عمون - وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة ألقاها عن أمله بأن تكون قمة جدة دعما، ومساعدا في حماية شعب بلاده، ولا سيما المسلمين منهم. وأشار في كلمة له خلال مشاركته كضيف شرف في القمة العربية بجدة، إلى التزم الموقف العربي منذ بدء الأزمة في أوكرانيا بموقف داعم للحل السلمي دون الانحياز لطرف على حساب الآخر، واليوم هو اليوم 450 للحرب الشاملة من قبل روسيا، ولكننا صامدون لأن الحق إلى جانبنا، ولم يختار الأوكرانيون الحرب ولكنهم لن يخضعوا أبدأ. ولفت إلى العلاقات العربية الأوكرانية، وأن آلاف الطلبة العرب يدرسون في جامعات أوكرانيا. وتاليا نص الكلمة: في البداية، أود أن أعرب عن جزيل شكري على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود والشعب السعودي الصديق ومدينة جدة التي تستضيف هذه القمة، آملا في أننا نحن جميعا حاضرون هنا من أجل السلام والعدالة أيها المشاركون الكرام في هذه القمة! لقد مرّ اليوم 450 يوما على الحرب الواسعة النطاق التي شنها ضدنا الغزاة الروس. لا توجد لدينا صواريخ مثلما تمتلكه روسيا. و عدد طائراتنا أقل بكثير. كما ليست لدينا مسيرات فتاكة بأعداد كبيرة تقوم إيران بتزويد روسيا بها. ولا يوجد كثير من أنظمة المدفعية. لكننا ما زلنا أقوياء لأن الحق معنا، و بل نطرد المحتلين من أرضنا. إن كل من يدافع عن وطنه من الغزاة ، وكل من يحمي أبناء وبنات شعبه من الاستعباد ، وكل محارب هو سائر على طريق العدالة. أنا فخور بتمثيل هؤلاء المحاربين بالتحديد والشعب الأوكراني كله. لم تكن الحرب أبدًا من اختيار الأوكرانيين. لم تطأ أقدام جنودنا أراض أجنبية ، ولا ننخرط في عمليات ضم الأراضي غير الشرعية ونهب خيرات وموارد الشعوب الأخرى. لكننا لن نخضع أبدًا لأي غرباء ومستعمرين. لذلك نحن نناضل! وأنا على يقين من أن جميع شعوبكم ستتفهم مشاعرنا المهمة هذه. أنا متأكد أيضًا من أنها ستتفهم الرسالة التي أريد أن أبعثها هنا في جدة. وهي نداء نبيل موجه إليكم جميعًا، مفاده المساهمة والمساعدة في حماية شعبنا وأسرة المسلمين الأوكرانية! يرافقني في هذه الزيارة السيد مصطفى جميليف الموقر ، وهو زعيم شعب تتار القرم – أحد الشعوب الأصلية في أوكرانيا ، وموطنه هو شبه جزيرة القرم التي تعد مركزا للثقافة الإسلامية في أوكرانيا. على مدى قرون ، بقي شعب تتار القرم وينبغي أن يظل أيضا جزءًا مؤثرا لا يتجزأ من الأمة الإسلامية العالمية، و قد أصبحت القرم أول من عانى من الاحتلال الروسي ، وحتى يومنا هذا فإن غالبية الذين يعانون من القمع والاضطهاد في شبه جزيرة القرم المحتلة هم من المسلمين. لدينا تجربة إيجابية مع المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى الذين احتجزتهم روسيا. ويمكننا توسيع نطاق هذه الخبرة! وحتى إذا كان هنا في القمة أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة بشأن الحرب الدائرة على أرضنا ويسمونها نزاعا ، فأنا متأكد من أنه يمكننا جميعًا أن نتحد ونتوافق حول موضوع إنقاذ أبناء وبنات شعبنا من أقفاص السجون الروسية. للأسف يوجد في العالم وهنا من بينكم من يغض الطرف عن الأقفاص وضم الأراضي غير الشرعي. وأنا جئت إلى هنا لكي ينظر الجميع نظرة صادقة. مهما كانت محاولات التأثير من قبل الروس، يجب أن يبقى الاستقلال قائما وسائداً. وأود أن أشكر المملكة العربية السعودية ، كما أود أن أشكر الغالبية المطلقة منكم على دعم المواقف الدولية الثابتة وميثاق الأمم المتحدة. أيها المشاركون الأعزاء في القمة! كان بإمكان مواطني بلدانكم التأكد حقا من أن الأوكرانيين هم شعب محب للسلام. السلام الحقيقي. في عام 2021 ، أعطينا الأولوية لانفتاح أوكرانيا على شعوبكم ، وأصبح ذلك العام فرصة سانحة ومناسبة لتعرف الشعب السعودي