حقق الوصل مبتغاه بتثبيت أقدامه بين الأربعة الكبار، ومواصلة الزحف نحو المركز الثالث الذي أصبح شريكاً فيه مع النصر، عقب فوزه المثير الذي انتزعه من مضيفه الفجيرة 3-2 خلال اللقاء الذي جمعهما على ملعب الأخير. وإذا كان الوصل حقق مبتغاه بالمنافسة على المركز الثالث عبر 3 أهداف بنكهة برازيلية، فان الفجيرة دخل منطقة خطر الهبوط رسمياً بعدما أصبح في المركز الثالث عشر قبل الأخير برصيد 19 نقطة بفارق نقطة عن الظفرة والإمارات. حفلت المباراة بالكثير من فصول الإثارة والندية والأهداف الغزيرة، إلى جانب جملة من الأخطاء الدفاعية افتتح خلالها الفهود التسجيل منذ الثواني الأولى عبر نجمهم المتألق فابيو دي ليما، لكن سرعان ما عاد الذئاب عن طريق اللبناني حسن معتوق، وواصل أصحاب الأرض التفوق في الحصة الثانية بهدف ثان حمل توقيع النيجيري باتريك ايز بعد إهدار الفريق كماً كبيراً من الفرص السهلة، لاسيما الفرنسي مانداني الذي أصبح لغزاً محيراً للفجراوية قبل أن يقلب أبناء زعبيل الطاولة ويؤكدوا التفوق وعلو كعبهم بهدفين متتاليين سجلهما البرازيلي ليما ومواطنه كايو لتعم الفرحة الجماهير الوصلاوية التي هتفت باسم محبوبها ليما. كما يحسب للأرجنتيني كالديرون مدرب الوصل تفوقه التكتيكي وحنكته وحسن تعامله مع مجريات المباراة من خلال الدفع بورقته الجديدة روجيرو في الوقت المناسب، الذي كان كلمة السر في إعادة التوازن والتفوق الوصلاوي، بعكس الفجيرة الذي لم يحالفه التوفيق في التغييرات الاضطرارية بعد إصابة ظهيره الأيمن حسن يوسف الذي ترك فجوة كبيرة في الدفاع الفجراوي كلفت الذئاب خسارة جديدة. وأكد الأرجنتيني غابرييل كالديرون مدرب الوصل سعادته بالفوز الذي حققه فريقه وحصد 3 نقاط مهمة في سباق الدوري جاءت بعد معاناة على حد تعبيره، مشيراً إلى عدم رضائه عن الأداء بشكل عام في ظل الأخطاء الفردية المتكررة التي كادت تكلف الفريق المباراة قبل أن ينجح لاعبوه في العودة وحسم الجولة في الأمتار الأخيرة. وحول ارتفاع أسهم الفهود في صراع المركز الثالث والتطلع للبطولة الآسيوية، قال المدرب كالديرون، إنه من واقع خبرته الكبيرة في الملاعب لا يشغل باله بالمراكز والبطولة الآسيوية، ولا يفكر في أكثر من ال90 دقيقة المقبلة، خاصة أنه يتعامل مع الدوري بالقطعة وكل مباراة بالنسبة إليهم نهائي وتبقت أمام فريقه 7 مباريات. وعن الخلل الدفاعي الذي بات يشكل خطراً كبيراً على الفريق، أشار الأرجنتيني كالديرون إلى أنه بعد سنة ونصف السنة من العمل التدريبي المتواصل مع الوصل والتطبيقات النظرية والعملية، لا تزال الأخطاء الفردية تتكرر من مباراة إلى أخرى، فعلى اللاعبين تحمل المسؤولية تجاه الهفوات الفردية والتعامل باحترافية أكثر من خلال تغيير العقلية وزيادة التركيز والجرعات التدريبية لتفادي تلك الأخطاء التي كلفتنا الكثير من النقاط هذا الموسم. وبسؤاله عن الاحتفاظ بالمحترف البرازيلي روجيرو على الدكة والدفع به في الشوط الثاني رغم المستوى الجيد الذي قدمه، علل كالديرون ذلك بأن اللاعب غير جاهز بدنياً، خاصة أنه انضم للفريق في القيد الشتوي قادماً من دوري الهواة في الكويت، ولا زال يحتاج إلى المزيد من الوقت للوصول إلى المستوى البدني، لذلك فضل إشراكه في النصف ساعة الأخيرة من عمر المباراة حتى يتسنى له تقديم الإضافة المرجوة وبالفعل نجح في صنع الفرق والمساهمة مع زملائه في تحقيق الفوز. وعما وصفه البعض أن الحظ كان بجانب الوصل في الفوز وحسم المباراة في الأنفاس الأخيرة، قال المدرب الأرجنتيني لا أعتقد أن فريقي كان محظوظاً بقدر ما استحق الفوز عن جدارة من خلال السيطرة والاستحواذ على الكرة، بل العكس أعتبر أن الفجيرة كان الأوفر حظاً بعد أن أهديناه هدفين نتيجة أخطاء فردية يسأل عنها اللاعبون.