روسيا تتفاوض مع مصر لإقامة منطقة حرة

  • 5/25/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

 القاهرة - أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس خلال مشاركته في قمة زعماء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أن موسكو تجري محادثات مع القاهرة بشأن مشروع لإقامة منطقة حرة في مصر، في وقت تتسارع فيه الجهود لتعزيز النفوذ الروسي بأفريقيا عبر بوابة الاستثمارات الاقتصادية والشراكات في مختلف القطاعات، بينما تسعى الحكومة المصرية إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية لانتشال البلاد من أزمتها الخانقة. وأكد وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم ريشيتنيكوف خلال مقابة مع قناة "روسيا24" أن "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يتفاوض على إنشاء مناطق تجارة حرة مع الإمارات العربية المتحدة ومصر وإندونيسيا"، مضيفا أن الهدف يتمثل في تشكيل كتبل تجارية كبرى. وأوضح أن اللجنة الاقتصادية الأوراسية قطعت أشواطا هامة في مفاوضاتها مع طهران حول نقل منطقة التجارة الحرة المؤقتة الحالية إلى أساس دائم بهدف "توسيع وإنشاء اتفاقية تجارة حرة كاملة في مفهوم منظمة التجارة العالمية". وأكد بوتين الأهمية الكبيرة للتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، على أساس الفائدة والاحترام المتبادل، مضيفا أن المشاركين في القمة سيبحثون التكامل بين الدول الأعضاء، بما في ذلك قضايا الطاقة والأمن الغذائي والاستقلال التكنولوجي والمالي. بدوره كشف أستاذ الاقتصاد الدولي كريم العمدة في تصريح لموقع "روسيا اليوم" أن "واردات مصر من روسيا شهدت ارتفاعا خلال الآونة لتتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار"، مشيرا إلى أن "روسيا تأتي في المرتبة السادسة كأكبر دولة مصدّرة إلى القاهرة بعد الصين والسعودية وألمانيا وتركيا". كما أجرى النائب العام الروسي إيغور كراسنوف ووزير العدل المصري عمر مروان مباحثات عرضت خلالها موسكو المساعدة على مصر في مجال التحول الرقمي وتبادل الخبرات. وقال المسؤول الروسي إن "العلاقات الروسية المصرية تتطور بشكل ديناميكي في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون في مجال القانون"، لافتا إلى أن "وزارة العدل المصرية تولي اهتماما كبيرا للتحول الرقمي للعدالة. نحن نقوم بعمل مماثل في أنشطة الادعاء. أنا متأكد من أن تبادل الخبرات في هذا المجال يمكن أن يصبح دافعا آخر لتعاوننا متبادل المنفعة"، وفق "روسيا اليوم". وتأتي هذه التطورات بعد أن تكثفت خلال الآونة الأخيرة اللقاءات بين الوفود الروسية والمصرية، إذ استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال مارس/آذار الماضي وفدا روسيا رفيع المستوى ضمّ ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتم خلال اللقاء التركيز على سبل دفع "الاستثمارات الروسية والمشروعات المشتركة في مصر وما يتعلق بإنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية ومشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية"، وفق ما كشفته الرئاسة المصرية حينها. وتسعى مصر من خلال تعزيز تعاونها مع موسكو إلى استقطاب المشاريع الروسية في إطار جهودها المتسارعة لإيجاد حلول لأزمتها الاقتصادية الخانقة وشح السيولة بعد تداعيات سنوات ماضية من الأزمات السياسية والهزات الأمنية وآثار الحرب الروسية الأوكرانية على ميزانها التجاري. وترتبط القاهرة بعلاقات وثيقة مع الدول الأوروبية، لكن علاقاتها مع موسكو عرفت خلال السنوات الأخيرة تطورا لافتا مدعومة بتعاون اقتصادي وعسكري. بدورها تعمل موسكو على بناء شراكات اقتصادية جديدة لتخفيف تبعات العقوبات التي فرضها عليها الغرب بسبب غزوها لأوكرانيا، ما دفعها نحو أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، فيما تؤكد أن التأثير العالمي للعقوبات قد يكون أكبر بكثير.

مشاركة :