والإماراتي والعماني والبحريني والكويتي على أوكرانيا. أنا سعيد لأن سياحكم تمكنوا مشاهدة ريعان الموسم الربيعي في عاصمتنا كييف وعظمة جبال الكاربات. أنا مقتنع أنه يومًا ما سيعود مواطنو بلدانكم ، ولا سيما لمشاهدة مناظر شبه جزيرة القرم الحرة بدون الاحتلال الروسي والإهانة. كما أن علاقاتنا مبنية على تعليم عشرات الآلاف من الطلاب العرب في جامعاتنا سنويا. إنه لشرف لنا أن الشباب من المغرب ومصر والأردن والعراق ولبنان والجزائر وليبيا وتونس اختاروا أوكرانيا من أجل تلقي التعليم. بجهود مشتركة نجحنا في أداء إحدى المهام الأكثر شرفا في العالم وهي - ضمان الأمن الغذائي. تزود أوكرانيا بلدانكم تقليديًا بالقمح والمنتجات الزراعية الأخرى. وكذلك سعدنا بالترحيب بالإستثمارات من الدول العربية في أوكرانيا بما في ذلك استثمارات دولة قطر في مجال البنية التحتية للموانئ. ولكن وجهت جائحة الوباء أولا، وثم فيروس الأكثر فظاعة - ألا و هو جنون العدوان – وجها ضربة لهذه العلاقات العادية وغيرها. أنا متأكد من أنه لن يوافق أحد منكم على التنازل عن ثلث مساحة بلده لصالح الغزاة. أنا متأكد من أنه لن يبقى أحد منكم عديم المبالاة وهو يشاهد بدون قتال كيف يختطف الغرباء أبناء وبنات شعبه. تم ترحيل مئات الآلاف من أطفالنا إلى روسيا ، وفصلهم عن أقاربهم ، ويضطر أطفالنا هناك في روسيا لتعلم ممارسة الكراهية في حقنا. أنا متأكد من أنه لن يقبل أحد منكم باحتلال عسكري لمحطة نووية، لاستخدامها من أجل ابتزاز العالم بكارثة نووية. أنظروا إلى مدى المعاناة التي تسببت بها الحروب الطويلة الأمد في ليبيا وسوريا واليمن ... وكم من الأرواح أودت بهم سنوات الأعمال القتالية في كل من السودان والصومال والعراق وأفغانستان ... إن كل من يزيد المعاناة والآلام باعتداءاته الجديدة ، وكل من يبث العداء ، وكل من يريد استعادة الأيام الخوالي للإمبراطوريات الغازية التي لم تبال بإرادة الأمم المستقلة -فهو مجرم يقف في وجه العالم ويلعنه الناس. إني أرحب بكل مستعد للانضمام إلينا على طريق العدالة! اقترحت أوكرانيا صيغة السلام لإنهاء الحرب. يمكنكم أن تروا كيفية عمل صيغتنا على مثال الأمن الغذائي و هو أحد بنود صيغتنا. حتى بعدما تم إشعال نيران الحرب في بيتنا ، فإننا ما زلنا نبذل قصارى جهودنا لكي تبقى بيوت الشعوب الأخرى سالمة. نجحنا في إطلاق مبادرة نقل الحبوب عبر البحر الأسود ورفع الحصار البحري الروسي بشكل جزئي عن موانئنا. لقد أدى ذلك إلى استقرار أسواق المواد الغذائية وساعد الكثيرين ، بما في ذلك شعوب الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. إن الكثيرين سيستفيدون كذلك من تنفيذ بند آخر من صيغة السلام الذي ينص على الإفراج عن جميع الأسرى والمرحلين وعودتهم إلى ديارهم. حصل كل من وفودكم الموقرة على نسخة من الوثيقة باللغة العربية تتضمن عشرة بنود مذكورة في صيغة السلام. اذا تفضلوا - يمكنكم اختيار تلك المحاور التي ترونها مناسبة. وسأكون ممتنًا لكل منكم على اختياركم لمحور إنقاذ الأشخاص المحتجزين في الأسر الروسي. لذلك أدعو الجميع من يحترم السلام للانضمام إلى تنفيذ صيغة السلام ، وبالتالي الحد من العداء والحروب والمعاناة والشر. إن روسيا ضعيفة ، و نحن نتغلب عليها على الرغم من تفوقها في كمية الأسلحة، فعدوانيتها ليست عائدة إلى قوتها ، بل فهمها بأن عصر الإمبراطوريات قد ولى. إن زمن الشعوب الحرة لن ينتهي أبدًا ، وأوكرانيا تؤكد على ذلك. أتمنى لكم السلام! وأدعوكم للتعاون المباشر مع بلدنا بدون وسطاء. فلتتضافر مجهوداتنا وقدراتنا بطريقة منسقة من أجل الاطمئنان والخير لأناس جميع الشعوب! ورجاء، انصتوا الى صوت شعب تتار القرم ، واسمعوا صوت مسلمي أوكرانيا! حفظ الله جنودنا! المجد لأوكرانيا!