شدد البيان الختامي لأعمال القمة العربية الـ32 بجدة بالمملكة العربية السعودية على أن الرؤى والخطط القائمة على استثمار الموارد، والفرص، ومعالجة التحديات، قادرة على تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة تتكامل في تشييدها قدرات الدول العربية. في هذا الإطار، يتحدث المحلل الاقتصادي السعودي عيد العيد لموقع القناة الثانية عن أبرز التحديات الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة العربية، وسبل تجاوزها، وذلك ضمن فقرة ثلاثة أسئلة : ملفات عديدة كانت مطروحة أمام القمة العربية، لعل أبرزها ملف التحديات الاقتصادية، كيف تنظرون إلى الواقع الاقتصادي لدول المنطقة العربية؟ العالم بأسره يواجه اليوم مشاكل اقتصادية، ركود اقتصادي، تضخم، وغيرها من التحديات التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، فما بالك بالدول العربية التي تعاني أغلبها من التبعية الاقتصادية لاقتصاديات الدول الكبرى. تداعيات جائحة كورونا بدورها أدت إلى تأزم الوضع الاقتصادي العربي، وجعلت دول المنطقة تواجه مجموعة من التحديات، دون أن ننسى المشاكل السياسية التي تتسبب في تعطيل النمو الاقتصادي، كما هو الشأن بالنسبة للبنان، ليبيا، اليمن، السودان، وغيرها من الدول. أشير أيضا إلى مشكل الفساد في عدد من القطاعات الاقتصادية، وهو ما يعيق جلب الاستثمارات الأجنبية، ويحد من الشراكات بين دول المنطقة، وبالتالي يجعل التنمية هشة بشكل لا يستجيب لحاجيات المواطنين. كيف يمكن تجاوز هذه التحديات والنهوض بالواقع الاقتصادي لدول المنطقة؟ لا يمكن تجاوز هذا الوضع دون وجود إرادة سياسية حقيقية لدى الدول العربية، إرادة تجعلهم قادرين على استشعار التحديات والبحث عن حلول ملائمة بشكل مشترك. يجب أن نؤمن بالشباب وبالكفاءات الصاعدة،وقد حرصت المملكة العربية السعودية على هذا الأمر من خلال رؤية 2020- 2030، إلى جانب تحديد الأهداف ووضع مقاييس لمؤشرات الأداء، كما تحرص على توفير الظروف الملائمة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة. إلى جانب ذلك، يجب العمل على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وبالتالي تصفير المشاكل بالمنطقة، لأن تحقيق الاستقرار سيجعل الدول تركز على تحقيق التنمية والنهوض بأوضاعها الاقتصادية. المنطقة تتوفر على مجموعة من الإمكانيات التي تجعلها قادرة على تحقيق نهضة اقتصادية حقيقية، فنحن نتوفر على إمكانيات طبيعية وبشرية هائلة. وفي الأخير، أشدد على ضرورة تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين دول المنطقة، نحن بحاجة إلى تغليب المصلحة العربية عوض المصلحة الفردية، مع الأسف الكثير من الحكومات العربية تفضل المصالح الشخصية عوض مصالح الشعوب. كيف تنظرون إلى جهود المغرب في هذا المجال؟ المغرب يتوفر على إمكانيات اقتصادية ضخمة، بفضل موقعه الجغرافي وكذا بفضل الإمكانيات البشرية التي يتوفر عليها، ويُشهد له بالمجهودات التي بقوم بها على المستوى الإفريقي من خلال دعم التنمية بهذه الدول. بالمقابل، أجد أن المغرب مدعو إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول العربية، ودول الخليج، فحجم التبادل التجاري بينهما لا يرقى إلى الطموحات. إذا ما فتح المغرب المجال أمام المستثمر العربي بنفس مستوى المستثمر الغربي، أتوقع أن تكون استثمارات كبيرة في المغرب من دول المشرق العربي، لأن هذه الأخيرة تنتظر فقط الفرصة.
مشاركة :