رعاية القيادة سر تفوق وتميز أبناء الشهداء

  • 2/20/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تتجدد رسالة الشهيد مع كل صباح عندما يتوجه ابنه إلى المدرسة أو إلى الجامعة، إلى العمل فالإنجاز فالتفوق، ليخلد ذكرى والد ضحى بنفسه لكي يحيا ولده مع أقرانه بأمان وسلام. وهكذا فعلاً هم أبناء الشهداء يحملون الرسالة ويحفظونها جيداً لكي يبرزوا بتفوقهم وقدراتهم وليقولوا: ها نحن أبناء الشهداء فقدنا آباء أعزاء ولكن لنا قيادة حانية برعايتها تشملنا وتدفعنا للتفوق، مؤكدين دائماً أن رعاية القيادة سر تفوقنا وتميزنا. عنوان فخر وهذا هو العنوان الذي اختاره علي، نجل الشهيد راشد علي سعيد الشحي الذي استشهد والده خلال تأدية الواجب في 04 من سبتمبر 2015، بعد تعرضه هو وزملاؤه لانفجار مخزن للذخيرة من جراء قصف غادر من قبل الحوثيين، في أثناء تأدية واجبه في حماية منطقة مآرب خلال العمليات العسكرية لعملية إعادة الأمل ضمن قوات التحالف العربي في اليمن. وكان وقتها على وشك التخرج في كلية خليفة الجوية ومن متفوقيها. اليوم ينقل هذا الفخر والمقولة التي طالما سمعها على لسان والده في حب الوطن: من لا يضحي لا يعيش سعيداً، ففعلاً هو بات رجلاً يتابع تحصيله العلمي بتفوق. يعد علي، الضابط الخريج بتفوق في كلية خليفة الجوية الذي كشف النقاب عن رغبته الدفينة في أن يحضر والده حفل تخرجه في الكلية كما كان يتمنى دائماً، حيث كانت آخر تواصل بينهما قبل استشهاده بأسبوع، بعدما أكد الحضور عبر وسيلة التواصل الاجتماعي تويتر، مؤكداً أن والده سبب رئيسي في اختياره الكلية العسكرية لأنها المكان الأول الذي يسهم في حماية هذا الوطن والدفاع عنه، ويقول: كون والدي شهيداً عسكرياً أعطاني دافعاً قوياً لمواصلة خطاه، لأن شرف الشهادة عظيم جداً ويدعو للفخر والاعتزاز، كما أنه كان دائماً ما يشجعنا على المثابرة والتفوق لنيل المراتب العليا. ويعتبر نجل الشهيد أن الكل يستطيع أن يقدم لوطنه على طريقته. ويقول: أن أكون ابن شهيد يعني أن أحمل المسؤولية في المحافظة على الرسالة التي تركها والدي في التضحية بالنفس لأجل الوطن، وأن أقدم ما أستطيع في سبيل رفعة هذا الوطن، والسير على مسيرة الوالد بغض النظر عن نوع التضحية التي أقدمها. مواطن عادي وقال: غياب الوالد رحمه الله لحظة تخرجي وفي بعض المراحل كان مؤثراً، ولكن وجود والدتي وأقاربي، ورعاية القيادة الرشيدة لنا كأبناء شهداء بحد ذاتها حافز مشجع للدراسة والاستمرار، ويكفينا شرفاً سواء كنا من أبناء الشهداء أو أي مواطن أن نلقى دعماً منها سواء كان مادياً أو معنوياً. ولا أنظر لنفسي على أني مختلف عن غيري من الناس كوني ابناً لشهيد، ولا أميز نفسي بمواصفات معينة، فأنا أرى أنني مواطن عادي، ولكن كون والدي شهيداً فهو مصدر فخر واعتزاز لي. طموح طموحاته المستقبلية لا تخرج أيضاً عن سياق تخليد ذكرى والده، فإلى جانب إصراره على إكمال دراسته والتميز في عمله العسكري، يسعى لإيجاد صيغة لنشر قصص الشهداء. لافتاً إلى أنه سيستمر في البحث عن طرق ووسائل لإيصال قصص الشهداء ورسالتهم لكل أطياف المجتمع.

مشاركة :