توقف عالم كرة القدم كثيراً، ويتوقف مرات ومرات في المستقبل القريب والبعيد، لدراسة وتقييم صفقة انتقال النرويجي هالاند إلى مانشستر سيتي هذا الموسم، وبعد الانبهار الذي أصاب الجميع بلا استثناء نتيجة الحصاد «المُخيف» الذي جمعه «صاروخ النرويج»، خلال خطواته الأولى مع «السماوي»، يذكر التاريخ أنها ضمن أفضل صفقات الانتقال التي عرفتها كرة القدم، بحُسن الاختيار الفني، وذكاء التعامل المالي، وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من «ثُنائية»، جمعت بين هالاند و«سيتي بيب» وصدّرت «الرُّعب» لجميع المنافسين، داخل إنجلترا وخارجها. وتكون الإحصاءات الفنية عادة معبّرة بـ«حياد وموضوعية وعُمق» عند إخضاع أي لاعب للتقييم، والمؤكد أن الأرقام عجزت عن إبداء «إعجابها» بما قدمه هالاند في موسمه الأول مع «البلومون»، لأن حصاده كان «خيالياً» بتحطيم العديد من الأرقام القياسية الإنجليزية والعالمية، وأبرزها كونه أفضل هداف على الإطلاق في موسم واحد بـ«البريميرليج»، بمعدلات فائقة، وكذلك على الجانب الآخر، صنع هالاند الفارق الكبير في منظومة «سيتي بيب» التي افتقدت أحياناً لنوعية هذا «المهاجم الخارق»، حتى وجد فيه «الفيلسوف» ضالته المنشودة. تشير الإحصاءات إلى أن المعدل التهديفي لـ«كتيبة جوارديولا» ارتفع من 2.58 هدف في كل مباراة بالحصاد الكامل في جميع بطولات الموسم الماضي، ليصل إلى 2.6 هدف في المباراة، قبل انتهاء الموسم الحالي، وصحيح أن الفوز يُعد عملاً جماعياً، ولكن وجود مهاجم «فذ» يجيد اقتناص الأهداف، زاد من معدل انتصارات «البلومون» مقارنة بنسخة العام السابق، حيث ارتفعت من 70.7% إلى 73%.ومن جانب هالاند، قفزت معدلاته التهديفية بصورة رائعة ليُسجّل بمتوسط 1.1 هدف في كل مباراة هذا الموسم بقميص «السيتي»، في مختلف البطولات، مقارنة بـ0.97 في العام الماضي مع بروسيا دورتموند. ورغم حديث بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي العالمية في بداية الموسم الجاري، عن الصعوبة التي تنتظر «ماكينة الأهداف» في «البريميرليج» مقارنة بـ«سهولة البوندسليجا»، إلا أنه أظهر عكس ذلك ورد بصورة عملية لا يُمكن إنكارها، حيث بلغت معدله التهديفي 1.1 هدف في المباراة بالدوري الإنجليزي مقابل 0.96 خلال أفضل مواسمه في نظيره الألماني. وتبرز إحصاءات معدلات الأهداف المتوقعة من جانب «السيتي» لتوضح الفارق قبل وبعد انتقال هالاند، حيث ارتفع المعدل بمقدار «8.13» لأهداف اللعب المفتوح، مقابل ثباتها في الموسم الماضي، وكذلك زادت قدرات الفريق فيما يخص تسجيل ضربات الجزاء بمعدل «1.39» مقابل «0.15» فقط للموسم الماضي، حيث بات هالاند «المُتخصص الأول» في تسديد تلك الركلات. وكان الفارق كبيراً بالنسبة لإحراز الهدف داخل منطقة الجزاء، التي زادت بمعدل «0.94» مقارنة بتراجع سلبي في الموسم الماضي بلغ «-6.7»، وهو ما تكرر مع الأهداف المُسجّلة داخل منطقة «الـ6 ياردات»، بزيادة بلغت «1.87» مقابل «-1.8» سابقاً، وبالمثل ارتفعت معدلات التسجيل من الهجمات المنظمة بـ«7.58» مقارنة بـ«4.44» قبل قدوم هالاند، في حين تحولت معدلات استغلال الهجمات السريعة من «-1.55» إلى «1.27». على الجانب الآخر، ارتفعت معدلات الأهداف المتوقعة لـ«الصاروخ» هالاند بإجمالي «4.59 هدف»، مقسمة إلى «1.37» من اللعب المفتوح و«1.27» من الركلات الركنية و«1.67» لأهداف ركلات الجزاء، مع تراجع طفيف لاستغلال الركلات الحرة التي لا يُكلف بها، كما زادت جميع معدلات أهدافه المتوقعة من مُختلف مناطق الملعب، بفارق إيجابي «1.82» لأهدافه داخل المنطقة، مقابل «2.52» بمنطقة الـ6 ياردات و«0.25» لأهداف التسديدات بعيدة المدى خارج المنطقة.
مشاركة :