سرق الفيلم المرتقب "كيلرز أوف ذي فلاور مون" والمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، أضواء مهرجان كان السينمائي، وذلك مع جمعه للمرة الأولى النجمين "ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو"، حيث يتناول مرحلة قاتمة من تاريخ الولايات المتحدة على أراضي الأميركيين الأصليين. وشهد مهرجان كان عرضاً عالمياً أوّل لفيلم "كيلرز أوف ذي فلاور مون" الذي يتمحور على العنف وتصفية الحسابات والخيانة، وتدور أحداثه في مطلع القرن العشرين في أراضي قبيلة أوساج من الأميركيين الأصليين. وكان النفط الذي اكُتشف بوفرة في أراضي هذه القبيلة وجعل أفرادها أثرياء جداً، بمثابة لعنة لهم، إذ أثار جشع الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء الذين يتزوج الكثير منهم نساء من الأوساج ويسعون بمختلف الوسائل للاستيلاء على النفط. ويبدأ أعضاء القبيلة بالتعرض فجأة لجرائم قتل واختفاء غامضة، عقب وصول بطل العمل إلى بلدة فيرفاكس الصغيرة على متن قطار. ويجسّد دي كابريو دور إرنست بوركهارت، وهو رجل يعشق امرأة من السكان الأصليين تُدعى مولّي (تؤدي دورها ليلي غلادستون) يواجه مؤامرة من تدبير وليام هيل الساعي للاستيلاء على النفط والذي يؤدي شخصيته دي نيرو. ويتولى عنصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي يؤدي دوره الممثل جيسي بليمونز("ذي باور أوف ذي دوغ") إجراء تحقيق عن بوركهارت وهيل سعياً إلى حلّ جرائم القتل. ويؤكد المخرج أنّ الفيلم يبيّن كيف أنّ بعض الأميركيين برروا العنف حتى ضد مَن يحبون بقولهم "هذه هي الحضارة. تدخل مجموعة أرضاً ما لتخرج أخرى". وفي الفيلم، يواجه أفراد قبيلة أوساج الذين يؤدي أدوارهم ممثلون انخرطوا في هذا المجتمع، أمراضاً وحالات اكتئاب وقوانين تنظم التمييز بينهم. وصُوّر الفيلم في المواقع التي حصلت فيها الأحداث المروعة، فيما قضى دي كابريو الذي اختير أساساً لتأدية دور المحقق لكنّه فضّل تجسيد دور سفاح، وقتاً مع هؤلاء الأميركيين الأصليين. ويشير سكورسيزي إلى أنّ "الهدف كان في الانغماس بهذه البيئة" رغم الحر الذي يسيطر على أوكلاهوما والذئاب المنتشرة في مروجها. ويحمل عرض "كيلرز أوف ذي فلاور مون" في مهرجان كان السينمائي، أملاً للسينما، لأنّ مارتن سكورسيزي كان قد اختار الشاشة الصغيرة لعرض فيلمه السابق "ذا أيرشمان" من بطولة روبرت دي نيرو وال باتشينو وجو بيشي. وكان القائمون على المهرجان أبدوا رغبة في إدراج فيلم سكورسيزي ضمن لائحة الأعمال المتنافسة على نيل السعفة الذهبية، إلا أنّ منتجيه فضلوا أن يبقوا خارج المنافسة.
مشاركة :