اتفقت برلين وسيول على تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بينهما في ظل المتغيرات الدولية، وذلك خلال زيارة قام بها أولاف شولتس الى كوريا الجنوبية الأحد، هي الأولى لمستشار ألماني منذ 30 عاما. وأتت زيارة شولتس التي تخللها لقاء مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، بعد مشاركة الزعيمين في قمة مجموعة الدول السبع التي اختتمت الأحد في مدينة هيروشيما اليابانية. وقال يون سوك يول إن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون "بما يتماشى مع الظروف المتغيّرة"، وذلك عبر توسيع العلاقات التجارية والاستثمارية بما يشمل الصناعات التكنولوجية المتطورة مثل أشباه الموصلات والتكنولوجيا الحيوية والطاقة النظيفة. وشدد في مؤتمر صحافي مشترك على أن كوريا الجنوبية وألمانيا "قررتا تعزيز الشراكة في مجال سلاسل التوريد في خضم تزايد عدم الاستقرار الاقتصادي عالميا والنزاعات الجيوسياسية". وبحث الجانبان مواضيع مثل التغير المناخي وسياسة الأمن في منطقة المحيطين الهادئ والهندي والغزو الروسي لأوكرانيا منذ مطلع عام 2022. وزار شولتس المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين كوريا الشمالية والجنوبية قبل لقائه يون، وأكد للأخير أنه رأى بعينيه "ماذا يعني أن يكون السلام والأمن مهدّدَين بشكل جدي". وأكد ضرورة تطوير العلاقة بين برلين وسيول انطلاقا من التجربة الألمانية مع الانقسام الذي عرفته بين معسكري الشرق والغرب خلال الحرب الباردة. واعتبر يون وشولتس أن كوريا الشمالية لن تحقق مكاسب من "الاستفزازات غير القانونية" للجنوب، واتفقا على العمل على نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ. أرسلت كوريا الجنوبية، تاسع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، مساعدات إنسانية إلى اوكرانيا وقامت ببيع دبابات ومدافع هاوتزر إلى بولندا. الا أنها بقيت ملتزمة سياستها الطويلة الأمد بعدم توفير الأسلحة الى طرف في مناطق النزاع النشطة في العالم. وكان مسؤول ألماني قال الأسبوع الماضي إن الطرفين سيبحثان خطط سيول في تقديم مساعدات إضافية لكييف. وقال يون خلال المؤتمر الصحافي المشترك إن سيول وبرلين ستواصلان دعمهما وتضامنهما مع أوكرانيا، من دون أن يقدّم تفاصيل بشأن خطط جديدة. وكان يون أجرى مباحثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش اجتماعات قمة مجموعة السبع. وتعهد توفير مزيد من المساعدات غير القتالية، مثل معدات نزع الألغام وسيارات الإسعاف بناء على طلب زيلينسكي، وفق الرئاسة الكورية.
مشاركة :