وللمعلّمين حق الحماية - سمر المقرن

  • 2/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شكّلت حادثة الاعتداء المسلّح الذي أقدمَ عليه معلم سابق في محافظة الداير بمنطقة جازان الأسبوع الماضي وراح ضحيته 7 معلّمين، صدمة اجتماعية بالغة نظير شناعة الجرُم وفظاعته، وفي الوقت ذاته فتح ملفاً جديداً يُعنى بالمعلمين ومؤسسات التعليم عموماً، يتمثّل في العمل على تعزيز الحماية الأمنية لهم، للإسهام في التصدّي لأي هجوم يمكن أن يتعرّضوا إليه. قدّمت الصحف المحلية خلال الأيام الماضية عدداً من التقارير بشأن الحادثة المؤلمة التي أودت بحياة معلمين وإداريين أثناء تواجدهم في مقر عملهم بمكتب تعليم «الداير»، وجاء بين تلك التقارير المطروحة مطالبة عدد من المعلمين وكذلك الاختصاصيين التربويين والقانونيين وغيرهم بضرورة توفير حماية مكثّفة لجميع منسوبي قطاع التعليم، وتعزيز الحراسات الأمنية في المدارس وفي الإدارات المرتبطة بالوزارة. أعتقد أن ذلك المطلب بعيد كل البعد عن المبالغة، فهو جاء نتيجة تعرّض البعض من المعلمين والإداريين إلى بعض التهديدات وكذلك الاعتداءات سواء من بعض الطلاب أو أولياء الأمور وغيرهم، وخلال الأعوام القليلة الماضية سمعنا وقرأنا عن عدد من الحالات التي تأتي في هذا الإطار، ما يعني أن توفير الحماية الأمنية اللازمة لهذا القطاع يعد حقاً مشروعاً للمعلمين والمعلمات، خصوصاً إذا ما علمنا أن كثيراً من المدارس تكاد لا تحتوي حتى على كاميرات رقابة وتحديدًا في بواباتها، فضلاً عن إمكانية دخول أي شخص إلى فنائها من دون أن يتعرّض إلى تساؤل واستيقاف لمعرفة هويته وسبب تواجده في مقر المدرسة -كما هو معمول به في بعض أجهزة الدولة-، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تكمن في إمكانية مهاجمة أحد منسوبيها، وبالتالي فإن التفاعل مع ذلك المطلب والعمل على تحقيقه يمثّل ضرورة قصوى، وهو ما حدث بالفعل عندما أصدر وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى قراراً يقضي بإنشاء إدارة للأمن المدرسي وربطها تنظيمياً بالمشرف العام على الأمن والسلامة المدرسية، تستهدف ضمان أمن المباني المدرسية وتلافي كافة المخاطر الأمنية من خارج وداخل المدارس في جميع مناطق المملكة، وتعزيز التنسيق مع الجهات الداخلية والخارجية واتخاذ كل الاحتياطات والتدابير للمحافظة على الأرواح والممتلكات، إضافة إلى التعامل المهني مع جميع منسوبي المدارس وزائريها. لا شك أن قرار الوزير العيسى -وهو الضليع بقطاع التعليم- يعكس إدراكه لأهمية توفير البيئة التعليمية المناسبة التي تحفّز على العطاء وبذل الجهد في مهنة جليلة تستوجب كل الدعم والحرص والاهتمام لإنتاج أجيالاً على قدرٍ عالٍ تربوياً ومعرفياً، لكن المهم هو العمل الجاد على تفعيل هذه الإدارة المستحدثة وعدم إبقاء أهدافها حبراً على ورق. رحم الله ضحايا الحادثة وألهم أهاليهم وذويهم الصبر والسلوان، وكفانا الله -عز وجل- الشرور ما ظهر منها وما بطن. مقالات أخرى للكاتب أمان! أسبوع المهنة وأمانة التوظيف السؤال: إلى متى..؟! صورتنا الحقيقية في الإعلام الغربي! وزارة العمل وسياسة كسب الوقت

مشاركة :