يبحث مانشستر يونايتد رابع الترتيب عن نقطة تؤمن له بطاقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل حين يلتقي تشيلسي اليوم في مباراة مؤجلة من الأسبوع 32 للدوري الإنجليزي الممتاز. وضمن كل من مانشستر سيتي «البطل» وآرسنال «الوصيف» ونيوكاسل البطاقات الثلاث الأولى المؤهلة لدوري الأبطال، ويأمل يونايتد اللحاق بهم حال انتزاع نقطة واحدة من آخر مباراتين له بالبطولة اليوم أمام تشيلسي والأحد ضد فولهام. ويتقدم نيوكاسل (70 نقطة من 37 مباراة) بفارق نقطة وحيدة عن يونايتد (69 من 36 مباراة)، بينما يراقب ليفربول (66 نقطة من 37 مباراة) الموقف من بعيد عسى أن تتحقق المعجزة. ويأمل يونايتد استغلال سجله المتميز على ملعبه «أولد ترافورد»، حيث لم يخسر في 16 مباراة متتالية في الدوري، وتعادل ثلاث مرات فقط، ولم يتعرض الفريق لأي هزيمة منذ الجولة الافتتاحية أمام برايتون، لانتزاع فوز أمام تشيلسي يضمن له بطاقة في دوري الأبطال، وكذلك القفز للمركز الثالث على حساب نيوكاسل. ويتطلع يونايتد لاستغلال الحالة المهتزة لتشيلسي هذا الموسم والمتراجع للمركز الثاني عشر برصيد 42 نقطة، لكن الأخير سيخوض لقاء اليوم دون ضغوط ومن أجل حفظ ماء الوجه. ورغم إنفاق حوالي 600 مليون جنيه إسترليني (757 مليون دولار) لضم لاعبين منذ أن تولى المالكان تود بوهلي وبغداد إقبالي قيادة النادي اللندني، مر تشيلسي بموسم مروع، استعان خلاله بثلاثة مدربين آخرهم فرنك لامبارد الذي حقق فوزا واحدا خلال آخر 10 مباريات للفريق. وعُين لامبارد (44 عاما)، الفائز بالدوري ثلاث مرات ضمن 11 لقبا مع تشيلسي حين كان لاعب وسط مميزا، كما أنه الهداف التاريخي للنادي، مدربا مؤقتا في أبريل الماضي عقب إقالة غراهام بوتر، لكنه لم يتمكن من إحياء الفريق اللندني، وأكد أنه لن يستمر في منصبه، وسط تقارير تشير إلى اتفاق النادي اللندني مع الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام وباريس سان جيرمان السابق. وبعد أن غاب عن مواجهة بورنموث السبت التي فاز بها فريقه بهدف، يتوقع أن يعود ماركوس راشفورد لتشكيلة يونايتد أمام تشيلسي اليوم. وعاني راشفورد هداف الفريق من نزلة برد قوية منعته من اللعب في آخر مباراتين ضد وولفرهامبتون وبورنموث، لكن مدربه الهولندي إيريك تن هاغ، أشار إلى أنه تدرب بشكل جيد، ومن المحتمل عودته للتشكيل أمام تشيلسي. وأشاد تن هاغ، بالدور الذي يقوم به لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو، وأنه فاق التوقعات منذ انضمامه للفريق بداية هذا الموسم. وسجل كاسيميرو هدف الفوز في شباك بورنموث بلعبة أكروباتية رائعة ليمنح الفريق دفعة قوية لبلوغ دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ويريد تن هاغ تأمين موقع الفريق بالمربع الذهبي، لضمان دخول آخر مباراة في الموسم بعد تحقيق هدف الصعود لدوري الأبطال، وقبل الالتفات بشكل كامل لمواجهة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام سيتي الشهر المقبل. وقال تن هاغ: «كاسيميرو لاعب كرة قدم رائع، نحن نعرفه بشكل جيد في التنظيم والتمركز والتوقع وقطع الكرات والفوز بالمواجهات الثنائية، إنه مقاتل، لقد فاق التوقعات بكل تأكيد، حتى الآن، قدم لنا حلولا رائعة، كنا نفتقد للاعب بمثل هذه النوعية، لا يوجد الكثير بتلك المواصفات التي تناسب مانشستر يونايتد، نحن سعداء لأننا وجدناه بمساهماته الرائعة معنا». كما أشاد المدرب الهولندي بالقدرات الدفاعية «الجماعية» لفريقه، والتي ساهمت في فوز حارسه الإسباني ديفيد دي خيا، بجائزة القفاز الذهبي بوصفه الحارس الأكثر حفاظا على نظافة شباكه في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. وحافظ دي خيا على نظافة شباكه في 16 مباراة بالبطولة، ليتفوق على البرازيلي أليسون بيكر حارس ليفربول. وارتكب دي خيا عدة هفوات هذا الموسم، كان من بينها الهدف الذي سكن شباكه خلال خسارة الفريق صفر - 1 أمام مضيفه وستهام على ملعب لندن الأولمبي، وكذلك أمام إشبيلية الإسباني ليتسبب في الخروج من بطولة الدوري الأوروبي. ورغم ذلك، أثبت الحارس الإسباني كفاءته خلال مواجهة بورنموث، بعدما قام بثلاثة إنقاذات رائعة ليحافظ على فوز يونايتد باللقاء. ويرى تن هاغ أن دي خيا كان عاملا رئيسيا في السجل الدفاعي الجيد لفريقه، ليصبح ثالث أفضل خط دفاع بين أندية الدوري الإنجليزي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن ذلك كان مجهودا جماعيا لخط الدفاع، وأوضح: «الشباك النظيفة مهمة للغاية