خطيب المسجد الحرام: الإسلام دين وسط لا إفراط فيه ولا تفريط

  • 2/19/2016
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل – واس: أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال: إن من أعظم ما يزين المرء في حياته دينه وعقله الذي أكرمه الله بهما، وفضله على كثير من خلقه تفضيلاً، فبالدين يرتفع عن ما يغضب الله ويسخطه من معايب الأخلاق وسفسافها، وبالعقل يرفع نفسه عن كل ما يشين تصرفاته وقراراته. وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: نعم عباد الله، التهور والطيش واللامبالاة في الفكر والسياسة والإعلام والاقتصاد والحياة الاجتماعية، نعم إنها المجازفة والمخاطرة التي تجعل لسان المرء وفعله متقدمة على عقله وقلبه فيقع بسببها في محاذير يصعب التخلص منها أيا كانت حسية أو معنوية بصورة لا ينفع معها تلفيق، ولله كم من لسان تهور فاحتاج بعده إلى اعتذارات طويلة لا يجدي كثيراً منها بعد فوات الأوان، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (ولا تكلم بكلام تعتذر منه غداً). وبيّن فضيلته: أن من أقبح صور المجازفات ما كان منها متعلقاً بكرامة الآخرين وحقوقهم من خلال الاسترسال بسوء الظن تجاههم، أو اتهام النيات التي لا يعلمها إلا الله الذي يعلم السر وأخفى، فيلقون التهم نحوهم جزافاً دون بينة ولا إقامة حجة يظهر من خلالها ابتذال اللسان وكثرة السلف به واللامبالاة بحقوق المسلم تجاه أخيه، ومثل ذلك الاسترسال كفيل بإيقاع صاحبه في الغلو والتشدد المقيت ليقع في فخ التضليل والتكفير بمجازفة تعميه عن تحقيق شروطه واتقاء موانعه، وما أكثر من ولجوا من هذا الباب المهلك. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام: أن الإسلام دين وسط لا إفراط فيه ولا تفريط، فإنه إذا منع المجازفة فقد حض على العزم، وإذا ذم العجلة في أمور فإنه قد حض عليها في أمور أخرى لا يسع تأخيرها أو التواني عنها. وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم، عن استخلاف الإنسان في الأرض، موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال فضيلته في خطبة الجمعة: من حكمة الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، أن جعل الإنسان خليفته في الأرض يقيم سننه، ويظهر عجائب صنعه، وأسرار خليقته وبدائع حكمه ومنافع أحكامه، وهل وجدت آية على كمال الله تعالى وسعة علمه أظهر من هذا الإنسان الذي خلقه الله فيه في أحسن تقويم، اقتضت رحمة الله وسنته في خلقه أن يستخلف عن الأرض من يشاء من عباده، قال تعالى: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده). وبين أن الاستخلاف امتحان لقوله تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)، ويرث الأرض من أحسن بواجب الخلافة: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، مشيراً إلى أن الاستخلاف يقتضي عبادة الله وتحقيق نهج الله والصلاح والإصلاح، وتعمير الأرض وبناء الحياة بالقول والعمل والإنتاج والتعليم والتعلم: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ). وأكد الشيخ الثبيتي: أن المسلم الذي يقبل الإسلام ديناً تصبح رسالته الالتزام بهذا الدين، والدعوة إليه ونفع الخلق، وبهذا يكون عضواً نافعاً يثمر الخير، ويقبل على الفضل والبر، ويغدو شعاع نور وبركة، قلبه مفعم بالمحبة، ويده مبسوطة بالنعمة، مشيراً إلى أن المسلم يعيش من أجل رسالة سامية وغاية نبيلة يحيا من أجلها ويكافح في سبيلها يحقق الصالح العام يسخر من أجل رسالته عمله، ويخدم من مركزه دينه. وقال فضيلته: إن صاحب الرسالة يبدأ بإصلاح نفسه ومحاسبتها وتمتد رسالة المسلم إلى تمدد نفعه وإصلاح غيره ورعاية الآخرين، مع سمو الغاية وعلو الهمة بحراسة الملة وخدمة الأمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى: يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُوِر وَأَشرَافَهَا، وَيَكَرهُ سَفْسَافَهَا)، فالمسؤول المسلم رسالته في الحياة تحقيق مصالح رعيته بإقامة العدل، وإحقاق الحق، ويجتهد في تحقيق ما ينفعهم، ودفع ما يضرهم في دينهم ودنياهم، وأن يأخذ على أيدي السفهاء والفسقة ويردعهم عن المعاصي والظلم. وأكد: أن رسالة العلماء في الحياة عظيمة فهم خلفاء الرسل، وورثة الأنبياء، وواجب عليهم حماية المجتمع من الجهل وفساد العقائد، والمربي المسلم أن يجسد النموذج الصحيح للمسلم بإصلاح الحال وتربية الأجيال، والمرأة المسلمة رسالتها في الحياة تعهد الفضيلة في المجتمع وبناء وحراسة، وتكوين المجتمع الصالح زوجة وأماً. ولفت إمام وخطيب المسجد النبوي، في ختام خطبته إلى أن رسالة الإعلام المسلم عظيمة لضخامة تأثيره، وسعة أثره في تبليغ رسالة الإسلام، وتوضيح هديه والذود عنه، فهو يخدم الإسلام قولاً وفعلاً، يقاوم الإلحاد والرذيلة، ويحصن العقل والقلب من غواية الرذائل وضلالة الأفكار المنحرفة.

مشاركة :