الدفنة: متى؟ وأين؟! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 12/28/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

سيناريو يتكرر كل يوم هنا أو هناك.. تأتيك رسالة على الجوال أو مكالمة عبر الهاتف أو خبر في الواتساب.. فلان مات.. رحمه الله وعوض أهله خيرًا. ثم يهل السؤال الأزلي: (متى الدفنة؟ وأين؟) هكذا هو السؤال عن الإجراء الأخير للمرحوم أو المرحومة! ليس أبعد من ذلك من سؤال! طبعا ينتشر الخبر ويتوافد المحبون والأقربون إلى المثوى الأخير لاستكمال إجراءات (الدفنة) حسب مصطلح أهل الحجاز. وفي المقبرة ترى تلك الحجارة.. في مجموعات.. ثلاثة أو أربعة «مكومة» فوق تراب.. تحته كانت نهاية إجراءات (دفنة) فلان أو علان! تحت هذه المساحة المحدودة من الأرض رقد ألوف البشر رقدتهم الأخيرة، وُضعوا في الحفرة الضيقة.. لا حول لهم ولا قوة، ولا سلطة ولا منعة. ويمر بك شريط الأحياء، فنتصوّر أنهم سيكونون يومًا من ضيوف إجراءات (الدفنة). طبعًا ستنسى نفسك أيها المتأمل، وربما تذكرت مآلك إن كنت من الذاكرين. تصور أن فلانا.. ذلك الذي يمشي كالطاووس اختيالا وينظر إلى الناس بطرف عينيه استعلاء.. سيكون الضيف القادم وسيُوارى الثرى، وربما مر الناس فوق قبره الضيق جيئة وذهابًا. نعم فلان الذي إن دُعس له طرف ثوب.. صفع الداعس وشتم أباه، فكيف بالذي كان له ناقدًا منتقدًا أو لمحاولة كف أذاه عن الناس مجاهدًا مجتهدًا. وتصور أن فلانا الذي ركض في كل اتجاه يصيب من السحت الحرام أينما ولّى وجهه.. بالرشوة حينًا وبالاختلاس حينا، وباستغلال نفوذه حينًا.. نعم فلان نفسه وقد حل ضيفا على (الدفنة).. ذهب كل المال الذي جمعه من غيره حله، ومساحات الأراضي التي كانت قبل ساعات باسمه وتحت ملكه.. كلها ذهبت إلى غيره.. دفنوه وأخذوها وربما احتقروه واقتسموها، وربما تنازعوا عليها وهجروا الرحم التي كان عليهم أن يصونوها! وذاك المتجبر المتسلط الذي يتجنبه الناس اتقاء شره! والذي ظلم غيره أو نهب ماله أو اغتصب أرضه! والآخر الذي زور الحقائق وامتهن الأكاذيب ومارس الافتراء طمعًا في دنيا يصيبها أو دنيا غيره يقيمها! كل أولئك ضيوف (الدفنة).. الدفنة مراسم الوداع الأخير.. بانتظار الحساب العسير أو اليسير!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :