المخدرات في العالم الافتراضي.. والمملكة تتصدى لها

  • 5/21/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع ظهور شبكة الإنترنت وانتشارها الواسع برزت على الساحة مشكلة شديدة الخطورة تمثلت في إدخال المخدرات والمؤثرات العقلية نطاق العالم الافتراضي - شبكة الإنترنت -، كما أن عالمية الإنترنت وانفتاحها وسهولة الوصول إليها شجع الكثيرين على استخدامها كوسيط لتسهيل الاستخدام غير الشرعي للمخدرات، سواءً في مجال الطلب على المخدرات وتسهيل عملية إنتاج المخدرات، أو استخدامها، أو بيعها، إضافةً إلى تسهيل الإنتاج وشرح وتفسير للمعدات أو المصادر اللازمة أو العمليات المستخدمة في صناعة المخدرات، مع تسهيل الوصول للمعلومات التي تسهل المبيعات عبر الإنترنت. وقد وعت المملكة هذه المشكلة في مرحلة مبكرة فأصدرت التنظيمات التشريعية التي تجرم استخدامها في الأمور غير المشروعة حيث «نص نظام مكافحة المخدرات للجرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/17 وتاريخ 8 /3 / 1428هـ بناءً على قرار مجلس الوزراء رقم «79» وتاريخ 7 /3 / 1428هـ، وفي المادة السادسة منه على أنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل شخص يرتكب جريمة إنشاء موقع على الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي أو نشره للاتجار بالمخدرات أو المؤثرات العقلية أو ترويجها أو طرق تعاطيها أو تسهيل التعامل بها». «الرياض» في الجزء الثالث من تغطيتها لحملة الحرب على المخدرات بالمملكة والتي تأتي بتوجيه وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، وبمتابعة من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، استمراراً إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ستتناول موضوع التوعية الأسرية للحد من مخاطر مروجي المخدرات عبر الإنترنت وبيان هويتهم وأهدافهم الشيطانية وأساليبهم الإجرامية في استخدام هذه التقنية والتأكيد على جهود المملكة في مواجهة هذا النمط الإجرامي منذ وقت مبكر. مروجو الثقافات ودعاة الحرية يرفعون أعداد المدمنين سوق الترويج وبرزت الإنترنت كسوق جديد لبيع وترويج المؤثرات العقلية خاصة في مجال التحايل على الأنظمة بواسطة عرض بدائل العقاقير الخاضعة للمراقبة، وساهمت شبكة الإنترنت في تشجيع أنشطة بيع وترويج العقاقير الممنوعة وبيع المخدرات وترويجها باستغلال خصائص الإنترنت، إضافةً إلى نشر تعاطي وقبول المخدرات، وتعليم صناعة المخدرات وزراعتها في المنازل والمزارع الخاصة، علاوةً على المواقع والمنتديات التي تسهم في تعليم طرق إخفاء وتهريب المخدرات، إلى جانب الدور الاتصالي للشبكة في مجال تبادل المعلومات بين العصابات، وما يمكن أن يساعد المتعاطين للوصول إلى أماكن توافرها عبر مدن العالم المختلفة. توظيف سلبي ويوظّف مروجو المخدرات في مواقع الإنترنت التقنية الحديثة، واستغلال الوجود البشري المكثف في هذه المواقع لصالحهم، وذلك بقيامهم بالترويج للمخدرات، عن طريق الإعلانات الجذابة، والتغرير بالشباب والفتيات، والقيام بتبادل المعلومات المتعلقة بالمخدرات فيما بينهم، وإرسال الشيفرات، التي تتعلق بطرق، وأساليب الاستخدام والتعاطي والترويج، حيث تشير الدراسات إلى أن دخول المخدرات عالم الإنترنت أمر واقع، وقد اعترف به المجتمع الدولي، وأشارت لجنة البلدان الأمريكية لمكافحة تعاطي المخدرات التابعة لمنظمة الدول الأمريكية في تقاريرها إلى أن شبكة الإنترنت أصبحت مستخدمة أكثر من الوسائط الأخرى في زيادة إنتاج المخدرات المصنعة واتساع رقعته، وأن الجماعات الإجرامية المنظمة تستخدم العولمة والاتصالات الفورية والتحويلات المالية الإلكترونية في تحسين كفاءة أنشطة الاتجار بالمخدرات وعليه يتضح أنه بالرغم من الإيجابيات الكثيرة لاستخدامات الإنترنت. إجرام إلكتروني وتتنوع أساليب ترويج المخدرات عبر الإنترنت، فمن هذه الأسباب من يسهم في صناعة المخدرات، ومن يعمل على ترويج ثقافة المخدرات، ومن يعمل على تخريب عقول الشباب بدعوى حرية الفكر وغيرها من الأسباب، لكن الأبرز في مروجي المخدرات أنهم ينحصرون في خمس فئات هذه الفئات هم: الفئة الأولى هم جناة المخدرات؛ وتستخدم هذه الفئة الإنترنت لزيادة زبائنهم، من خلال إغواء فئات الشباب وغيرهم في الانغماس في تعاطي المخدرات وقد تتصرف هذه الفئة بشكل فردي أو شكل جماعي، وقد لا يتوقف إغواء هذه الفئة على تعاطي المخدرات وإنما ارتكاب جرائم أخرى ذات صلة بتعاطي المخدرات مثل سرقة بطاقات الائتمان والاحتيال والجرائم المالية عامة، الفئة الثانية فهم مروجو ثقافة المخدرات؛ وتهتم هذه الفئة بشكل خاص بزيادة الضغط على صناع القانون لتغيير القوانين الخاصة بالمخدرات، أو تعديلها بما يسمح بإنتاج المخدرات وتهريبها أو الحصول عليها، الفئة الثالثة؛ فهم دعاة توسيع حريات التعبير ويهدفون لإشاعة المعلومات على الإنترنت لتوسيع حدود حرية التعبير الذاتي، وهذه المعلومات قد تدفع بعض الفئات، خاصةً المراهقين بخرق القوانين الحالية الخاصة باستخدام المخدرات ويصبحوا خطرين على أنفسهم أو على غيرهم من خلال سواء استخدام المخدرات، أمّا الفئة الرابعة فهم دعاة التجديد؛ وهذه الفئات سواء كانت أفراداً أو جماعات تطالب بتعديل القوانين والبنى الاجتماعية والاقتصادية، وتنشر المعلومات عن المخدرات على الإنترنت لدعم حالاتهم من خلال تكوين سلوكيات ثقافية مضادة، فقد يغروا فئات بعدم إطاعة القوانين الخاصة بالمخدرات أو إساءة استعمال المخدرات، وأخيراً الفئة الخامسة فهم الفئة الخارجة عن القانون؛ وتستخدم هذه الفئات الإنترنت لتشجيع الصغار بارتكاب الجرائم التي لها علاقة بالمخدرات، أو أن تجعلهم ضحايا جريمة، ومن الأمثلة على هذه الفئات أصحاب الجرائم الإباحية. صيدليـات الإنترنت لاستمرار الإدمان دون وصفة طبيــة زراعة وتعاطٍ وتشير الدراسات الاجتماعية المتعلقة بارتكاب الجرائم إلى أن هناك عدداً من أساليب جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية التي تمارس عبر الإنترنت ومن أبرزها: أولاً: تعليم زراعة وتعاطي وتصنيع المخدرات، حيث تنتشر على الإنترنت وبمختلف اللغات الكثير من المواقع الإلكترونية المتخصصة في تعليم طرق زراعة المحاصيل غير المشروعة التي تستخلص منها المخدرات، وسبل العناية بها، وأوقات زراعتها، وتعليم أساليب تعاطي المخدرات عن طريق شربها، أو حقنها، أو شمها، أو مضغها، أو تدخينها، بالإضافة إلى تعليم طرق تصنيع المخدرات بما في ذلك استخدام السلائف الكيميائية في التصنيع، وهي مواد في الأصل غير مخدرة إلاّ أنه يمكن مزجها مع مواد كيمائية أخرى وإعادة تصنيعها لتتحول إلى مواد مخدرة محظورة، ثانياً: بيع أدوية ومستحضرات طبية محظورة، حيث تنتشر على الإنترنت الكثير من المواقع الإلكترونية المتخصصة في بيع الأدوية والأعشاب والمستحضرات الطبية المحظورة، ومن الأمثلة على ذلك مواقع ما يسمى بـ»الصيدليات الإلكترونية» أو «صيدليات الإنترنت»، ثالثاً: تواصل مروجي ومتعاطي المخدرات، فمع التطور التقني في وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات، ظهرت تقنية للاتصال تعتمد على نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP)، وهي تقنية جديدة يعود تاريخ أول ظهور لها في عام 1995م عندما بدأت شركة صغيرة تسمى Vocal Tec بتصميم برنامج هاتف عبر الإنترنت، ومن ثم بدأت الشركات الأخرى بإنتاج هواتف وبرامج وتطبيقات تدعم الاتصال عبر الإنترنت معتمدة على هذه التقنية، رابعاً: استخدام شبكات الإنترنت الخفي -المظلم-، فالإنترنت المظلم أو الخفي -Deep Web- هو مصطلح يعود إلى الحواسيب المرتبطة بالشبكة والتي لا يمكن الوصول إليها، قد يكون السبب هو أنه لا يوجد وصلات إنترنت تصل إلى محتويات تلك العناوين، أو لأن تلك المحتويات توّلد أو تنتج تلقائياً، فعلى سبيل المثال نأخذ قواعد البيانات المتغيرة بشكل دائم ضمن الإنترنت المظلم، وبالتالي فإن محركات البحث لديها صعوبة في فهرستها. «ويب» مُظلم وتخطى عدد من مواقع الإنترنت