زائر سوق صالح التراثي في منطقة النخيل وسط عجمان يشعر بالحنين إلى الماضي الجميل حيث شيد السوق الشهير وسط عجمان منذ الخمسينات بالطراز المعماري السائد في ذلك الوقت وأصبح السوق المتخصص في أعمال الخياطة والتطريز جزءاً من المسار السياحي الذي رسمته حكومة الإمارة، انطلاقاً من متحف عجمان مروراً بسوق صالح التراثي في منطقة النخيل التي توجد بها مساكن قديمة ذات طراز معماري قديم وصولًا إلى شاطئ عجمان، ووسط الكم الهائل من الأبراج السكنية الشاهقة يبرز سوق صالح التراثي الذي أنجزته دائرة البلدية والتخطيط بتكلفة 7 ملايين درهم ويضم في جنباته 50 محلاً لأعمال التطريز والحياكة واستخدم في أعمال البناء والتشييد المواد التي كانت تستخدم في بناء الأسواق في منطقة الخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة بهدف الحفاظ على التراث المعماري القديم وربط الحاضر الزاهر مع الماضي الجميل. وكانت رؤية المشروع خلق منطقة تراثية ذات جاذبية تتميز ببيئة ذات جودة عالية يتحقق لها الحفاظ والاستدامة وتكون ذاكرة للمدينة وتحمل ميراثها الحضاري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي للأجيال المقبلة وللزائرين لمدينة عجمان، ويهدف المشروع إلى رفع جودة البيئة الحضرية للمنطقة التاريخية والحفاظ على أصالة وعراقة المنطقة وإعادة تأهيلها كمنطقة شعبية تراثية وإبراز شخصية الطابع العمراني المميز للمنطقة وترسيم حدودها والتوثيق التفصيلي لخصائص المنطقة والارتقاء بالبيئة الحضرية التاريخية وإعادة استخدام مبانيها وتأكيد دورها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي مع وضع آليات الحفاظ والحماية وتحقيق التوازن والتكامل بين عمليات الحفاظ على المناطق التاريخية والتخطيط الحضري والإمداد بالبنية التحتية. ويرمي إنشاء سوق صالح التراثي إلى الحفاظ على طبيعة الحياة والخصائص التقليدية للمجتمع التي تعكس منظومة القيم والثقافة المجتمعية التي افرزت النسيج العمراني والتركيب الفراغي للمناطق التاريخية، ورفع الوعي العام بأهمية وقيمة المناطق التراثية وتفعيل دوره في الحفاظ عليها وإعادة تأهيلها من خلال المشاركة في التخطيط والتمويل والتنفيذ وقبيل البدء في تنفيذ مشروع سوق صالح التراثي تم تنظيم ملتقى للملاك وأصحاب المحلات القديمة في السوق وذلك بالتنسيق مع دائرة التنمية السياحية. الخياطة والتطريز وعرف سوق صالح منذ الخمسينات في منطقة النخيل وسط مدينة عجمان وهو عبارة عن محلات تجارية لخياطة الملابس وبيعها وتميزت هذه المحلات بالواجهات من الألمنيوم والزجاج واسقف تقليدية وتمت مراعاة تنفيذ السوق الجديد في الحفاظ على النشاط الحرفي للسوق وعلى مساره المميز ضمن النسيج العمراني للمنطقة كما ان موقعه بين الحصن القديم والذي يضم حاليا متحف عجمان، والمدينة القديمة، يتناسب مع المنطقة ويضيف فرص عمل جديدة وتم تخصيص المحلات لبيع وحياكة الملابس والعباءات وتطريزها بتصاميم تراثية متوارثة، ما أدى إلى شهرته وسمعته التجارية كسوق حرفي متميز بين مدن المنطقة على مر العصور، وذلك لكفاءة الإنتاج والجودة العالية في نوعية التصاميم التراثية. وتم الشروع في تنفيذ المشروع عبر مراحل عديدة حيث تم تحويل السوق من سوق مفتوح إلى سوق مسقوف له مداخل محددة على غرار الأسواق القديمة وإعادة تهيئة واجهات المحلات واللافتات لكي تضفي الطابع المحلي للأسواق التجارية التقليدية مع عمل أرضيات جديدة للسوق من الحجر الطبيعي وفي الممرات وبين الأعمدة. وتم ربط المرافق داخل السوق بخطوط الخدمات والبنية التحتية الرئيسية المتوفرة بالمنطقة لضمان استدامة المشروع وبناء سوق مواز للمحلات التجارية القديمة وتم استخدام الحجر المرجاني لكسوة الأعمدة وهو يعد من اهم عناصر البناء التقليدية، وتنفيذ سقف السوق على غرار الأسواق التقليدية بسقف بسيط من الدعون والجندل والحصير مع مراعاة معالجتها ضد عوامل المناخ والآفات، كما تم عمل عوارض حديدية وتغطيتها بالحصير. واستخدم في عملية الإنارة الفنار وعلى امتداد السوق تم وضع كراسي خشبية ذات طراز قديم. جذب سياحي ويعتبر إنجاز سوق صالح التراثي اضافة نوعية للقطاع السياحي في الإمارة وما تم توفيره من منشآت حضارية وتصاميم تراثية خاصة بمرافقه الخدمية المختلفة وما تعكسه تصاميمه التراثية من عوامل جاذبة للسياحة والاستثمار وما يعكسه من صورة حضارية معاصرة تجمع ما بين التراث الموروث والإرث الشعبي لسكان الإمارة والنهضة العمرانية التي تشهدها وما يجري بها من أنشطة تعكس أنماط الحياة فيها المعتمدة على تسويق المنتجات التراثية التي صنعها الأوائل بجهود لافتة وخلفوا بصماتهم لبناة الوطن وجعلوا منها حكاية تراثية مجيدة يعتز بها جيل الشباب من أبناء الإمارات بما خلفه السلف للأجيال المستقبلية لتروي قصة البناء والحضارة. طراز عمراني تراثي تبنت دائرة البلدية والتخطيط إنشاء سوق صالح التراثي من اجل الحفاظ على الرصيد العمراني التراثي المميز لمدينة عجمان، وذلك بإنشاء منطقة شعبية تراثية لمدينة عجمان لتتكامل مع منظومة المناطق التراثية للدولة، وقد وقع الاختيار على منطقة النخيل في وسط عجمان حيث لازالت تحتفظ بالنسيج العمراني للمدينة القديمة، وتضم بعض المباني التي تعبر عن مرحلة ما قبل الستينات من القرن الماضي.
مشاركة :