أسهم موقع جوانزو عند ملتقى دلتا نهر اللؤلؤ نهر بيرل في جعلها نقطة مركزية لاهتمام القراصنة العرب والفرس خلال القرن الثامن الميلادي. وبحلول أوائل القرن السادس عشر الميلادي، كان البرتغاليون قد حطوا رحالهم فيها، وبسطوا هيمنتهم واحتكارهم للتجارة في ميناء هذه المدينة بشكل كامل بحلول عام 1517. لكن طُرد البرتغاليون من هذه المدينة لاحقاً. غير أن ذلك لم يتم قبل أن يصبح اسم كانتاو الذي أطلقوه على مستعمرتهم هذه أساساً لإطلاق الاسم الإنجليزي لجوانزو، ألا وهو كانتون. أما اليوم، فإن جوانزو تعد ثالث أكبر مدن الصين من حيث عدد السكان، إذ يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة. وقد ساهم موقعها المطل على نهر اللؤلؤ نهر بيرل الذي يقع على بعد مسافة تقل عن 110 كيلومترات من ماكاو و130 كيلومتراً من هونج هونج، اللتان تتمتعان بحكم ذاتي، في جعل المدينة إحدى أشهر مناطق الدخول إلى والخروج من البر الصيني الرئيسي. وتعتبر جوانزو من أهم الوجهات التجارية والسياحية في الصين ويسميها البعض مدينة الجملة حيث تباع فيها تقريباً جميع البضائع الصينية، وتتمتع بطبيعة خلابة وشعبها ودود لدرجة لا تصدق، وهي منظمة بشكل جيد ومتقدمة، ومن أهم معالمها نهر جوانزو وبرج كانتون وملعب أولمبياد 2010 والعديد من المعالم السياحية، وأسعار المعيشة فيها معقولة جداً ودرجة الأمان فيها كبيرة. ويحب زوار جوانزو مشاهدة المناظر الطبيعية الساحرة وحياة المتنزهات في الضواحي الصاخبة في هذه المدينة الزاخرة بالنشاط والحيوية. إذ يمكن الصعود إلى جبل الغيمة البيضاء بعد الوصول إلى جوانزو، حيث يمكن النظر إلى الخلف باتجاه المدينة وعبر نهر اللؤلؤ نهر بيرل الذي يسير بشكل متعرج ليشق طريقه نحو بحر الصين الجنوبي. وتنظم الإمارات للعطلات برامج ورحلات سياحية إلى جوانزو تناسب كل الأذواق والميزانيات. أبرز المعالم كانت حركة المرور التي تتسم بالفوضى والصخب تغلب على الأذهان، غير أن عمليات التطوير التي شهدتها جوانزو مؤخراً أدت إلى إحداث نتائج إيجابية أسهمت في خلق نوع من الهدوء في نمط الحياة في هذه المدينة. كما تضم المدينة عدداً كبيراً من المتنزهات التي تمنح جوانزو اسمها البديل وهو مدينة الزهور. ومن بين أوائل الأشياء التي سيشاهدها الزوار في جوانزو: جبل بايون أو السحابة البيضاء. فخلال فصل الربيع يلف السحاب الخفيف قمة هذا الجبل مانحاً إياه هذا الاسم. ويمكن للزوار الصعود إلى قمة هذا الجبل سيراً على الأقدام، غير أن الانتقال إليها بواسطة العربات المعلقة يعد من الخيارات السريعة والتي توفر القدر نفسه من متعة مشاهدة المناظر الطبيعية الساحرة. ويتألف الجبل من نحو ثلاثين قمة، يبلغ ارتفاع أعلاها نحو 382 متراً وتحمل اسم موكسينج لينج، أي (القمة الملامسة للنجوم). بينما تقع عند سفوح الجبل حديقة يونتاي التي تعد الأكبر من نوعها في الصين. وهي تنتشر فوق مساحة تبلغ 120 ألف متر مربعة، بينما تشمل مناظرها الطبيعية المنسقة بشكل غني قرابة 200 نوع من فصائل الزهور الصينية النادرة، إضافة إلى المعالم المعمارية البارزة. أما في وسط مدينة جوانزو، فيمكنك مشاهدة نهر اللؤلؤ نهر بيرل حيث يمكنك الانطلاق في رحلة بالقارب فوق مياهه كأسلوب مثالي للتعرف إلى المدينة بنفسك. كما يمكنك الإبحار بالقارب عبر النهر خلال إحدى الرحلات النهرية الليلية للتمتع بأضواء اللوحات الإعلانية التي تنير الضفاف الواقعة ما بين حوض الإوزة البيضاء وكهف اللقلق الأبيض. وإضافة إلى المناظر الطبيعية الساحرة مثل ميدان زوهاي، قصر آيكون وفندق جوانزو، تمر بك الرحلة النهرية تحت 10 من أشهر جسور جوانزو. كما يشمل النهر اللؤلؤي جزيرة شاميان التي تنازل عنها الصينيون لتتحول إلى قاعدة تجارية دائمة للفرنسيين