زيوريخ رويترز تحقِّق سويسرا في مزاعم بشأن عقد أحد وزرائها السابقين اتفاقاً سريّاً في مطلع السبعينيات يعرض تقديم مساعدةٍ دبلوماسيةٍ لمنظمة التحرير الفلسطينية مقابل وقفها هجماتٍ على أهدافٍ لبلاده. وظهر الادعاء هذا العام في كتابٍ بعنوان «سنوات الإرهاب السويسرية»، ما أثار تساؤلاتٍ بشأن إذا ما كانت اتفاقات مزعومة تعارضت مع تحقيقٍ في هجومٍ بقنبلة على طائرةٍ تابعةٍ للخطوط الجوية السويسرية أسفر عن مقتل 47 شخصاً عام 1970. ولم يُتَّهم أي شخصٍ بالتفجير على الإطلاق. وأفادت وزارة الخارجية السويسرية، أمس الجمعة، بأن مجموعة عمل تشمل مسؤولين من الجيش والشرطة ووزارة العدل ستحاول الإجابة «ليس فقط على ما إذا كانت بلادنا المحايدة عقدت اتفاقاً مع منظمة التحرير في سبتمبر من عام 1970؛ ولكن أيضاً على إذا ما كان التحقيق في تفجير الطائرة مُستوفَىً». ونسب الكتاب المثير للجدل الذي ألَّفه الصحفي، مارسيل جير، إلى وزير الخارجية الأسبق، بيير جرابير، أنه أجرى اتصالات سرية بمنظمة التحرير بعد عدة هجمات شمِلَت قتل طيارٍ في شركة طيرانٍ إسرائيلية في مطار زيوريخ عام 1969 وواقعةً في سبتمبر 1970 احتُجِزَ فيها 300 رهينة على 3 طائرات أُجبِرَت على الهبوط في الأردن. وكتب جير أن بحثه كشف النقاب عن أسئلة مشروعة بشأن ما إذا كان نظام العدالة في البلاد حفظ التحقيقات بشأن تفجير الطائرة في إطار الاتفاق مع الفلسطينيين. وخلُص الصحفي إلى توصُّل جرابير، الذي تُوفِّيَ في عام 2003 عن 94 عاماً، لاتفاقٍ مع منظمة التحرير يقضي بوقفها أي هجمات أخرى على أهدافٍ سويسرية في مقابل مساعدة دبلوماسية للمنظمة في جنيف حيث مقر الأمم المتحدة. ومنذ نشر الكتاب؛ أعرب بعض من كانوا على صلةٍ بالحكومة خلال تلك الحقبة عن شكوكهم في نتائج البحث. لكن المؤلف دافع عن بحثه، وأكد اعتماده على مقابلات مع شخصيات على علاقة بالأمر مثل وزير البرلمان الأسبق، جون تسيجلر، الذي أفاد بمساعدته جرابير على الاتصال بقادة منظمة التحرير. وأبدى جير سعادته باختيار الحكومة الحالية معالجة الأمر بعد مرور ما يقرب من 5 عقود. ومع ذلك؛ قال «قلقي الوحيد هو أن مجموعة العمل يبدو أنها ستركز على الوثائق المكتوبة في الأرشيف الرسمي، لكنه كان اتفاقاً سريّاً، لذلك آمل أن تتواصل مجموعة العمل مع آخر مصادر شفهية أيضاً». وتعهدت مجموعة العمل بالوفاء بطلب لجنة برلمانية هذا الشهر واستكمال التحقيق وإصدار تقرير عنه بنهاية إبريل المقبل.
مشاركة :