الأسهم العالمية تنتعش بفضل استقرار أسعار النفط

  • 2/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت أسواق الأسهم العالمية أسبوعاً إيجابياً عند إغلاق تداولاتها بعد أسابيع من المعاناة التي صاحبت أداءها، بالنظر إلى الانخفاض الذي شهدته أسعار خامات النفط الأمريكية بسبب حالة عدم اليقين التي تشوب السياسة النقدية في الولايات المتحدة والقلق المستمر المرتبط بتوقعات معدلات النمو العالمية. كما عكس التوجه الهبوطي أمس الأول إحساساً بالإنهاك الشديد الذي عانته الأسواق خلال الفترة الماضية، وهو ما قادها إلى أغلاق الأسبوع في مستويات إيجابية على الرغم من تقلبات اليوم الأخير في التداولات. فعلى سبيل المثال حقق مؤشر اس آند بي 500 أفضل أداء أسبوعي له منذ بداية العام الجاري على الرغم من العطلة التي توسطت أيام التداولات. كما سجل مؤشر نيكاي أفضل أداء أسبوعي له منذ العام 2008. وجاء التحسن الذي صاحب أداء أسواق الأسهم العالمية نتيجة لتخلص المستثمرين من مخاوفهم المرتبطة بضخ أموالهم إلى قطاعات معينة في السوق، بفضل الاتفاق الذي أبرمته المملكة العربية السعودية مع روسيا لتجميد إنتاج النفط على مستويات شهر يناير الماضي، إضافة إلى موافقة دول كانت تمثل العقبة الكبرى في سبيل تحقيق أهداف الاتفاقية مثل إيران والعراق، واللتين أبدتا مرونة أكبر في الانضمام إلى ركب الدول التي اتفقت على تجميد الإنتاج، وهو ما أدى إلى انتعاش فوري لأسعار النفط العالمية. واعتبر العديد من المحللين والاقتصاديين الاتفاق السعودي - الروسي بأنها خطوة إيجابية على الرغم من بعض الآراء الأخرى التي أشارت إلى أن الاتفاق لن يغير شيئا على أرض الواقع، ولكن الانتعاش الفوري الذي شهدته الأسعار فند التوقعات السلبية له، إضافة إلى أن الاتفاق أكد استعداد منتجي النفط العالميين على التعاون لإضفاء قوة على الأسعار العالمية من خلال تجميد الإنتاج أو خفضه. وأبدت كل من إيران والعراق تأييدهما للاتفاق الروسي - السعودي، إلا أن التزامهما الكامل بما جاء في الاتفاق لا يزال محل شك كبير بسبب الرغبة الإيرانية في تحرير اقتصادها من القيود التي تحيط بها عبر زيادة إنتاجها من النفط. وكان من الممكن أن تشهد الأسعار ارتفاعا كبيرا لولا البيانات التي أظهرت وجود مخزونات كبيرة من النفط الصخري الأمريكي، وهو ما أدى إلى وصول أسعار النفط إلى سقف إيجابي محدد. وحقق خام النفط القياسي العالمي ارتفاعاً كبيراً بأن بلغ سعره في تداولات الخميس 35.73 دولار بنسبة ارتفاع بلغت 32% من سعر 27 دولاراً الذي كان الأدنى منذ 12 عاماً. وشهد خام غرب تكساس الوسيط انخفاضاً طفيفاً وتراجع بنسبة 4.1 في تداولات أمس الجمعة ليبلغ سعر البرميل 29.50 دولار عند أغلاق التداولات. وجاء التباين الملحوظ في مؤشر أداء أسعار النفط العالمية واختلافه من منطقة إلى أخرى وعدم استقراره إلى المخاوف المرتبطة بالاقتصاد الصيني والتوقعات الخاصة بمزيد من الانخفاض للرينيمبي الصيني. حيث أشار رئيس البنك المركزي الصيني إلى أنه لا يضمن التوجهات القادمة للعملة، وأنها مرتبطة بعوامل كثيرة يمكن أن تعمل على هبوط العملة أو صعودها مجدداً. كما أشار ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي إلى أنه ربما يتم تبني إجراءات جديدة الشهر القادم، وذلك بعد أن وافق البنك في اجتماعه الأخير على إمكانية اتخاذ خطوات أخرى لدعم معدلات النمو في منطقة اليورو. انخفاض سنداتالخزانة الأمريكية ب 1.75% أظهر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حساباته المجمعة لشهر يناير بغرض إبعاد المخاوف عن المخاطر المتوقع أن يواجهها الاقتصاد الأمريكي بشكل عام بسبب التقلبات التي شابت أداء الأسواق المالية العالمية خلال الفترة الماضية. كما شهدت سندات الخزانة الأمريكية ذات ال 10 سنوات انخفاضاً ب 1.75% (1 نقطة أساس) يوم الجمعة. وشهد الذهب تراجعا طفيفاً بعد الصعود الكبير الذي سجله الأسبوع الماضي بأكبر ارتفاع يومي منذ فترة طويلة، ليصل سعره إلى 1231 دولاراً للأوقية مقارنة ب1260 دولاراً الأسبوع الماضي عند إغلاق التداولات يوم الجمعة. وسجلت أسواق الأسهم البريطانية في قطاعات الطاقة على وجه الخصوص انخفاضاً دفع مؤشر FTSE 100 إلى التراجع بنسبة 0.4% يوم الخميس، ورغماً عن ذلك فقد حقق المؤشر أقوى أداء أسبوعي له منذ أكتوبر من العام المنصرم. ولم يمنع الانخفاض الذي سجله مؤشر نيكاي يوم الجمعة من إغلاق تداولاته في مستوى إيجابي للأسبوع الجاري، في أقوى أداء أسبوعي منذ فترة طويلة.

مشاركة :