والبريطانيين في عام 1859 بعد حرب الأفيون الثانية. وما تزال هذه الجزيرة تحتفظ ببعض من أبهتها الإمبراطورية السابقة، كما تم تجديد العديد من الكنائس والفيلات والقصور الأنيقة في هذه المدينة بعناية فائقة. وتوفر مجموعة من المقاهي والنوادي التي تصطف على الجانب الجنوبي الغربي لهذه الجزيرة إطلالات ساحرة على النهر اللؤلؤي. المطاعم يقال إن سكان جوانزو لديهم استعداد لتناول كل ما يسبح في الماء باستثناء الغواصات، وكل ما يطير باستثناء الطائرات وكل ما لديه أرجل باستثناء الطاولات. وسواء كان ذلك أمراً حقيقياً أم لا، فإن المطبخ الكانتوني يشتهر بتنوعه، كما أن المسافرين الذين ينشدون التمتع بتناول الأطباق التقليدية سوف يجدون كل ما يسرهم. ويعد طبق ديم سوم أحد الأطباق المتميزة في جوانزو، ويمكنك الحصول على هذه الكرات الصغيرة والشهية من المعجنات، التي يتم تناولها خلال وجبة الإفطار في أغلب الأحيان، في منطقة ليوان ومختلف أرجاء المدينة. كما يمكنك تجربة تناول الأطباق المفضلة المحلية مثل طبق دجاج وينتشانج وشعيرية وونتون ولفائف المعكرونة المطهية على البخار. ليوان شيماو وتيانهي من المناطق المقترحة لتناول مثل هذه الأطباق. كما تضم جوانزو عدداً كبيراً من المطاعم اليابانية والأمريكية والفرنسية والهندية والإيطالية والتايلندية، والتي يمكن زيارة الكثير منها في منطقتي تيانهي ويويكسيو. وتنتشر المقاهي والنوادي الليلية في جوانزو على نطاق واسع. إذ يطل شارع بايتان الذي يضم عدداً كبيراً من المقاهي على نهر اللؤلؤ نهر بيرل، وهو محاط بالمباني ذات الأضواء البراقة. وعلى بعد مسافة قصيرة في منطقة يويكسيو، يقع شارع جيانج للمقاهي، وهو يشكل امتداداً بطول كم واحد يضم عدداً كبيراً من النوادي الليلية والمقاهي. وللحصول على أحدث المعلومات عن النوادي الليلية، يمكنك الحصول على نسخة مجانية من مجلة ذاتس بي آر دي الشهرية المتخصصة بالإعلانات، والتي تصدر باللغة الإنجليزية. ما وراء جوانزو تقع ماكاو على بعد ساعتين فقط باتجاه الجنوب من حوانجزو، وهي تشكل واحدة من المناطق الإدارية الخاصة في الصين. وكما هي الحال بالنسبة إلى هونج كونج، كانت ماكاو تحت الحكم الأجنبي، إذ أنها كانت محتلة من قبل البرتغاليين، حتى تمت إعادتها للحكم الصيني في عام 1999. ولتسهيل عملية الانتقال من 450 عاماً من الحكم البرتغالي، طبقت الصين صيغة بلد واحد ونظامان، ظلت ماكاو بموجبها تتمتع بحكم ذاتي لمدة خمسين عاماً، مما يتيح لها الاحتفاظ بلقب لاس فيجاس الشرق. ورغم ذلك كله، تشتهر ماكاو بالكثير من الأشياء، إضافة إلى شهرتها بنواد القمار. وقد تم تخصيص جزء كبير من شبه جزيرة ماكاو ليتم إدراجه ضمن قائمة منظمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، كما أن أفضل طريقة لاستكشافها تتم من خلال جولة ماكاو التراثية سيراً على الأقدام برفقة مرشد سياحي. السفر إلى جوانزو تهبط رحلات طيران الإمارات المتجهة إلى جوانزو في مطار بايون الدولي الذي تم نقله إلى مكان جديد، والذي يبعد نحو 28 كيلومتراً إلى الشمال من مركز المدينة. وقد ساهمت محطة جديدة لقطارات المترو تم تشييدها في المطار في تخفيض زمن السفر إلى وسط جوانزو إلى نحو 30 دقيقة، بينما تُسيِّر خدمة الحافلات السريعة التابعة للمطار رحلات منتظمة بعد وصول الرحلات المتجهة إلى جوانزو لتقل المسافرين إلى منطقة وسط المدينة. يوصى زوار جوانزو للمرة الأولى وبعد وصول رحلاتهم إلى هذه المدينة، بأخد سيارة أجرة ليتعرفوا إلى الطرقات في هذه المدينة المزدحمة. كما يتعين عليهم كتابة اسم الوجهة التي يقصدون الذهاب إليها باللغة الصينية، وذلك لأن نسبة كبيرة من سائقي سيارات الأجرة لا يجيدون التحدث أو القراءة باللغة الإنجليزية.