ابتكر ثلاثة طلاب بقسم الميكانيكا بكلية الهندسة في الجامعة الأميركية بدبي جهازا صديقا للبيئة يستخلص المياه النقية من الهواء الرطب، يعمل بالطاقة الشمسية تحت إشراف الدكتور سالم حجاج وإبراهام منصوري الأستاذين المساعدين بقسم الميكانيكا في كلية الهندسة بالجامعة. جهاز استخلاص المياه النقية من الهواء الرطب هو مشروع التخرج للطلبة وائل بوعجرام وأمير الحسيني وجلال اللامي، وحول فكرة المشروع أوضح الدكتور سالم حجاج أن الجهاز صديق للبيئة 100%إذ إنه لا يعتمد على استخدام أي وقود أحفوري وإنما يعتمد على الطاقة الشمسية المتجددة، من خلال الألواح الشمسية. الاستدامة وأضاف أن الجهاز يدعم رؤية واتجاهات الدولة ويخدم أجندتها الرامية إلى تعزيز الاستدامة، ويعد خطوة مهمة على طريق تعزيز الجهود المبذولة لتقليص الاعتماد على النفط، وبناء اقتصاد يتسم بقدر كبير من التنوع والحيوية، يرتكز على الإبداع والابتكار، خاصة وأن قطاع البيئة من الأولويات الاستراتيجية التي تم التركيز عليها في خطة دبي 2021، من خلال محور خاص يعتمد على أربعة أهداف استراتيجية رئيسية للمدينة الذكية والمستدامة، تتمثل بـكونها متكاملة، ومتصلة - مستدامة في مواردها - ذات عناصر بيئية نظيفة، صحية ومستدامة - ذات بيئةٍ حضريةٍ آمنةٍ وموثوقة. 100% وقال إن المشروع يتلاءم مع بيئة الدولة والمنطقة الخليجية بشكل عام التي تتمتع برطوبة عالية في الهواء الجوي معظم أشهر العام قد تصل إلى 100%في فصل الصيف، وبالتالي يحول هذه الرطوبة العالية إلى شيء إيجابي بتحويلها إلى مياه نقية مئة بالمئة، إذ يستخلص الجهاز الصغير 3 لترات مياه في اليوم، وتعتمد كمية المياه على حجم الجهاز ومستوى الرطوبة. وشرح الدكتور حجاج طريقة عمل الجهاز قائلا: يتم توصيل اللوح الشمسي مع الجهاز الذي يتم وضعه في البيئة الخارجية أو فوق أسطح المباني، ويحتوي الجهاز على عناصر مبردة عبارة عن لوح صغير موصول بالطاقة الكهربائية المستمدة من الألواح الشمسية، فيبرد أحد أسطحه بشدة بينما يسخن الآخر، فيتم تكثيف المياه عبر المراوح التي يحتوي عليها الجهاز وتعمل على سحب الهواء الرطب إلى داخل الجهاز ومن ثم يمر على اللوح البارد ليتكثف ما يحمله هذا الهواء من الرطوبة على شكل نقاط مياه تتجمع وتنزل عبر أنبوب يتم تجميعها في خزان لتصبح مياهاً نقية صالحة للشرب ومعقمة ايضا، فيما يمكن إضافة بعض المعادن لها لزيادة فائدتها. أنجز الطلبة المشروع بإشراف الدكتورين في مدة لم تتجاوز 15 أسبوعا، وأكد الدكتور حجاج أن المشروع يخدم مشكلة نقص المياه حول العالم خاصة في الدول والمناطق التي تتمتع برطوبة عالية في الهواء الجوي، فضلا عن كونه ضمن متطلبات المدن الذكية. طاقات بحثية وأكد أن الجامعة الأميركية بدبي تسعى دائما للإسهام في الجهود الرامية لأن يتخذ التعليم والبحث العلمي المكانة اللائقة في بناء وتطوير مجتمعنا وفي صياغة حياة أبنائنا، من خلال تحفيز طلبتها المتميزين نحو التفوق في مجال البحوث كما تسعى الجامعة أيضا إلى الاستفادة من الطاقات البحثية المتميزة فيها للطلاب وتشجيعها في شراكة مثمرة، مشيرا إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي اهتمت بتبني المشروع انطلاقا من تحفيزها وتطبيقها للأفكار والمقترحات الإبداعية والبرامج البحثية في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة، وحرصا منها على اعتماد أفضل الدراسات والبحوث العلمية في كافة عملياتها وخدماتها بهدف تعزيز مكانتها الريادية وتحقيق رؤيتها في أن تصبح مؤسسة مستدامة مبتكرة على مستوى عالمي.
مشاركة :