعة العربية ولكل دولة قرارها". وأضاف أن "المسألة ليست بين قطر والنظام السوري، بل بين النظام وشعبه"، داعيا إلى أن "يعيش الشعب السوري في أمان واستقرار وأن تكون هناك عملية سياسية في سوريا". وكان وزير الخارجية القطري قد قال في تصريح إعلامي الشهر الماضي تعليقا على تصاعد الجهود الدبلوماسية لإعادة سوريا إلى الحاضنة العربية، إن "الدوحة لا تتّخذ أي خطوة إذا لم يكن هناك حلّ سياسي للازمة السورية"، مشيرا إلى أن "كلّ دولة لها تقييمها وهذا قرار سيادي يخصّهم"، بينما وصف المعطيات التي أفادت بأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية باتت أقرب من أي وقت بـ"التكهنات". وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن الذي قدمت بلاده دعما كبيرا لجماعات سورية معارضة خلال النزاع أنّ "الحرب توقفت لكنّ الشعب السوري مازال مهجّرا والناس الأبرياء في السجون. نحن لا نريد فرض حلول على الشعب السوري وهو الذي يجب أن يصل إلى حلّ ويجب أن يكون هناك حلّ سياسي للأزمة السورية". وتشارك سوريا في القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين التي تنطلق الخميس بجدة بوفد رفيع، في أول أول مشاركة بعد قرار تعليق عضويتها قبل نحو 12 عاما على خلفية مواجهة النظام الاحتجاجات الشعبية بالقوة العسكرية.  وتلقى الرئيس السوري بشار الأسد دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان للمشاركة في القمة وينتظر أن يعطي حضوره دفعة قوية لجهود فكّ عزلة سوريا، فيما لم تتأكد بعد مشاركته من عدمها. وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال وصوله إلى جدّة الاثنين "هذه فرصة جديدة لنا لنقول لأشقائنا العرب إننا لا نتطلع إلى الماضي وإنما إلى المستقبل"، مضيفا "هناك الكثير من التحديات التي يجب أن نناقشها ونحشد قوانا العربية لمواجهتها منها قضية الصراع العربي الإسرائيلي ومسألة المناخ"، وفق وكالة "سانا". ورحب أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء بعودة وزير الخارجية السوري إلى الجامعة العربية في مستهل الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة. وكان أبوالغيط قد قال في كلمة سابقة إن "هذه الأجواء من شأنها أن تدفعنا إلى تجديد العهد والعزيمة على تفعيل مبدأ التضامن العربي لتحقيق التكامل الذي بُنيت عليه جهود تأسيس جامعة الدول العربية". ويرى خبراء أنّ دعوة الأسد للمشاركة في قمة جدة تظهر أيضا نفوذ السعودية التي تسعى راهنا الى البروز كصانعة سلام في المنطقة، بعدما تغلّبت على اعتراضات عدد من الدول من بينها قطر لإعادة سوريا الى الحضن العربي خلال مباحثات في القاهرة مطلع الشهر الجاري. ويقول المحلّل السعودي سليمان العقيلي إن "قمة جدة من أهم القمم من فترة طويلة لأنها ستعيد بناء المنطقة العربية بشكل يعتمد على المصالح وتحويل التحدّيات إلى فرص". وتقول كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جاكوبس "من المهم أن نتذكّر أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية إجراء رمزي لبدء عملية إنهاء عزلته الإقليمية"، مضيفة "من نواح كثيرة، هي بداية التطبيع السياسي، ولكن سيكون من المهم مراقبة ما إذا كان ذلك سيترافق مع تطبيع اقتصادي، لا سيما من جانب الدول العربية الخليجية". وتابعت "ستكون القمة ناجحة إذا استطاعت إعادة إدماج سوريا في النظام العربي واتخذت موقفا قويا من النزاع في السودان واليمن". وفي 7 مايو/ أيار الجاري أعلنت جامعة الدول العربية عودة دمشق لمقعدها بعد تجميد دام نحو 12 عاما، و"التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة نحو حلحلة الأزمة وفقًا لمقاربة خطوة مقابل خطوة"، عقب حراك عربي قادته السعودية ومصر والأردن لوضع خارطة لحل الأزمة السورية. وتتزامن عودة سوريا إلى الحاضنة العربية مع تغيّر في الخارطة السياسية الإقليمية بعد الإعلان عن اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، أبرز حلفاء دمشق والذي تُعلَّق عليه آمال بإعادة الاستقرار في منطقة لطالما هزتها النزاعات بالوكالة.

مشاركة :