أدى انتشار سرطان البنكرياس مع عدم وجود علاج له، إلى تحركات قوية من العلماء بصدد التوصل إلى علاج لتلك الحالة، وما يقترحه العلماء حالياً كعقار لعلاج المرض، هونيمبولايد المستخلص من نبات شجر النيم وتحديداً من أوراق تلك الشجرة، ويؤكد الباحثون استطاعتها وقف نمو سرطان البنكرياس ومنع انتشاره من دون المساس بالخلايا السليمة، ويعتبر سرطان البنكرياس رابع أسباب الوفاة المتعلقة بأمراض السرطان بالولايات المتحدة ومن المتوقع أن يصبح ثاني الأسباب بحلول عام 2020، وما يجعله أخطر الأنواع صعوبة تشخيصه في مرحلة مبكرة قبل انتشاره وغزوه للأنسجة والأعضاء المحيطة وهو ما يحدث في وقت قصير. نيمبولايد مستخلص طبيعي من أوراق وزهور شجر النيم الذي يستخدم بكثرة في الطب الشعبي لعلاج الكثير من الأمراض، وتمت تجربته من قبل دراسات سابقة على خلايا المختبر وعلى حيوانات المختبر، وتبين أن لذلك المستخلص خصائص مضادة للسرطان، ويتداخل مع مسارات إشارات الخلايا السرطانية المرتبطة بالالتهابات، واستمرارية النمو وانتشار وتطور الورم، والأوعية الدموية، وانتشار الأورام الثانوية؛ ووجد البحث أن مادة نيمبولايد فعالة في تثبيط نمو السرطان والأورام الثانوية في حالة الإصابة بسرطان البنكرياس، وتعزز إنتاج مجموعات من الجزيئات المعروفة بـأنواع الأكسجين التفاعلية والمعروف عنها تنظيم موت الخلايا الذاتي (المبرمج)، أو التآكل الذاتي (الالتهام)، وظهر من خلال التجارب على خلايا سرطان البنكرياس أن أنواع الأكسجين التفاعلي المولدة بواسطة مادة نيمبولايد تعيق تكاثر أعداد الخلايا وتقلل مقدرتها على الهجرة وغزوها لمكان آخر لتكوين مستعمرات به. وجدت الدراسة كذلك أن نيمبولايد يقلل أحجام وأعداد مستعمرات الخلايا السرطانية بنسبة 80%، كما يعيق تحركها وانتشارها بنسبة 70%، واتضح من خلال التجارب على الفئران أن تلك المادة فعالة في تثبيط نمو السرطان والخلايا الثانوية من دون أن تتأثر الخلايا السليمة ومن المعروف أن الشعب الهندي يتناول نبات النيم كغذاء ولا يؤثر فيه سلباً، ويقول قائد فريق البحث: على ما يبدو أن مادة نيمبولايد تهاجم سرطان البنكرياس من جميع الزوايا. يرى الباحثون ضرورة الاستمرار في البحث عن خصائص ذلك المستخلص لاستحداث طرق يتم بها لزيادة فعاليته في القضاء على المرض.
مشاركة :