سان فرانسيسكو (كاليفورنيا) - كشف جريج بروكمان رئيس شركة "أوبن إيه.آي" المطورة لبرنامج الدردشة "تشات جي.بي.تي" أن الشركة بصدد استكشاف نهج شبيه بموقع "ويكيبيديا" لجمع مدخلات واسعة حول القرارات التي تؤثر على ذكائها الاصطناعي. وناقش بروكمان في منتدى "إيه.آي فوروارد" في سان فرانسيسكو الذي تستضيفه غولدمان ساكس وإس.في أنجيل، الخطوط العريضة حول كيفية سعي صانع روبوت الدردشة ذائع الصيت إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. ومن بين الأفكار التي طرحها نموذج يشبه ويكيبيديا الذي أشار إلى أنه يتطلب قيام أشخاص من ذوي وجهات نظر متنوعة بالاتفاق على مدخلات الموسوعة. وقال عن سياسة الذكاء الاصطناعي "نحن لا نجلس فحسب في وادي السيليكون ونفكر في أنه يمكننا وضع هذه القواعد للجميع… بدأنا نفكر في عملية ديمقراطية لصنع القرار". وأثارت برمجية "تشات جي بي تي" اهتماما واسعا في العالم بالذكاء الاصطناعي التوليدي بعد طرحها للاستخدام في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بفعل قدرتها على إنشاء نصوص متقنة مثل رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والقصائد، أو برامج معلوماتية أو ترجمات، في ثوانٍ فقط. وبحسب ما نشرت شركة "أوبن إيه.آي" بموقعها على الإنترنت، فإنه "من المتصور أنه في غضون السنوات العشر القادمة، ستتجاوز أنظمة الذكاء الاصطناعي مستوى مهارة الخبراء في معظم المجالات وتنفذ قدرًا كبيرًا من النشاط الإنتاجي مثل واحدة من أكبر الشركات اليوم". ولفت القائمون على الشركة "سيكون الذكاء الخارق أقوى من التقنيات الأخرى التي كان على البشرية مواجهتها في الماضي، يمكننا أن نحظى بمستقبل أكثر ازدهارًا بشكل كبير، لكن علينا إدارة المخاطر للوصول إلى هناك.. يجب أن نخفف من مخاطر تقنية الذكاء الاصطناعي اليوم أيضًا، لكن الذكاء الخارق سيتطلب معالجة وتنسيقًا خاصين". وأضافوا "لكن إدارة أقوى الأنظمة وكذلك القرارات المتعلقة بنشرها يجب أن تخضع لرقابة عامة قوية، نعتقد أن الناس في جميع أنحاء العالم يجب أن يقرروا بشكل ديمقراطي الحدود والافتراضيات لأنظمة الذكاء الاصطناعي، لا نعرف حتى الآن كيف نصمم مثل هذه الآلية، إلا أننا نخطط لتجربة تطويرها، ما زلنا نعتقد أنه ضمن هذه الحدود الواسعة يجب أن يتمتع المستخدمون الفرديون بقدر كبير من التحكم في كيفية تصرف الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمونه". وتثير برمجية "تشات جي بي تي" الانبهار والرعب أكثر مما أحدثته في النفوس أي تكنولوجيا حديثة أخرى، إذ اعتبر إطلاق روبوت الدردشة هذا في أواخر سنة 2022 نقطة تحول في مجال الذكاء الاصطناعي. وكان قادة مجموعة السبع أعلنوا أواخر الأسبوع الماضي عن عزمهم تشكيل "مجموعة عمل" للذكاء الاصطناعي قريبا لقيادة المناقشات حول "الاستخدام المسؤول" لهذه الأدوات والمخاطر التي تمثلها بما في ذلك "المعلومات المضللة". وعلى غرار "تشات جي بي تي" تشهد برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية القادرة على إنتاج كود الكمبيوتر والنصوص والصور والصوت والفيديو وغيرها ازدهارا في جميع أنحاء العالم وتسبب في الوقت نفسه قلقًا عميقًا في العديد من القطاعات. لذلك يمكن أن تتناول مناقشات مجموعة العمل التابعة للدول الصناعية السبع الكبرى حول هذا الموضوع "الحوكمة وحماية حقوق الملكية الفكرية" و"الاستخدام المسؤول" لهذه التقنيات الجديدة، إلى جانب وسائل التصدي "للتلاعب بالمعلومات" و"التضليل" عبر هذه الأدوات. وقالت مجموعة السبع "نحن ملتزمون تطوير المناهج المتعددة الأطراف لوضع معايير للذكاء الاصطناعي بما يضمن احترام أطر ملزمة قانونيا". وتضم مجموعة الديمقراطيات الصناعية السبع الكبرى الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا.
مشاركة :