دائما للنجاح في الموسم، أعتقد أنه يخبرنا بشيء عن هيكلنا الدفاعي، بالطبع لدينا بعض اللاعبين الذين يمتلكون قدرات فردية رائعة في الضغط وفي الدفاع. في النهاية أيضا لدينا حارس جيد جدا سينقذك بتصدياته لتسديدات المنافسين». على جانب وبعيدا عن المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية، اشتد الصراع بين إيفرتون وليستر وليدز على تفادي الهبوط. ويأمل إيفرتون الذي ينافس في دوري الأضواء الإنجليزي بلا انقطاع منذ 69 عاما في تكرار إنجازه مرتين في فترة التسعينات من القرن الماضي حين أفلت من الهبوط في الرمق الأخير، وذلك قبل مباراته في الجولة الأخيرة من الموسم على ملعبه أمام بورنموث الأحد. وسيضمن الفوز في ملعب جوديسون بارك وجود إيفرتون للمرة 121 بين الكبار في دوري الأضواء، وهو رقم لا مثيل له في أي مكان في العالم، بينما قد لا يتأثر إيفرتون حال التعادل أو حتى الهزيمة إذا فشل ليستر وليدز في الفوز على وستهام وتوتنهام على الترتيب في التوقيت نفسه. ويملك إيفرتون حاليا 33 نقطة مقابل 31 لمنافسيه على الهبوط. وكانت أقل حصيلة سابقة لتجنب الهبوط 34 نقطة والتي حققها وست بروميتش ألبيون في 2005 لكن مشجعي إيفرتون لن يهتموا بذلك في حال النجاة بعد أن أفلت الفريق في الجولة قبل الأخيرة من الموسم العام الماضي. وبدت الأمور قاتمة مرة أخرى هذا الموسم لكن بعد أن تولى شون دايك المسؤولية خلفا لفرنك لامبارد تبدلت الأجواء في ملعب جوديسون بارك. وعزز هدف التعادل 1 - 1 في الدقيقة 99 السبت الماضي أمام مضيفه ولفرهامبتون ثقة الفريق في نفسه ليتزحزح قليلا عن منطقة الهبوط. لكن الشيء السلبي الوحيد كان إصابة المهاجم دومينيك كالفرت لوين مرة أخرى بعد أن غاب عن معظم فترات الموسم. وتزامنت عودته القصيرة مع تحسن مستوى إيفرتون ويأمل المشجعون تعافيه سريعا قبل مباراة الأحد المقبل. ومن المتوقع أن تكون الأجواء في جوديسون بارك محمومة، وسيستعيد عشاق النادي ذكرى هروبين رائعين من الهبوط في النسخ الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز. وجاء الهروب الأول في 1994 عندما احتاج إيفرتون للفوز بمباراته الأخيرة على ملعبه أمام ويمبلدون للحصول على فرصة للبقاء. وبدا أن مهمته باءت بالفشل بعد التأخر 2 - صفر لكنه انتفض ليفوز 3-2 وبقي بين الكبار مستفيدا من نتائج الفرق الأخرى. وفي 1998 وبعد عام فاز فيه بكأس الاتحاد الإنجليزي وأنهى الموسم في المركز السادس، كان إيفرتون على موعد مع نهاية مثيرة أخرى، حيث تقدم 1 - صفر في مباراته الأخيرة على ملعبه أمام كوفنتري سيتي وأهدر ركلة جزاء واستقبل هدف التعادل في اللحظة الأخيرة. لكن منافسيه على تفادي الهبوط تعثروا ليبقى إيفرتون في الدوري الممتاز بفارق الأهداف. ومع ذلك كانت معارك تفادي الهبوط هي الاستثناء في تاريخ النادي وليست القاعدة. وبصفته عضوا مؤسسا للدوري الإنجليزي في 1888، أمضى إيفرتون أربعة مواسم فقط خارج دوري الأضواء في 1930 - 1931 وثلاثة مواسم أخرى في أوائل الخمسينات من القرن الماضي. وتحتل مسيرته المتواصلة التي استمرت 69 عاما في دوري الأضواء منذ 1954 المرتبة الثانية بعد آرسنال (1919) لكنه حقق آخر لقب من ألقابه التسعة في الدوري في 1987. وكان آخر لقب له على الإطلاق كأس الاتحاد الإنجليزي للمرة الخامسة قبل 28 عاما. وكانت فترة منتصف الثمانينات الأكثر نجاحا في تاريخ النادي حيث فاز بكأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس إضافة للقبين في الدوري ولقب كأس الاتحاد الإنجليزي. وفي السنوات الأخيرة تفوقت أندية مثل بورنموث وبرنتفورد وبرايتون على إيفرتون رغم إنفاق الأخير لأموال طائلة. ومنذ استحواذ فرهاد مشيري على النادي قبل ست سنوات، أنفق إيفرتون أكثر من 700 مليون جنيه إسترليني (883.47 مليون دولار) على لاعبين لم يقدموا العروض المنتظرة. وينفق النادي مبالغ طائلة لإنشاء ملعب جديد، بينما تنصح الشرطة رئيس النادي بيل كينرايت وعضو مجلس الإدارة ومعشوق الجماهير السابق غرايم شارب بعدم حضور مباريات الفريق على ملعبه للحفاظ على السلامة على خلفية تقارير عن مستثمرين جدد يستعدون للتدخل. لكن الجماهير ستنحي غضبها جانبا لبضع ساعات يوم الأحد حيث يسعى أبناء النادي المخلصين إلى رفع معنويات الفريق قبل الجولة الحاسمة. وقال دايك: «عندما توليت المسؤولية طلبت مساندة الجماهير في الملعب. هناك التزام واضح من الجميع والجماهير تقوم بدورها. هذا ما نحتاجه بشدة طوال الوقت خاصة الأسبوع المقبل».
مشاركة :