نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر في إجراء عملية دقيقة بقاع الجمجمة، لإزالة الضغط عن العصب الخامس من شريان ضاغط، منهياً معاناة شاب مع حزمة أعراض حادة ومتزايدة، منعته مؤخراً من ممارسة حياته بصورة طبيعية. وقال د.وسام العيساوي استشاري جراحة المخ والأعصاب، رئيس الفريق الطبي المعالج أن المريض راجع العيادة، مشتكياً من آلام حادة في الوجه على صورة ومضات كهربائية تمنعه من الكلام، مضيفاً أن هذه الأعراض مستمرة معه منذ نحو "4" سنوات مضت، تلقى خلالها علاجات دوائية بجرعات عالية، لكن في الفترة الأخيرة تزايدت حدة الأعراض وأصبح الألم المزمن فوق الاحتمال، ومنعه من ممارسة حياته اليومية ، فتوقف عن الدراسة بالجامعة وعن المشاركة في المناسبات الاجتماعية. وأوضح د. العيساوي أن الفريق الطبي أجرى للمريض عدة فحوصات طبية، وأكدت صور أشعة الرنين المغناطيسي وجود شريان ضاغط على العصب الخامس في قاع الجمجمة. وبين أن المريض بعد اتخاذ الترتيبات اللازمة أجريت له جراحة بقاع الجمجمة، باستخدام تقنية الميكرسكوب الجراحي، وأدوات دقيقة خاصة بهذه الجراحات micro-instruments، وتم في العملية وضع مادة عازلة بين الشريان والعصب الخامس، ولفت إلى أن العملية التي استغرقت "5" ساعات متواصلة تكللت بالنجاح التام ولله الحمد، واستطاع الفريق الطبي التعامل مع الحالة على الرغم من حساسية موضعها بدقة واحترافية عالية، وأمضى المريض منوماً قيد الرعاية الطبية الحثيثة لمدة "5" أيام، وغادر المستشفى بعد ما تخلص من كافة الأعراض، وتوقف عن تناول الأدوية التي داوم عليها لسنوات. وتابع قائلاً أن هذه الحالات تنجم في الغالب عن وجود تماس بين وعاء دموي "شريان أو وريد" والعصب الخامس، ويؤدي هذا التماس إلى الضغط على العصب ويسبب خللاً وظيفيًا به، ينتج عنه هذه الآلام التي تصنف ضمن أشد الآلام حدة.
مشاركة :