الإساءات العنصرية تفتح باب الرحيل عن ريال مدريد أمام فينيسيوس

  • 5/23/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تجاهل الضغوط تحولت مباراة ريال مدريد وفالنسيا إلى حديث كل وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية، ورغم أن تلك المباراة كانت بمثابة تحصيل حاصل لريال مدريد، الذي خسر سباق المنافسة على الليغا لصالح غريمه برشلونة، إلا أن أصداء اللقاء تخطت حدود إسبانيا. وشهدت المباراة واقعة عنصرية مؤسفة، من جماهير فالنسيا، ضد البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد، حيث وصفته بالـ”قرد”. فالنسيا (إسبانيا)- أثارت إهانات عنصرية جديدة تعرّض لها المهاجم البرازيلي فينيسيوس جونيور خلال مباراة فريقه ريال مدريد مع فالنسيا في الدوري الإسباني ردود فعل شاجبة من مختلف أنحاء العالم. واعتاد النجم البرازيلي على مثل هذه التصرفات العنصرية ضده من جماهير الخصوم. وحدث ذلك له عدة مرات سابقة ضد أتلتيكو مدريد وجيرونا وأوساسونا وبلد الوليد، ورغم إجراء عدة تحقيقات من قبل رابطة الليغا والاتحاد الإسباني لم يتم اتخاذ أي قرارات رادعة. وأصبحت جماهير المنافسين تستخدم تلك الحيلة اللعينة، بسب فينيسيوس بألفاظ عنصرية في محاولة لإخراجه من تركيزه في المباريات، لكونه أحد أهم نجوم الميرنغي في الوقت الحالي. وانفجر فينيسيوس على حساباته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، عقب المباراة، وأصدر عدة بيانات صحفية، وصف فيها إسبانيا بأنها بلد العنصرية. وأدان البرازيلي عدم وجود تحرك قوي من رابطة الليغا أو الاتحاد الإسباني لوقف هذه المهازل. والشيء الأكثر غرابة هو أن تقرير حكم المباراة دي بورغوس (حسب وسائل إعلام إسبانية) لم يذكر أي شيء يخص ما حدث مع فينيسيوس. بعد هذه الواقعة بدأت حملات التضامن مع فينيسيوس سواء من زملائه في الفريق أو من بعض النجوم العالميين مثل كيليان مبابي والظاهرة رونالدو، وحتى الخصوم مثل أليخاندرو بالدي لاعب برشلونة. ولم تقتصر حملات الدعم على اللاعبين فقط، بل امتدت إلى الفرق البرازيلية وعلى رأسها ناديه الأم فلامنغو، وأندية أخرى مثل ساو باولو وبالميراس، وحتى رئيس دولة البرازيل نفسه تحدث عن هذه الواقعة. ولكن الغريب هو صمت ريال مدريد حتى الآن، دون إصدار أي بيان أو رد فعل تجاه ما حدث لنجم الفريق. وبدأت عدة تقارير صحفية إسبانية تؤكد أن فينيسيوس يفكر جديا في الرحيل عن صفوف ريال مدريد بسبب معاناته من العنصرية. وتضاربت الأنباء بشأن موقف اللاعب نفسه من الرحيل، خاصة وأنه توصل إلى اتفاق لتمديد عقده مع الميرنغي لفترة طويلة، وأكد أكثر من مرة أنه يريد مواصلة نجاحاته بقميص الميرنغي. ويبقى السؤال: هل تنهي العنصرية رحلة فينيسيوس مع ريال مدريد، أم يواصل النجم الشاب حربه ضد هذه التصرفات المشينة ويكتب نهايتها في الليغا؟ ردود فعل عالمية oo قال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي “لم يحدث لي مطلقا أن فكّرت في إخراج لاعب بسبب العنصرية. ما حصل واجهناه سابقا، لكن بهذه الطريقة، لا. هذا غير مقبول. الدوري الإسباني لديه مشكلة مع العنصرية. والمشكلة ليست فينيسيوس. فينيسيوس هو الضحية. هناك مشكلة خطيرة للغاية”. وقال أنشيلوتي إنه سمع هتافات “مونو”، أو “قرد” باللغة الإسبانية، ما دفع الحكم ريكاردو دي بيرغوس بينغوتشيا إلى التحدث مع مسؤولي الملعب الذين طالبوا بإيقاف الإساءات العنصرية فورا، قبل أن تُستأنف المباراة بعد عشر دقائق. وفي تقريره كتب الحكم أنه سمع مشجعا يصيح في وجه اللاعب “قرد، قرد”. وأضاف أنشيلوتي “سألته إذا كان يريد الاستمرار في اللعب، وبالفعل أراد ذلك. قال لي الحكم إنه يتعيّن عليه الاستمرار، وإنه سيطبق البروتوكول (المتعلق بالعنصرية) في حال تكرّر الأمر. لكن الأمر تكرّر، لأنه عندما رفع في وجه اللاعب البطاقة الحمراء، كان الملعب