أعلن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في جلسة حوارية نفّذتها هيئة الأفلام، ضمن الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي تحت عنوان: "تم تصويره في السعودية" بمشاركة مجموعة من صنّاع الأفلام والجهات المختصة في قطاع الإنتاج السينمائي عن الانتهاء من أعمال تصوير فيلم "هجّان". وجاب فريق العمل عدة مناطق كمنطقة بجدة بتبوك ووادي رم في الأردن، لتجسيد أحداث الفيلم، للمنتج المصري محمد حفظي وإخراج أبوبكر شوقي، ومما يبدو لافتًا أن قصته اتخذت منحى مغايراً عن الأفلام الروائية كتجربة أشبه بالمغامرة، إذ حرص القائمون في "إثراء" على بثه بطريقة تلائم ذائقة المتابعين له. وخلال أحداث فيلم "هجّان" المقرر عرضه العام القادم ٢٠٢٤، يقتنص المتابع له أحداث العمل الذي تستند إلى العلاقة بين صبي وجمل، إذ يجد نفسه داخل عالم سباقات الهجن دون قصد، حيث شارك نخبة من الفنانين منهم: عبد المحسن النمر، إبراهيم الحساوي، شيماء الطيب وآخرون، بيد أن المركز أعلن خلال مهرجان كان السينمائي عام ٢٠٢١ عن نيته لإنتاج فيلم "هجّان"، معلنًا انتهاء أعمال التصوير التي استغرقت نحو عامين. مدير الفنون المسرحية والأدائية في إثراء ماجد زهير سمان يؤكد التزام المركز بتطوير صناعة السينما قائلًا: "نحن في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) نوفّر مساحة هادفة للمواهب السينمائية في المملكة لصقل مهاراتهم وتمكين أعمالهم ونحن حريصين على مشاركة أحدث مشاريعنا مع صنّاع السينما العالمية"، مشيرًا إلى أن فيلم "هجّان" استكمالًا لإنتاجات إثراء في الأفلام الهادفة والتي نشارك بها على المستويين المحلي والدولي، منوهًا إلى أن مستوى ازدهار السينما في المملكة لا يزال مستمرا، حيث يحظى صنّاعها بمزيد من الدعم للوصول إلى صناعة إبداعية تُحاكي متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، ويأتي ذلك من منطلق دور إثراء المتمثل في دعم الصناعات الإبداعية منها الأدائية التي تتخذ موقعًا مميزًا على خريطة السينما العالمية. الممثل عبدالمحسن النمر الذي شارك في الفيلم يصف المشهد العام بأنه "تجربة ثرية انتشرت بها مواطن الجمال في كافة مراحل العمل سواء التصوير أو التمثيل"، إضافةً إلى ما تحمله تجربة "هجان" من غزارة إنتاجية وتقنية على مستوى عالمي، إذ يتضمن محتوى درامي عميق مستمد من تراثنا وجذورنا المتأصلة، ضمن إطار مليء بالتشويق والمتعة الفكرية والبصرية والثراء الانساني، بحسب النمر. "جاسر" هي الشخصية التي جسّدها النمر في الفيلم بوصفه المحرك للأحداث بشكل مباشر، إذ يمثل الجانب السلبي في الحكاية لاسيما أنها شخصيه مليئة بالدهشة والتركيبات النفسية المعقدة والمستلهمة من واقع بيئة العمل المتدفقة. فيما أشار المنتج محمد حفظي إلى أن مركز إثراء قدّم دورًا بارزًا في دعم صنّاع الأفلام السعوديين المستقلين، وقد بدأت صناعة الأفلام تزدهر في المملكة وتشق طريقها بتوهج للمشاركات المتنوّعة جغرافيًا، إلى جانب جودة المحتوى والتصوير وصولًا إلى مراحل الإنتاج والبث متخذة مكانة في خريطة السينما العالمية، مضيفًا: "يسرّني التعاون مع كافة المواهب السعودية والعربية التي شاركت بالعمل الهادف هجان، حيث ترتبط القصة بأحداث شيقة ذات أُطر اجتماعية ما يُلهم المتابعين، فخلال شهرين تصوير لأحداث الفيلم لمسنا شغف الطاقم والحرص على وجود حبكة درامية وجودة إنتاج عالية". معتبرًا أن الفيلم فرصة لاستكشاف الثقافة والتراث في المملكة، ويشاطره الرأي مخرج العمل أبو بكر شوقي الذي أكد بان التجربة أشبه بالدراما التراثية الخفية موضحًا "الغوص في الطبيعة أشبه بالإبحار وهنا نستكشف مواهب مواطن العمل الدرامي الواعد، فالعمل يمكنني القول إنه قصيدة للصحراء وكيفية التغني بها". الجدير بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" يحرص على تقديم العديد من المبادرات والبرامج طيلة العام، والتي تدعم الصناعات الإبداعية في المملكة، إذ يوفر مساحة لتمكين ودعم المواهب السعودية وتنمية مهاراتهم، كبرنامج حلول إبداعية، مبادرة إثراء المحتوى، موسم تنوين الإبداعي، إلى جانب العديد من المعارض الفنّية والبرامج التدريبية في قطاعات عدة منها المسرح والأفلام والسينما، حيث شارك في العديد من المحافل المحلية والعالمية عبر مهرجانات عدة كمهرجان مالمو للسينما العربية عن فيلم طريق الوادي، والذي عُرض أيضًا في الحفل الختامي خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي عام 2022 كما شارك المركز في مهرجان كان السينمائي العام الماضي عن فيلمي "أُرجيحة" و"رقم هاتف قديم"، فضلًا عن إقامة مهرجان أفلام السعودية سنويًا بتنظيم من جمعية السينما وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.
مشاركة :