من جهته، عبر التشيكي إيفان هاسيك مدرب الفجيرة عن حزنه للخسارة الجديدة التي مني بها فريقه، مشيراً إلى أن النتيجة لا تعبر عن مجريات اللقاء قياساً بمردود الفريقين على مدار الشوطين والفرص السهلة التي سنحت للاعبيه، لاسيما الفرنسي مانداني وكانت كفيلة بحسم المباراة أو الخروج بنقطة على أقل تقدير. وأضاف أن إصابة الظهير الأيمن حسن يوسف ومغادرته الملعب في الثلث الأخير من عمر المباراة كانت نقطة التحول ومنحت المنافس الأفضلية في الهجوم، مشيراً إلى أنه مستاء من النتيجة رغم الأداء الجيد واجتهاد لاعبيه الذين كانوا منضبطين في المباراة، ولكن لم يحالفهم التوفيق، مؤكداً أن الفجيرة قادر على تجاوز كبوة الهزائم المتتالية وتأمين وضعه في المنافسة خاصة أن هناك الكثير من النقاط التي لا تزال في الملعب. وحول تعليقه على مدرب الوصل الذي وصف الفجيرة بأنه كان محظوظاً في المباراة قال هاسيك: أعتقد أن كالديرون شاهد مباراة أخرى، فلو كنا نملك القليل من الحظ لخرج فريقه بهزيمة مجلجلة في ظل الفرص الكثيرة التي سنحت لنا، وأبرزها كرة النيجيري باتريك ايز التي وقف لها القائم بالمرصاد، بل إن الحظ خدم الوصل بإصابة المدافع حسن يوسف الذي ترك فراغاً في الجهة اليمنى استغلها لاعبو المنافس وسجلوا من خلالها هدفي التعادل والفوز. وعن تقييمه لأداء الفرنسي مانداني الذي أثار استياء الجمهور الفجراوي، أشار المدرب التشيكي إلى أن مانداني لم يكن موفقاً وأهدر فرصاً مؤكدة كان يمكن أن تقلب موازين المباراة. عمر علي: الحظ تخلىعنّا قال عمر علي مدافع الفجيرة: إن الحظ أدار ظهره مرة أخرى لفريقه عقب الهزيمة الرابعة على التوالي، مشيراً إلى أن الفجيرة لعب مباراة كبيرة أمام الوصل، لكن سيناريو الدقائق الأخيرة تكرر للجولة الثالثة، لافتاً إلى أن الأمور تبدو صعبة للغاية،ولابد من إيجاد الحلول في قادم الجولات التي لا تحتمل خسارة أي نقاط جديدة. وأشاد بأداء الحكم يحيى الملا وتعامله الجيد مع المباراة التي حفلت بالكثير من الحماسة والشد العصبي. وأضاف: بذلنا جهداً مقدراً لكن الكرة رفضت أن تنصفنا. وقدّم اعتذاره لجماهير فريقه التي كنا نود أن نهديها الفوز،ونعيد الابتسامة لها، لكن ذلك لم يحدث وعليهم طي هذه الصفحة والتفكير في الجولة المقبلة. حسن أمين: طموحناالمركز الثالث قدم حسن أمين، لاعب الوصل اعتذاره للجماهير الوصلاوية والجهاز الفني على الخطأ غير المقصود منه، الذي نتج عنه الهدف الثاني الذي سجله لاعب الفجيرة ايز، منوهاً إلى أن ليما وكايو تمكنا حينها من التعديل، وتحقيق هدف الفوز الغالي الذي كفل لهم العودة بأغلى النقاط. وأشار اللاعب الوصلاوي إلى أنهم سعداء بتجاوز هذه العقبة خصوصاً وأن وضعية الفجيرة حرجة، ولذلك لعبوا ضدهم بتركيز عال، رغم الضغط الكبير والعنف الزائد الذي تعامل به أصحاب الأرض. ونوه أمين الذي قام بصناعة الهدف الأول لزميله ليما في الدقيقة الأولى إلى أن المركز الحالي الذي يحتله الفهود يعد جيداً، وباتوا قريبين من المركز الثالث والمشاركة الآسيوية.
مشاركة :