بأكمله يهتف ‘قرد، قرد’… لا يمكن لهذا الأمر أن يستمّر.. أنا حزين جدا”. وبعد المباراة كتب “فيني” في حسابه على موقع إنستغرام “ما ربحه العنصريون هو طردي. هذه ليست كرة قدم. العنصرية أمر طبيعي في الليغا (الدوري الإسباني)”. وتابع المهاجم الدولي، البالغ من العمر 22 عاما والذي يحمل ألوان ريال مدريد منذ 2018 تاريخ قدومه من فلامنغو، “لم تكن المرّة الأولى، ولا الثانية أو الثالثة. (…) أنا حقا حزين. البطولة التي كانت ملكا لرونالدينيو، رونالدو، كريستيانو (رونالدو) وميسي، باتت ملكا اليوم للعنصريين”. وأضاف المهاجم المميّز “بلد جميل رحّب بي وأحبّه، لكنه وافق على تصدير صورة دولة عنصرية إلى العالم. أعبّر عن أسفي للإسبان الذين لا يتفقون مع هذا الرأي، لكن اليوم في البرازيل تُعدّ إسبانيا دولة عنصرية. وللأسف مع كل ما يحصل كل أسبوع لا يمكنني إلا أن أقرّ بذلك… لكني قوي وسأحارب حتى النهاية ضد العنصريين. حتى لو كان ذلك بعيدا عن هذا المكان”. مواقف داعمة ooo وانهالت المواقف الداعمة للبرازيلي من مختلف أنحاء العالم. وكشف زميله حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا “لو قال فيني ‘سأترك الملعب’ كنت سأترك معه. لا يمكن تحمّل هذا الأمر”، مضيفاً أنه سمع “أصوات القردة خلال الدقيقة العشرين”. وكتب زميله في المنتخب نيمار “معك”، وانضم إليه في حملة التضامن المهاجم الدولي ريشارليسون، والأسطورة المعتزلة رونالدو أو حتى أيقونة الموسيقى جيلبرتو جيل. أما قائد منتخب فرنسا ونجم باريس سان جرمان كيليان مبابي فكتب على إنستغرام “لست وحدك. نحن معك وندعمك”. وخلال مؤتمر صحفي في هيروشيما اليابانية، أدان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا “العنصرية” التي وقع اللاعب ضحيتها، حيث قال “لقد هاجموه. وصفوه بالقرد. ليس ممكنا في القرن الحادي والعشرين وجود هذه الأحكام المسبقة العنصرية في العديد من ملاعب كرة القدم”. رئيس الاتحاد الدولي جاني إنفانتينو عبّر عن تضامنه الكامل مع فينيسيوس قائلا إنه لا مكان للعنصرية في كرة القدم بدوره قال رئيس الاتحاد البرازيلي إدنالدو رودريغيش على مواقع التواصل “فيني جونيور، نرسل إليك حبّنا ودعمنا، ومن قبل كل البرازيليين”. وفي بيان بعد المباراة، أدان فالنسيا “علناً أي نوع من الإهانة، أو الهجوم والازدراء” و”أسف لأحداث يوم الأحد” مشيرا إلى أن ذلك يندرج ضمن “الأعمال الفردية”. وأكّد النادي أنه “يقوم بتحقيق في الوقائع التي حدثت وسيتخذ أشد الإجراءات”. واعتذر مهاجمه الهولندي جاستن كلويفرت لفينيسيوس نيابة عن ناديه قائلا “أعتذر من قبلنا، كل فريق فالنسيا، لأن هذه ليست كرة قدم. إنها سيئة للغاية”. وعبّر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري – الإيطالي جاني إنفانتينو عن تضامنه الكامل مع فينيسيوس بقوله “لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو في المجتمع، وفيفا يدعم كل اللاعبين الذين واجهوا وضعا مماثلا”. وذكّر إنفانتينو بالخطوات الثلاث في مسابقات فيفا مطالبا بتطبيقها في كل الدول والبطولاتح “أولا، أوقفوا المباراة. ثانيا، يترك اللاعبون الملعب ويُعلن عبر المذياع أن المباراة ستتوقف في حال استمرار الإهانات، ويُستأنف اللقاء. ثم ثالثاً، إذا عادت الإهانات، تتوقف المباراة وتذهب النقاط الثلاث إلى الخصم”. وفي مقابل كل حملات الدعم لم يتقبل رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس اتهامات اللاعب البرازيلي، فتبادل معه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث كتب تيباس “نظرا لعدم قيام من يتوجب عليه أن يشرح لك ماهية الليغا وما يمكن أن تفعله في حالات العنصرية، حاولنا أن نشرح لك، لكنك لم تحضر في أي من التاريخين المتفق عليهما اللذين طلبتهما بنفسك. قبل انتقاد وإهانة الليغا، من الضروري أن تطلع نفسك بشكل صحيح”.

مشاركة :