فيلم سوداني بمهرجان كان يحظى بتقدير النقاد

  • 5/23/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شارك السودان لأول مرة في تاريخه بمهرجان كان من خلال فيلم “وداعا جوليا” لمحمد كردفاني. ويطرح المخرج التعقيدات المجتمعية والسياسية التي تنخر السودان، وتسببت في معظم مآسيه إن لم تكن كلها. ويضغط بقوة على مكامن الجرح في هذا النسيج المترامي الأطراف. “القبلية، العنصرية والاستقطاب”، ثلاثة أمراض وقف عندها المخرج، تسبب فيها أنه “لدينا ميل سام جدا إلى الافتخار بكل ما يقسمنا من: جنس، قبيلة، عرق، ودين. هي الأشياء التي يفتخر بها الناس عادة، ولذلك نعيش حروبا باستمرار. أعتقد يجب أن نبني هوية جديدة، نعتز فيها بما لا يفرقنا كالحرية، العيش المشترك والشفقة…”. ويضيف: “الشعور بالذنب هو الذي دفعني إلى كتابة هذه القصة في البداية. عندما رأيت أن نتيجة الاستفتاء بلغت 99 بالمئة لصالح الانفصال، (يقصد انفصال جنوب السودان)، أدركت أن القضية ليست سياسية وإنما عنصرية. وأدركت أيضا أني كنت أنا بدوري مذنبا. وشعرت أني مطالب بأن أبتعد عن بعض الأفكار المحافظة المتوارثة من العائلة والمجتمع. كل شخصيات الفيلم يمثلوني في مراحل مختلفة من حياتي. إذن نعم شعرت بأني مذنب لانفصال جنوب السودان. شعرت بالذنب، وأنا أفكر في علاقاتي السابقة، بشأن سلوكي المحافظ والقمعي إلى حد ما. وعندما بدأت أرى الأشياء بشكل مختلف، شعرت بالحاجة إلى كتابة كل ذلك”. ويتحدث الفيلم عن قصة جريمة في الخرطوم قبل الاستفتاء الذي منح الاستقلال لجنوب السودان، تورطت فيها امرأة “مونى” التي تؤدي دورها الممثلة إيمان يوسف، وهي من عائلة ثرية وتنتمي إلى الشمال، حيث ستُشغل خادمة من الجنوب، وهي عارضة الأزياء سيران رياك في دور جوليا، للتغطية على قتل زوجها دهسا بالسيارة. وتسجل هذه الجريمة كدفاع عن النفس بحكم العلاقات التي يتمتع بها زوجها. ورغم الجريمة المرتكبة، يقدم المخرج هذه المرأة بضمير حي، أشعرها بالذنب تجاه القتيل وعائلته. وهكذا قامت بالبحث عن زوجته “جوليا” التي لم تكن تعرفها في السابق، وعرضت عليها عروض عمل مقنعة لكي تقبل بالعمل لديها. وكانت تتعامل معها ومع أبنائها كأفراد من أسرتها.                                                                             “شعور منقسم” وحظي “وداعا جوليا” بمتابعة كبيرة وتقدير من قبل النقاد كعمل انتفض ضد سموم مجتمعية وسياسية تنخر جسد البلد، وهذا كان بشجاعة مخرج ليس بجديد على الميدان، وكان له في السنوات الأخيرة حضور على الساحة السينمائية العربية. وحازت أعماله عددا من الجوائز بينها فيلمه القصير “نيركوك” المتوج بـ “الفيل الأسود” لأفضل فيلم سوداني في 2017. وبشأن تزامن مشاركة فيلمه مع الأحداث التي تعيشها بلاده، قال كردفاني: “شعوري منقسم بشكل كبير. من ناحية أشعر أني سعيد جدا وتشرفت، ومن ناحية ثانية أشعر بأن قلبي محطم وبالذنب للاحتفال بهذا النجاح في وقت يفر فيه مواطنيه من الحرب ومن القصف”. وعن حظوظ عرض “وداعا جوليا” يوما ما في السودان، يجيب المخرج: “قبل اندلاع الحرب، كنت قررت عرضه في السودان. سأعود إلى بلادي بمجرد أن تتوقف القنابل. وآخرون سيعودون أيضا. وأعرف أننا سنعيد بناءها. ومن الأشياء التي سنشيدها قاعات السينما التي تم هدمها في جميع ربوع البلاد. ليس من المفروض أن تكون هذه القاعات من الطراز الرفيع. مجرد جهاز للعرض وشاشة بيضاء كافيين”.

مشاركة :