بيروت الخليج، وكالات: أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تأييدها التام لقرار المملكة العربية السعودية، بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية ووقف مساعداتها بتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، فيما توالت ردود الفعل اللبنانية، أمس، المطالبة بالتحرك لرأب الصدع في العلاقات مع السعودية، في وقت توجه وفد برلماني إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين حول تداعيات الإجراءات المالية الأمريكية الأخيرة على لبنان. وقال الأمين العام للمجلس الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في بيان أمس إن دول المجلس تساند قرار المملكة العربية السعودية الذي جاء رداً على المواقف الرسمية للبنان التي تخرج عن الإجماع العربي، ولا تنسجم مع عمق العلاقات الخليجية اللبنانية، وما تحظى به الجمهورية اللبنانية من رعاية ودعم كبير من قبل السعودية ودول المجلس. وأكد الأمين العام للمجلس، أن دول المجلس تعرب عن أسفها الشديد لأن القرار اللبناني أصبح رهينة لمصالح قوى إقليمية خارجية، ويتعارض مع الأمن القومي العربي ومصالح الأمة العربية، ولا يمثل شعب لبنان العزيز، الذي يحظى بمحبة وتقدير دول المجلس وشعوبها، وهي تأمل أن تعيد الحكومة اللبنانية النظر في مواقفها وسياساتها التي تتناقض مع مبادئ التضامن العربي ومسيرة العمل العربي المشترك، وتؤكد استمرار وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني الشقيق وحقه في العيش في دولة مستقرة آمنة ذات سيادة كاملة، وتتطلع إلى أن يستعيد لبنان عافيته ورخاءه الاقتصادي ودوره العربي الأصيل. من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بعد لقائه المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، أنه يتفهم الموقف السعودي بعد إيقاف المساعدات للجيش والقوى الأمنية، واعتبر أن على الحكومة أن تتحرك باتجاه السعودية حتى نعمل على حل الموضوع، مشيراً إلى مسؤولية حزب الله والتيار الوطني الحر، عن الأزمة في العلاقات مع السعودية، ولفت إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي دان الاعتداء على السفارة السعودية، بينما لم يصدر بالمقابل أي موقف من لبنان. ولفت رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى أن لبنان خسر اليوم 3 مليارات ونصف دعماً للجيش والقوى الأمنية، وتقريباً كل مواطن لبناني خسر 1000 دولار، وتاريخ العلاقات اللبنانية السعودية لم تشوبه شائبة حتى في عز الحرب الأهلية، والسعودية كان لها الفضل في اتفاق الطائف وإعمار لبنان والمساعدات التي قدمتها في حرب يوليو/تموز، مشيراً إلى أن هناك فريقاً لبنانياً يهاجم السعودية بكل المناسبات وبظروف لا علاقة لها لا بلبنان ولا باللبنانيين. وعلق الرئيس الأسبق أمين الجميل على القرار السعودي، فقال: إن هذا القرار يزيد القضية اللبنانية تعقيداً، فالواقع الذي نعيشه اليوم هو واقع سريالي وعبثي، لم يشهده لبنان على مدى تاريخه. إن المواقف المتخذة في لبنان هي من نوع الانتحار والتدمير الذاتي، وكأننا نصر على الإضرار بمصالح لبنان وتقديم كل المصالح الخارجية على حساب المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب اللبناني. وقال الرئيس اللبناني المنتهية ولايته ميشال سليمان: بدلاً من طمر النفايات أو ترحيلها، نجحنا في طمر مساعدات القوى الأمنية وترحيل الهبة. وأضاف سليمان في تغريدة له على موقع تويتر: أعداء سيادة لبنان يأكلون الحصرم، وأبناء المؤسسة العسكرية يضرسون. وطالب وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، رئيس الوزراء تمام سلام، بعقد جلسة خاصة؛ لمناقشة سياسة لبنان الخارجية العربية والإسلامية. وأضاف المشنوق: خروجنا عن عروبتنا قد ينزع الغطاء الأخير الذي نتفيأ ظله؛ مما يشرع أبوابنا على عواصف تحيط بنا من كل جانب. وطالب النائب اللبناني مروان حمادة، باستقالة الحكومة فوراً؛ لكف يد وزير الخارجية عما يتعلق بعلاقات لبنان العربية وبمصالح لبنان الحيوية. على صعيد آخر، توجه وفد برلماني لبناني إلى واشنطن لإجراء محادثات في الكونغرس ومع عدد من المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزينة حول تداعيات القرارات والإجراءات المالية الأمريكية الأخيرة على لبنان ورجال الأعمال اللبنانيين. وكان الكونغرس الأمريكي أقر قانوناً يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله اللبناني، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية. في غضون ذلك، أعلن الجيش أمس عن توقيف 13 شخصاً بحوزتهم أسلحة على خلفية اشتباك مسلح وقع في منطقة السعديات الساحلية جنوبي العاصمة بيروت الجمعة. وذكر بيان للجيش أنه سيواصل تعقبه لباقي المتورطين لتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص. وكان قد وقع في منطقة السعديات اشتباك بين أشخاص ينتمون إلى جهات حزبية تطور إلى تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة.
مشاركة :