« للانتصار ألف اب . أما الهزيمة فهي طفل يتيم».. مثل شائع قد يستعيده بعض من شاهد الفيلم السينمائي “ Air” الذي أخرجه وشارك في أداء أدواره الممثل الشهير واللامع «بين آفليك» وبطولة كل من «مات ديمون» الذي مثّل دور «سوني فوكارو» رجل المبيعات الذي ساهم في دور مهم ومحوري في توقيع شركة «نايك» لعقد حصري مع نجم كرة السلة الواعد في ذلك الوقت مايكل جوردان.. أحد النقّاد في موقع الأفلام السينمائي الشهير IMBD عنون مراجعته: « مثل طيران جورادن، حلّق فيلم «طيران» بعيدًا.. بقية النقاد أشادوا بالصناعة المحترفة للفيلم، وبالنص الذي كتبه ببراعة الكاتب «آليكس كونڤري» الذي جعل الفيلم نابضًا بالحياة، واستطاع ببراعته أن ينجو من فخ «توثيق» الفيلم، كما يحدث مع الكثير من الأفلام المبنية على قصص حقيقية. عبقرية الفيلم تشد المشاهد حتى نهايته، من خلال توظيف مغاير لقصة نجاح شائعة لشركة عملاقة عابرة للقارات، واستثمار لصراعات متعددة الاتجاهات «سوني ضد رؤسائه في شركة نايك، المنافسة الشرسة الشركات الرياضية العملاقة في ذلك الوقت، استغلال الشركات لأسماء رياضية لامعة ومكافأتهم بالفتات، وأخيرًا وليس آخرًا البعد الرمزي للمرأة الأمريكية السوداء التي مثلته والدة النجم الأسطوري «مايكل جوردان والتي أدت دورها «ڤيولا دايڤيس». إرث جوردان ما يخفيه الفيلم أكثر فداحة مما يبديه، فما تستبطنه لقطات الكاميرا يعبّر عن المزاج الأمريكي دائم البحث عن بطل أسطوري يكون امتدادًا للإرث الهائل الذي تركه «جوردان الطائر»، دون أن يتورط في تجسيد باهت لشخصه، إذ ركّز الفيلم على الشخصيات التي أحاطت به، وساهمت في صنع نجوميته، محاذرًا الوقوع في فخ المثالية، وعدم الانجرار لفكرة مركزية شخص ما حتى لو كان جوردان نفسه. وامتدادًا للنقطة الأخيرة التي ذكرتها، يمكننا استحضار الفيلم «البائس» الملك ريتشارد، الذي يحكي قصة والد نجمتي التنس العالميتين «فينوس وسيرينا ويليامز» والذي أدى دوره الممثل «ويل سميث» «كان قد فاز بجائزة الأوسكار عن دوره في هذا الفيلم، ولا أدري لماذا ترشح لها من الأساس، ولعلها عقدة الرجل الأسود التي بدأ يشعر بها الإنسان الأبيض. ففي فيلم «الملك ريتشارد» الذي أشرفت عليه سيرينا ويليامز بشكل مباشر نراه مناقضًا لفيلم «Air- طيران» حيث الفردانية ضد الجماعية، والذاتية عكس الجماعية، والمشاهد الباهتة مقابل الصنعة السينمائية المذهلة التي حفل بها فيلم طيران..