عام 2014م حاجز المليار موقع، أي بمُعدل موقع لكل سبعة أشخاص تقريبًا على الكرة الأرضية، لكن الأرقام الفعلية تُؤكّد أيضًا أننا نقوم باستخدام أقل من 50 % من هذه المواقع، أي هنالك ما يزيد على 500 مليون موقع لا تُستخدم أو تُستخدم مرة واحدة شهريًا، ولكن جميع هذه الأرقام لا تُشكل فعليًا سوى 5 % فقط من حجم الإنترنت الكامل، أي أن مراكز بيانات جوجل، وفيس بوك، وويكيبيديا، وتويتر، بالإضافة إلى مليار موقع آخر حول العالم يُشكلوا جزءاً بسيطاً جدًا من إجمالي شبكة الإنترنت، وهذا يعني أن هناك 95 % من المحتوى الذي لا نعرف عنه أي شيء ولا يُمكن الوصول إليه بالطرق التقليدية باستخدام مُتصفح تقليدي مثل جوجل كروم أو فايرفوكس، هذا المُحتوى يُعرف باسم Deep Web أو الويب العميق أو المُحتوى العميق غير القابل للفهرسة؛ لأن مُحتوى الويب العميق يتكوّن باختصار من مجموعة من قواعد البيانات التي تحوي على مُستندات أكاديمية، طبية، أمنية أو حكومية، وهي قواعد بيانات لا يُمكن لمحركات البحث فهرستها، وبالتالي يجب أن يمتلك المُستخدم صلاحيات للاطلاع على مُحتواها، وداخل الويب العميق هُناك جزء يُعرف بالإنترنت -الويب المُظلم- Dark Web الذي تم التعتيم عليه بقصد منع الوصول إليه عن طريق الصدفة أو دون غاية مُحددة، وقد لقي الإنترنت المظلم اهتماماً منذ عام 2001م عندما قامت العديد من المؤسسات الأمنية، بحصر أنواع لشبكات مظلمة خطيرة محتملة مزروعة لحجب الخدمة وغير ذلك من الهجمات والنشاط غير المشروع. شرح مُفصّل وهناك مجالان اثنان من مجالات ترويج المخدرات عبر الإنترنت وهما: أولاً: إعطاء صورة زائفة عن المخدرات، حيث يوجد على شبكة الإنترنت طوفان هائل من المواقع التي تحوي بين دفتيها شتي المغريات التي ابتكرها الإنسان عبر التاريخ من برامج مقرصنة إلى صور وأفلام إباحية، وصولاً إلى صور ومعلومات زائفة للمخدرات التي تنقل متعاطيها إلى جنة الأحلام، فالمروج بفضل تقنيات الإنترنت بات في استطاعته استخدام صفحات الويب في تقديم شرحاً وافياً ومفصلاً عن المخدرات والمؤثرات العقلية، من حيث أنواعها وأساليب معالجتها وكيفية تعاطيها، بل وصل الأمر إلى أن بعض المواقع تقدم وصفات لصناعة المخدرات منزلياً بوسائل بسيطة، وبمواد أولية تباع قانونياً في كل بلدان العالم، ثانياً: المطالبة بإباحة تعاطي المخدرات، فهناك اتجاه لا يمكن تجاهله في العالم يطالب بإخراج تعاطي المخدرات من دائرة التجريم، مستندين في ذلك إلى أن الكثير من التشريعات سيما الغربية لا تجرم الانتحار أو إصابة الشخص نفسه، ولقد وجد أنصار هذا الاتجاه ضالتهم في شبكة الإنترنت بخدماتها الكثيرة، منددة بتجريم المخدرات والمؤثرات العقلية مطالبةً في الوقت ذاته بإباحة تعاطيها. غرف دردشة وهناك أساليب أخرى لترويج المخدرات عن طريق الإنترنت منها استخدام غرف الدردشة في جذب الشباب للتعاطي، واستخدام وسائل النقل السريع في توصيل طلبات المخدرات لمن يطلبها، وبناء العلاقات المجهولة التي تفضي للتعاطي والاتجار بالمخدرات، وكذلك استغلال الدعايات والإعلانات الإلكترونية التي تبرز للمخدرات تأثيرات وهمية، والبيع عن طريق صيدليات الإنترنت غير المشروعة، إضافةً إلى استغلال مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منهم فئة الشباب وصغار السن، كما أن هناك وسائل أخرى للاتصال عبر الإنترنت يستخدمها مروجو ومتعاطو المخدرات، ومنها استخدام خدمات البريد الإلكتروني في تبادل الرسائل البريدية، والتواصل باستخدام خدمات الرسائل -الخاصة- التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي، وبنفس الوقت يلجأ المروجون لتطوير الإمكانات والخبرات للاستفادة القصوى من مواقع الإنترنت وشبكاتها في نشر وترويج المخدرات. هناك مواقع تدرّب على كيفية إخفاء وتهريب المخدرات عصابات إلكترونية تعلّم أساليب تعاطي الآفة «شربها أو حقنها أو شمها» المملكة أصدرت التنظيمات التشريعية التي تجرّم استخدام المخدرات د. مناحي الشيباني

مشاركة :