أبوظبي في 20 مايو/ وام/ وقع الأرشيف والمكتبة الوطنية مذكرة تفاهم مع مديرية الوثائق الملكية بالمملكة المغربية ترمي إلى توطيد أواصر الصداقة والتعاون وتبادل الخبرات في مجال الأرشيف وسبل المحافظة على الموروث الثقافي والتاريخي المشترك. وتهدف مذكرة التفاهم أيضا إلى تنمية التعاون الثقافي والعلمي، وتنظيم العمل المشترك بما يسهم في بلوغ الطرفين أعلى مستويات الجودة، وتطبيق أفضل الممارسات المتبعة في العمل الأرشيفي والثقافي . وقع المذكرة بحضور سعادة العصري سعيد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة المغربية؛ كل من سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، وسعادة بهيجة سيمو مديرة الوثائق الملكية في المملكة المغربية، وذلك بمقر مديرية الوثائق الملكية في الرباط. واعتبر سعادة عبد الله ماجد آل علي مذكرة التفاهم فرصة لتعزيز جسور التعاون بين الأرشيف والمكتبة الوطنية ومديرية الوثائق الملكية لما تتسم به المؤسستان من اهتمام بجمع ذاكرة الوطن وحفظها، وإدراكهما لأهمية الوثائق التاريخية على صعيد التقدم الحضاري، وحفظ حقوق الوطن والفرد، وللدور الذي تؤديه المؤسستان في المجال الثقافي، فهما منارتا إشعاع حضاري وثقافي إقليمي وعربي وعالمي. وأشار إلى أن هذا التعاون بين المؤسستين يأتي في إطار العلاقات المميزة التي تربط دولة الإمارات والمملكة المغربية قيادة وشعباً، وهي علاقة تاريخية تعود إلى بدايات قيام دولة الإمارات؛ إذ نشأت برؤى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وشقيقه الملك الحسن الثاني رحمهما الله، ونحن نأمل بأن تكون هذه المذكرة نقطة انطلاق للتعاون المثمر والبناء في تبادل المواد الأرشيفية، وتعزيز آلية البحث عن الوثائق التاريخية ذات الاهتمام المشترك، وترميمها والحفاظ عليها، وإتاحتها للباحثين والمهتمين وذوي الاختصاص. وأكد آل علي أهمية الدور الذي تستطيع مديرية الوثائق الملكية أداءه في فعاليات المبادرات المشتركة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية والتي نحن بصدد إثرائها بالمزيد من الفعاليات الثقافية والفنية، داعيا مديرية الوثائق الملكية للمشاركة في الحدث الأرشيفي العالمي "كونجرس المجلس الدولي للأرشيف"، الذي تستضيفه أبوظبي في الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر المقبل . وأعرب مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية عن شكره لسفارة دولة الإمارات لدى المملكة المغربية على جهودها في التنسيق من أجل توقيع هذه المذكرة. بدورها عبرت سعادة بهيجة سيمو عن سعادتها بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية .. وقالت " نحن متفائلون بما ستسفر عنه هذه المذكرة بين المؤسستين اللتين تحرصان على جمع الوثائق التاريخية وحفظها إيماناً منهما بأن الوثيقة من أهم أسس الذاكرة وهي العامل الأساسي في تدوين المعلومة التاريخية، ولاهتمامنا معاً بالإصدارات الحافلة بالمعلومات الموثقة عن تاريخ الوطن وتراثه”. وأكدت أن التاريخ الذي تؤيده الوثيقة ليس ترفاً ولكنه ضروري جداً لأنه مرتبط أشد الارتباط بتحديات الحاضر؛ مشيرة إلى أن المؤسستين تتشاركان في جمع ذاكرة الوطن وحفظها للأجيال، وإتاحتها للباحثين عبر بوابات رقمية يستفيد منها المهتمون بالتاريخ والتراث، وأيدت المشاركة بالفعاليات التي تسهم في إثراء الحراك الثقافي في إطار العلاقات المميزة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية. وشملت بنود مذكرة التفاهم اتفاق الطرفين على تبادل الخبراء في مجال الأرشيف، والمشاركة في المعلومات، وعمل برامج تدريبية ونشاطات مرتبطة في الأرشفة، وعلى التعاون في النشاطات التي تعزز التبادل الثقافي بينهما مثل ورش العمل وتدريب الكوادر، وتبادل النشرات الأرشيفية والتاريخية، بالإضافة إلى تنفيذ المشاريع المشتركة تهم الطرفين. يشار إلى أنه تم توقيع المذكرة أثناء الزيارة التي قام بها وفد من الأرشيف والمكتبة الوطنية برئاسة سعادة عبد الله ماجد آل علي إلى مديرية الوثائق الملكية في الرباط، حيث تفقد وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية أقسام مديرية الوثائق الملكية؛ واطلعوا على أساليب جمع الوثائق التاريخية وحفظها، ورقمنتها وإتاحتها وعلى منشورات المديرية وفي مقدمتها كتاب "الأندلس تاريخ وحضارة"، وعلى أقدم الوثائق والمخطوطات التي تحتفظ بها المديرية. وفي ختام الزيارة تبادل الطرفان أهم الإصدارات والدروع التذكارية.
مشاركة :