استفزاز للبنانيين أم لإسرائيل إعلان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي رفضه لكل ما يمس من سيادة لبنان يعكس إحراج الحكومة من الاستعراض الذي نفذه حزب الله الأحد، وأثار غضبا سياسيا وشعبيا كبيرا. بيروت - أحرج الاستعراض العسكري الضخم الذي نفذه حزب الله في جنوب لبنان الأحد بحضور إعلامي كبير، الحكومة اللبنانية التي تعرضت لهجوم شديد من قبل معارضين للحزب، اعتبروا الاستعراض موجها للداخل اللبناني وليس لإسرائيل. أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاثنين رفض أي مظهر يشكل انتقاصا من سلطة الدولة وسيادتها، مشيرا إلى أن الإشكالية المتعلقة بموضوع سلاح “حزب الله” تحتاج إلى وفاق وطني شامل. وشدد ميقاتي، خلال اجتماعه مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، على “التعاون القائم بين الجيش والقوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) ضمن منطقة عمليات الأمم المتحدة، والتزام لبنان القرار الدولي الرقم 1701”. وطلب “أن يبذل مجلس الأمن الدولي جهوده لتثبيت وقف دائم لإطلاق النار في الجنوب، والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية”. يوانا فرونتسكا: نشجع على انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن يوانا فرونتسكا: نشجع على انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وقال ميقاتي “إن الحكومة اللبنانية ترفض أي مظهر يشكل انتقاصا من سلطة الدولة وسيادتها، إلا أن الإشكالية المتعلقة بموضوع سلاح ‘حزب الله’ تحديدا ترتبط بواقع يحتاج إلى وفاق وطني شامل، وهو أمر يجب أن يكون من أولويات المرحلة المقبلة”. وأضاف “وفي الوقت الحاضر فإن الحكومة تشدد على الحفاظ على الاستقرار الأمني على كامل الأراضي اللبنانية وعدم القيام بأي عمل يتسبب بزعزعته”. أجرى حزب الله الأحد مناورة بالذخيرة الحية في جنوب لبنان تعد من الأكبر التي يقيمها أمام وسائل الإعلام، تخللها عرض عسكري ومحاكاة لهجمات تستهدف إسرائيل عبر طائرة مسيّرة أو الاقتحام. وشارك نحو 200 من عناصر الحزب في المناورة التي أجريت في بلدة عرمتى على مسافة نحو 20 كلم شمال الحدود مع إسرائيل، وذلك لمناسبة قرب حلول ذكرى انسحاب الدولة العبرية من جنوب لبنان في الخامس والعشرين من مايو 2000. وأثار العرض غضبا سياسيا وشعبيا، حيث اعتبر معارضون أن الحزب يحاول من خلال تلك المناورات تذكير اللبنانيين بأنه الحاكم الفعلي للبلاد، خاصة وأن الحدث جاء تزامنا مع التجاذبات التي تشهدها الساحة السياسية بخصوص انتخاب رئيس للبلاد. وشدد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل على أن هذه المناورات رسالة تحدّ للبنانيين أولا والقمة العربية ثانيا. وأضاف في تغريدة على تويتر “للمجتمع العربي والدولي نقول: هل تقبلون ازدواجية سلاح ومناورات عسكرية وخطف قرار الدولة في بلادكم؟ لن نخضع لسطوة السلاح، ولا لتوظيف أرضنا وشبابنا في خدمة الخارج”. وتساءل في تغريدة أخرى “أين الجيش اللبناني والحكومة من استباحة وانتهاك سيادة لبنان من قبل ميليشيا إيران بعد استعراضاتها العسكرية في الجنوب؟ نحن بانتظار موقف رسمي واضح وصريح من قبل الجيش والحكومة اللبنانية”. وقالت فرونتسكا بعد اللقاء “عرضنا نتائج قمة جدة في ما يخص لبنان، وتبادلنا الآراء حول الفرص الجديدة التي يمكن أن يستفيد منها، ونحن نشجع دائما على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لمساعدة لبنان وشعبه، وما يهمنا هو استقرار لبنان”. ووفق ما نشرته “الوكالة الوطنية للإعلام”، “تم خلال الاجتماع البحث في التطورات الراهنة في لبنان ونتائج القمة العربية في ما يتعلق بالوضع اللبناني، لجهة التشديد على قيام القيادات السياسية والنواب اللبنانيين بدورهم في انتخاب رئيس جديد للبنان وإجراء الإصلاحات المطلوبة”. وكانت تقارير إعلامية محلية قد نقلت تسريبات نقلا عن يوانا فرونتسكا حول لقاءات جمعتها بسياسيين، تطرقت أمامهم إلى استحقاقات ثلاثة وشيكة اعتبرتها بالغة الأهمية، أقرنتها بتوقّع عقوبات مصدرها دول ومؤسسات ومنظمات، بينها الاتحاد الأوروبي والأميركيون ودول عربية أيضا لم تسمّها، ستشمل كل من سيتغيّب عن جلسة انتخاب الرئيس أو يتعمّد تعطيل نصابها القانوني عندما يدعى إليها. وبحسب التسريبات، أعادت فرونتسكا التأكيد أن من الحتمي أن يكون للبلاد رئيس قبل الوصول إلى منتصف الشهر المقبل. وأضافت أن المنظمة الدولية والغرب غير معنيّين بمن يكون الرئيس، بل يقتضي أن يكون قبل الوصول إلى ثلاثة استحقاقات أساسية وهي: المؤتمر الذي سينعقد في بروكسل في الخامس عشر من يونيو للدول المضيفة للنازحين السوريين بإشراف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والإصرار على انتخاب الرئيس قبل الوصول إلى نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الحادي والثلاثين من يوليو. أما الاستحقاق الثالث فيتمثل في اهتمام الأمم المتحدة بالمحافظة على استقرار الترسيم البحري مع إسرائيل وأمن الجنوب اللبناني غير المنفصل أحدهما عن الآخر.
مشاركة :