أظهرت دراسة جديدة أن البالغين الذين لديهم تراكم مرتفع للدهون في عضلاتهم، والمعروف باسم تنكس العضل الشحمي، هم أكثر عرضة لخطر الأحداث الضائرة الرئيسية والموت. ووفقا للدراسة، فإن تخزين الدهون في عضلاتك يمكن أن يزيد من خطر الموت المبكر بنسبة 15.5%. وحددت العديد من الدراسات زيادة الوزن كعامل خطر لمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، تتراوح من مرض السكري إلى السكتة الدماغية والكوليسترول إلى جميع أسباب الوفاة. وإحدى الطرق التي يستخدمها الأطباء لتقدير نسبة الدهون في الجسم لدى المرضى هي مؤشر كتلة الجسم (BMI). ومع ذلك، فقد اقترحت دراسة جديدة أن هذه العلامة ليست الوحيدة التي يمكن أن تشير إلى خطر الموت المبكر.. ووجد الباحثون أن تخزين الدهون في منطقة مختلفة غير البطن يمكن أن يشكل أيضا خطرا. وتشير النتائج إلى أن حمل كميات كبيرة من الدهون في عضلاتك قد يكون أكثر خطورة. ووفقا للدراسة، فإن أولئك الذين يكدسون الدهون في هذه المنطقة هم أكثر عرضة للوفاة المبكرة بمقدار الضعف مقارنة بأقرانهم ذوي البطن الكبير أو "مافن توب" (مصطلح يُستخدم عادة لوصف دهون الجسم الممتدة أفقيا فوق حواف الخصر). واستخدم فريق البحث الذكاء الاصطناعي، أو التعلم الآلي، لاستخراج مقاييس تكوين الجسم من الأشعة المقطعية للبطن على البالغين الذين لا تظهر عليهم أعراض والذين خضعوا للفحص الروتيني لسرطان الأمعاء بين عامي 2004 و2016. وعلاوة على ذلك، تم تحديد الدهون في العضلات لدى 55% من المشاركين البالغ عددهم 507 الذين ماتوا خلال متابعة متوسطها ما يقارب تسع سنوات. ويمكن أن تكون الحالة، المعروفة طبيا باسم تنكس العضل الشحمي (myosteatosis)، دون أعراض وتؤدي إلى نوبات قلبية أو سكتات دماغية. وبالنظر إلى ما يقارب 9 آلاف بالغ، وجدت الدراسة أن خطر الوفاة بعد عشر سنوات كان 15.5%. وأولئك الذين يعانون من السمنة فقط لديهم خطر أعلى بنسبة 7.6% للوفاة المبكرة. جاء تنكس العضل الشحمي أيضا قبل عوامل أخرى، بما في ذلك الدهون حول أعضاء البطن ومرض الكبد الدهني. ولكن على الرغم من الأدلة المتزايدة على الخطر، إلا أنه غالبا ما يتم تجاهله في المجتمع الطبي. وقال المؤلف الرئيسي الدكتور ماكسيم ناشيت، من معهد البحوث التجريبية والسريرية التابع للجامعة الكاثوليكية في بروكسل، بلجيكا: "من المثير للاهتمام أن العلاقة كانت مستقلة عن العمر أو علامات السمنة مثل مؤشر كتلة الجسم. بمعنى آخر، هذا يعني أن تراكم الدهون في العضلات لا يمكن تفسيره فقط من خلال التقدم في السن أو زيادة الدهون في أماكن أخرى من الجسم". ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم بناء على طول المريض ووزنه، ما يعني أنه ليس انعكاسا دقيقا لتكوين الجسم لأن المرضى الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مماثل يمكن أن يكون لديهم أمراض مصاحبة ومستويات مخاطر صحية مختلفة إلى حد كبير. وبسبب قلة الأعراض، عادة ما يتم تشخيص تنكس العضل الشحمي في المرضى الذين يخضعون للتصوير الطبي لمرض آخر. وقال الدكتور ناشيت: "حتى الآن، ما يزال التصوير الطبي باستخدام التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي هو المعيار الذهبي لتقييم تنكس العضل الشحمي". نشرت نتائج الدراسة في مجلة Radiology. المصدر: إكسبريس تابعوا RT على
مشاركة :