القاهرة - فاجئ المطرب والملحن المصري عمرو مصطفى متابعيه عبر صفحاته على المواقع الاجتماعية بمقطع فيديو قصير بصوت الفنانة الراحلة أم كلثوم معلقا عليه بالقول "افتكرلك ايه ألحان عمرو مصطفى قريبا تم بواسطة الذكاء الاصطناعي". وأوضح في تدوينة على حسابه بإنستغرام قبل أن يحذفها "على مدار 24 سنة قدمت العديد من الألحان لنجوم الوطن العربي، ومؤخرا مع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أرادت أن أسمع أن كوكب الشرق غنت من ألحان عمرو مصطفى وأرى ما سينتج عن ذلك"، مضيفا "قريبا ستستمعون للأغنية كاملة". والأغنية التي اختار لها مصطفى على ما يبدو عنوان "افتكرلك ايه" من ألحانه ومن أداء الذكاء الاصطناعي في محاكاة لصوت سيدة الغناء العربي التي توفيت في الثالث من فبراير/شباط 1975. ويثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى نقاشا في الوسط الموسيقي، إذ يستنكر البعض الانتهاكات القانونية التي ينطوي عليها، فيما يشيد آخرون بقدرات التكنولوجيا في هذا المجال. وهذا التعاون 'المحتمل' بين أم كلثوم ومصطفى بعد مرور 48 عاما على وفاتها فجر موجة من التشكيك وسيلا من الانتقادات، وكان المنتج محسن جابر رئيس مجموعة شركات مزيكا أشد المعارضين لهذا العمل. وقد أثارت قضية الملكية الفكرية لأغاني أم كلثوم على ضوء تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي موجة جدل خلال الفترة الأخيرة بين الملحن عمرو مصطفى والمنتج محسن جابر. ويرى جابر في تصريحات إعلامية أن ما قدمه عمرو مصطفى يعد اعتداء على صوت أم كلثوم، مشيرا إلى أن "مصطفى نفسه ستتعرض ألحانه مستقبلا للأمر ذاته ويأتي من يعتدي عليها بواسطة الذكاء الاصطناعي"، متابعا "نحن مقبلين على مرحلة إما الفوضى أو استعمال الذكاء الاصطناعي فيما يفيد". وقال جابر في بيان "لا يجرؤ أحد بمن فيهم الفنان عمرو مصطفى، رغم علاقتي الوطيدة به، أن يستخدم الذكاء الاصطناعي، لاستحضار صوت كوكب الشرق، أو استعمال اسمها وصورتها، فهناك حقوق أدبية أبدية غير قابلة للتقادم"، مؤكدا أنه بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن ما أسماه "مهزلة أو عبثا بصوت أم كلثوم". وفي رده على المنتج محسن جابر حول حقوق الملكية قال مصطفى إن قواعد اللعبة تغيرت، لأن كلمات وألحان الأغنية المرتقبة "مملوكة له قانونا"، مشيرا إلى أن صوت أم كلثوم صار ملكا لجهاز الحاسب الآلي، مؤكدا أنه بصدد تنفيذ الفكرة على أصوات معاصرة منها عمرو دياب. وطرح مصطفى خلال مداخلة هاتفية له مع الإعلامي خيري رمضان ببرنامج "حديث القاهرة" "المعضلة القانونية" التي تواجه نجوم الفن بمواجهة تقنيات الذكاء الاصطناعي، كاشفا أن "هناك ثورة حاصلة عن الذكاء الاصطناعي في العالم كله، وأي إنسان إما أن يستفيد من هذه الثورة الموسيقية ويرتقي من خلالها ويطورها أو أن تظل علاقته بها محدودة ولا تتجاوز اللعب". وأوضح أنه يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج موسيقى بطريقة إيجابية وليست سلبية، مشددا على أن "قواعد اللعبة تتغير". ولفت مصطفى في حديثه مع الإعلامية لميس الحديدي من خلال برنامج "كلمة أخيرة" الذي جمعه بالمنتج محسن جابر حول قضية الملكية الفكرية، إلى أنه "ظل يدرس لمدة جاوزت الثلاث سنوات ما ستكون عليه الموسيقى في السنوات القادمة إلى أن ظهر الذكاء الاصطناعي فجأة". والأغنية جديدة "من الألف إلى الياء"، وفقا لمصطفى مستنكرا تهديد محسن جابر بمقاضاته بسبب حقوق الملكية، حيث أوضح أن "صوت أم كلثوم ملك الآلة وأنه سبق أن فسر أن ما يظهر صوت الذكاء الاصطناعي وليس أم كلثوم نفسها". وكان مصطفى كتب في منشور له عبر صفحته على فيسبوك "مشروع إحياء التراث قائم، ولكن بدون استخدام صورة أو اسم أي شخص.. وذلك حفاظا على حقوق الآخرين". وتأكيد الملحن المصري على أن مشروعه قائم جاء من خلال طرحه لمقطع فيديو بصوت كوكب الشرق وألحانه ورغم الانتقادات التي تحاصره، فإن التعليقات الإيجابية التي تطالبه بطرح الأغنية كاملة انهالت عليه. وقالت معلقة على فيسبوك تدعى لامي الطويل "Lamy Eltweel" "المطربين الحاليين لا يقارنون بأم كلثوم ولا بمطربي جيلها، لكن عمر مصطفى يمكن مقارنته بملحني الزمن الجميل.. ضربة معلم.. أحسنت". أما المعلق سمير أحمد فتساءل "الأغنية كاملة متى لو سمحت؟ .. ويا ريت يكون الصوت أكثر وضوحا وأكثر بطئا.. تهانينا عمرو مصطفى مقدما". وكتب خبير أمن معلومات يدعى أحمد طارق "إن كان ما يدور في بالي طلع صح ستكون حقيقي أذكى ملحن في العالم". وتأتي خطوة عمرو مصطفى في ظل تنامي سيطرة الذكاء الاصطناعي على عدة مجالات، لاسيما المتعلقة بقطاع الفن. كما أن إعادة إحياء سيدة الغناء العربي لا تعد الأولى من نوعها، فقد سبق أن قدمت الفنانة الراحلة حفلات ظهرت خلالها على المسرح لتمتّع الجمهور بأبرز أغانيها، وسط حضور جماهيري كبير، وذلك من خلال تقنية الهولوغرام. والهولوغرام أو التصوير التجسيمي تقنية تصويرية تسجل الضوء المنبعث من جسم ما، ثم تعرضه بطريقة تظهر الأبعاد الثلاثة للجسم. وعمرو مصطفى اشتهر بين زملائه في الجامعة بحبه للموسيقى وقدرته على تلحين النصوص الأدبية المختلفة، وكانت خطوته الفنية الأولى من خلال أغنية "ووعده" للنجم عمرو دياب، بالإضافة إلى أن ألحانه ترجمت في عدة بلدان منها: تركيا إسبانيا فرنسا اليونان الهند المجر إيطاليا روسيا هنغاريا بلغاريا السويد النمسا إيران وباكستان، إلى جانب تعاونه بشكل رسمي مع مطربين أتراك وإسبان في ألبوماتهم الغنائية ومن أشهر أعماله التي حققت نجاحا كبيرا ونسب تحميل واستماع عالية هي أغنية "sikir sikir" للنجم التركي مصطفى صندل.