البكاء جزء من حياتنا وهو نتيجة طبيعية لما نشعر به وكتمان البكاء وعدم السماح له قد يؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية. سؤال أيهما أصدق دموع الفرح أم دموع الحزن؟ دموع الرجل أم المرأة؟ هناك من يردد مثلاً يقول: (دموع التماسيح) بالتأكيد ليس للتماسيح دموع وما نراه على عيونها ونعتقد أنه دموع إنها بقايا الماء في عيونها إنها دموع خداعة ومُزيّفة. في مجتمعنا هناك شريحة من الناس تبكي من أجل البكاء دون إحساس ومشاعر إنه النفاق مع الإنسان الآخر في مصيبته أو فَرحه. لا شك هناك أنواع كثيرة من البكاء مثل بكاء الخوف وبكاء الخشية من الله وبكاء الجزع وبكاء الألم وبكاء الشوق وبكاء الوداع وبكاء المظلوم وخير البكاء الخشية من الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله). دموع التماسيح أو دموع النفاق التي بُلي بها البعض من أجل مصلحة دنيوية. هل صحيح دموع المرأة جزء من مكياجها؟ وهو سلاحها الوحيد الذي تشهره في وجه الرجل ربما يكون هذا صحيحاً عند البعض لكن في الإجمال المرأة دموعها غالية عزيزة عند الرجال الذين يقدرون ويعرفون معنى دموع المرأة. يقول شكسبير: (عندما تبكي المرأة تتحطم مقاومة الرجل). هل تُمثّل المرأة في دموعها؟ وهل تبكي من أجل البكاء؟ نعم تستطيع أن تبكي المرأة لنقل مشاعرها الكاذبة في كل مناسبة وغالباً ما تحمل في حقيبتها علبة المكياج لتُشوّه وجهها بعد البكاء. هل هذا تناقض في توصيف دموع المرأة؟ لا ليس تناقضاً إنه الواقع فدموع المرأة غامضة لا تعرف الدموع الصادقة من الدموع المُخادعة. دموع الرجل أمام المرأة دموع الخوف من جبروتها نعم هناك رجال من ورق وهناك دموع التودد والتقرب والمصلحة الشخصية. دموع التماسيح عند البعض أصبحت جزءاً من التمثيل على الآخرين في المناسبات الاجتماعية وكسب الود وكسب الرهان الذي قطعه مع نفسه. دموع الرجل الصادقة دموع تعلن نفسها بشدة إذا وقع ظلم ما على الرجل وما أشد الظلم وما أكرهه إنها دموع تَنُم عن القهر وما أشد قهر الرجال حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال). مرة أخرى دموع التماسيح دموع التباكي علينا أنْ نحذر منها ولا نتعاطى معها وتأخذنا في دهاليز التسامح وغض البصر وفقدان الثقة بالدموع الصادقة. أما دموع الأم فهي الدموع الصادقة المعبّرة عن الفرح أو الحزن علينا احترامها وعدم التشكيك بها إنها أم تريد منها تقليل ما تشعر به من مشاعر صادقة. علينا التحقق من صدق الدموع من الموقف الذي ذرفت فيه الدموع وتعابير وجه الباكي وسجله في محيطه الذي يعيش فيه. كذلك الحذر من دموع التماسيح واللعب بالعواطف والمشاعر التي يلعبُ بها البعض ويكسب الرضا والحصول على مبتغاه. الحذر من دموع المصلحة والتمثيل للحصول على أمور دنيوية وبعد ذلك تجف الدموع الكاذبة. المرأة عاطفية نقية القلب فإذا بكت فهي من شدة العاطفة لديها حماها وحفظها الله. كأن تلك الدموع قطر ندى يقطر من نرجس على ورد) - البحتري
مشاركة :