تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشيّعي ميخائيل كلاشنيكوف، مخترع بندقية رشاش «اي كاي 47» السوفياتية الأسطورية الذي توفي الاثنين عن 94 سنة، في المجمع التذكاري العسكري الفيديرالي بضواحي موسكو. وحضر التشييع الرسمي والشعبي ايضاً وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الديوان الرئاسي سيرغي إيفانوف، ومسؤولون بارزون، ووُضع نعش مصمم السلاح الروسي الأكثر شهرة، وهو مغطى بالعلم الروسي ومحاط بباقات من القرنفل، في قاعة ضخمة داخل المجمع الذي افتتح في حزيران (يونيو) الماضي. واصطف على جانبي النعش حرس الشرف واطلق بعضهم النار في الهواء من ثلاث بنادق «اي كاي 47» تكريماً لكلاشنيكوف. وأعقب ذلك دفن جثمان كلاشنيكوف في مقبرة بريف موسكو أُنشئت بقرار أصدره بوتين، لـ «أبناء روسيا الأبرار ورجال الدولة الكبار». يذكر أن كلاشنيكوف من مواليد 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 1919، كان جندياً في الجيش السوفياتي، وأُصيب عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية، ما دفعه إلى اختراع سـلاحه الشـهـير عـام 1947 الـذي بـات الأكثر انتشاراً حول العالم ويـسـتخدمـه نـحو 50 جـيـشاً نظامياً، إضافة إلى آلاف جماعات التمرّد والعصابات. ورغم الطلب الهائل على أسلحة كلاشنيكوف، التي بيع أكثر من مئة مليون قطعة منها، لم يستفد المخترع من عائداتها، وهو اعتمد في معيشته على راتبه التقاعدي الذي تمنحه إيّاه الدولة. على صعيد آخر، غادر ستة ناشطين في منظمة «غرينبيس» البيئية، هم خمسة بريطانيين وكندي استفادوا من عفو، على متن طائرة اقلعت من سان بطرسبورغ الى باريس، منهين مئة يوم من توقيفهم بسبب تحرك على متن سفينتهم في القطب الشمالي في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، احتجاجاً على أخطار استغلال المحروقات في المنطقة التي يعتبر توازنها البيئي حساساً جداً. والناشطون المرحلون هم: انتوني بيريت وفيل بال وايان روجرز واليكس هاريس وكيرون برايان واليكساندر بول، علماً ان زميلاً لهم يحمل الجنسيتين السويدية والأميركية رحِّل اول من امس على متن قطار الى فنلندا بعد نيله تاشيرة خروج من روسيا. وبعدما احتجز الناشطون في مورمانسك الواقعة فوق الدائرة القطبية، نقِل افراد الطاقم الثلاثون الى سان بطرسبورغ قبل الافراج عنهم بكفالة في تشرين الثاني الماضي. واتهموا في مرحلة اولى بالقرصنة، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة اقصاها 15 سنة. ثم بإثارة الشغب وعقوبتها السجن 7 سنوات. ووقع افراد الطاقم الثلاثون الاثنين الماضي وثيقة اكدوا فيها انهم لن يعارضوا العفو الذي صادق عليه البرلمان الروسي الاسبوع الماضي، في مناسبة الذكرى العشرين لتبني الدستور. وفي بريطانيا، رحّب وزير الدولة لشؤون أوروبا ديفيد ليدنغتون باطلاق روسيا ستة ناشطين وصحافيين بريطانيين في «غرينبيس»، وقال: «قدّمنا دعماً قنصلياً للرعايا البريطانيين طوال القضية، وطالبنا مرات بإيجاد حل عادل ومتناسب لها، ويسعدنا أيضاً اطلاق مغنيتي فرقة بوسي رايوت الروسية، وعدد من متظاهري ساحة بولوتنايا في موسكو». وأضاف: «نرحب بهذه الخطوات، لكن لا تزال هناك قضايا مثيرة للقلق في النظام القضائي الروسي. ونحن نواصل دعوة موسكو الى تعزيز سيادة القانون والتصدي للفساد ودعم استقلال القضاء». وفي مؤتمر صحافي عقدته في موسكو، أكدت مغنية فرقة «بوسي رايوت» ناديا تولوكونيكوفا أنها ماضية في العمل لـ «طرد» الرئيس بوتين من السلطة. وقالت في المؤتمر الذي حضرته زميلتها ماريا اليوخينا: «لم نغير موقفنا في ما يتعلق ببوتين. سنواصل ما نفذناه سابقاً وأدى إلى زجنا في السجن، والعمل لطرده من السلطة». وخرجت المغنيتان الاثنين من السجن الذي دخلتاه في آب (أغسطس) 2012 لأداء أغنية مناهضة لبوتين في كاتدرائية بموسكو. ومنذ الحادثة، تحولت فرقة «بوسي رايوت» إلى رمز للاحتجاج على نظام الرئيس بوتين الذي عاد إلى الرئاسة عام 2012 لولاية ثالثة يشوبها انتشار الفساد وانتهاك الحريات، وفق معارضيه.
مشاركة :