أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حرص الإمارات على تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية من أجل مستقبل مشرق للجميع. وقال سموه بمناسبة يوم أفريقيا: نشارك أشقاءنا في القارة الأفريقية الاحتفال بوحدتهم وتاريخهم العريق وثقافتهم الثرية، وتمنى سموه لجميع المحتفلين بهذه المناسبة في أفريقيا وكافة أنحاء العالم أطيب الأمنيات. جاء ذلك في تدوينة نشرها سموه على حسابه الرسمي في «تويتر» أمس: «بمناسبة #يوم_أفريقيا، نشارك أشقاءنا في القارة الأفريقية الاحتفال بوحدتهم وتاريخهم العريق وثقافتهم الثرية، ونؤكد حرصنا على تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية من أجل مستقبل مشرق للجميع.. أطيب التمنيات لجميع المحتفلين بهذه المناسبة في أفريقيا وكافة أنحاء العالم». وأعلنت دولة الإمارات ممثلة بوزارة الثقافة والشباب وبالتعاون مع وزارة الخارجية عن تقديم دعم مادي لمشاريع تستهدف حفظ التراث العالمي والوثائق وتنمية وتأهيل القدرات والكوادر في أفريقيا، بالشراكة مع التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع «ألف»، والصندوق الأفريقي للتراث العالمي. جاء ذلك خلال فعالية أقامتها المجموعة الأفريقية لدى اليونسكو في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، وبالتزامن مع الاحتفال بيوم أفريقيا الذي يوافق 25 مايو من كل عام وأسبوع أفريقيا، بحضور معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، وفيرمين إدوارد ماتوكو مساعد المدير العام لليونسكو لأولوية إفريقيا والعلاقات الخارجية، وسوايبو فاريسو المدير التنفيذي للصندوق الأفريقي للتراث العالمي، وفاليري فيرلاند المدير التنفيذي للتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع «ألف»، إلى جانب عدد من السفراء والمندوبين الدائمين ومندوبي الدول الإفريقية لدى اليونسكو، وممثلين عن المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص. وسيسهم الدعم المقدم من الإمارات في تنفيذ مشاريع وبرامج لبناء القدرات وتعزيز المهارات للمناطق المستهدفة يقوم عليها كل من الصندوق الأفريقي للتراث العالمي الذي حصلت الإمارات على العضوية البلاتينية فيه، وهو منظمة حكومية دولية تم تأسيسها عام 2006 من قبل الاتحاد الأفريقي واليونسكو لدعم حفظ وحماية التراث الثقافي والطبيعي في أفريقيا، ويكمن الهدف الأساسي للصندوق في مواجهة التحديات التي تواجهها الدول الأفريقية الأعضاء فيه في تنفيذ اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي لعام 1972 وخاصة ما يتعلق بتمثيل المواقع الأفريقية على قائمة التراث العالمي وحماية هذه المواقع وإدارتها والحفاظ عليها، فيما سيعمل التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع «ألف»، الذي تُعدُّ الدولة عضواً مؤسساً له بالتعاون مع جمهورية فرنسا في العام 2017، على تنفيذ ثلاثة مشاريع في كل من السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا. وأكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، التزام الإمارات بصون التراث الإنساني وحمايته بمختلف أشكاله، وتعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية الفاعلة في هذا المجال، إيمانًا بأهمية الحفاظ على هذا التراث للأجيال المقبلة، والدور الذي يلعبه في تحقيق مزيد من التقارب بين الشعوب في إطار حوار الثقافات، وإرساء قيم التسامح والتعايش والسلام. وتابع معاليه: «للعمل على صون التراث العالمي في أفريقيا أهمية خاصة، لما تتمتع به هذه القارة من زخم ثقافي وإرث حضاري، يشكل جزءاً هاماً من تاريخ البشرية وثقافتها، ولذلك فإن الحفاظ على هذه المقدرات يدعم بصورة أساسية الحفاظ على هويتها وجذورها الثقافية. يمكن لجهود الحفاظ على التراث أن تحدث أثراً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً وتؤدي إلى التنمية المستدامة من خلال تعزيز المجتمع المحلي وتمكين أفراده وتنشيط السياحة. وأضاف معاليه: «نحرص من خلال هذه الجهود إلى تنفيذ ما هو أبعد من عمليات ومشاريع الحفاظ والترميم في قارة أفريقيا، حيث نسعى لأن تكون هذه المشاريع مستدامة وتسهم في تنمية القدرات وخلق فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي، وإشراك أصحاب المواهب والمهارات الإبداعية في تلك المشاريع». كما أشار معاليه إلى أن من أهم الأسباب التي دعت دولة الإمارات إلى العمل على هذا المشروع في هذا الوقت هو التأثير الكبير للتغير المناخي على التراث المادي وغير المادي في أفريقيا، وذلك ضمن توجهات الدولة واستراتيجياتها في إطار إعلان 2023 عاماً للاستدامة، واستضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب28» نوفمبر المقبل، ودوره كمنصة عالمية لحوار يُعنى بالثقافة والمناخ وأثر ذلك على التكوين البيئي المجتمعي الثقافي عموماً. تحالف وقال معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة في تصريح له: «نحرص على التعاون مع المؤسسات والهيئات الدولية مثل التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألِف)، والصندوق الأفريقي للتراث العالمي، ويسعدنا الإعلان عن إطلاق صندوق مخصص لحماية المواقع الأفريقية التراثية في قارة أفريقيا وتسجيلها في قوائم اليونسكو، تجسيداً لرؤيتنا واهتمامنا الكبير بالمساهمة في تمكين المجتمعات المحلية، وتحفيز الابتكار، وخلق فرص مستدامة من شأنها أن تسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وبهذا لا نعزز نسيج الهوية الثقافية فحسب، بل ندعم التنمية الاجتماعية والثقافية أيضاً، من خلال تعزيز بيئة منسجمة للتعايش السلمي». وأضاف معاليه: «إن إطلاق هذا الصندوق في أفريقيا، له أهمية ثقافية كبيرة، إذ إننا لا نحتفي من خلاله اليوم بالثقافة الأفريقية الحية وروحها النابضة فحسب، بل هو يوم نحتفل فيه أيضاً بالذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، المعروفة اليوم باسم الاتحاد الأفريقي، لما لهذا التعاون التاريخي من دور في تعزيز وتضافر الجهود للحفاظ على تراث أفريقيا الثري واستدامته». تراث إلى ذلك، ألقى معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، الكلمة الترحيبية لحفل استقبال خاص أقيم بمناسبة «يوم أفريقيا»، والذي عقد في مقر وزارة الخارجية في أبوظبي، احتفالاً بالذكرى الستين لتأسيس «منظمة الوحدة الأفريقية» والمعروفة أيضاً باسم «الاتحاد الأفريقي»، ويحتفي الحفل بتاريخ الشعوب الأفريقية العريق وثقافتها وتراثها، مسلطاً الضوء على إنجازاتها ومساهماتها القيمة في المجتمع الدولي في شتى المجلات الفنية والثقافية والسياحية والتكنولوجية والأبحاث العلمية وغيرها. حضر الحفل مجموعة من كبار الضيوف والشخصيات من ضمنهم محمد دانسانتا ريمي سفير جمهورية نيجيريا الاتحادية لدى دولة الإمارات. وأشاد معاليه بالأهمية الثقافية ليوم أفريقيا، وأكد التزام دولة الإمارات في تعزيز الشراكات مع الشعوب الأفريقية، حيث قال: «يمثل يوم أفريقيا مناسبة عظيمة تحتفل بثقافة الشعوب الأفريقية الثرية وتراثها وتاريخها العريق، وتلقي بالضوء على إنجازاتها ومساهماتها القيمة تجاه المجتمع الدولي». وأضاف معاليه: «تربط بين دولة الإمارات والشعوب الأفريقية شراكات وثيقة ممتدة نؤكد على حرصنا والتزامنا بتطويرها من خلال توحيد الجهود والعمل المشترك معها تعزيزاً للسلام والاستقرار والتقدم في أرجاء القارة الأفريقية، ويسعدني استضافة هذا اللقاء اليوم، الذي من شأنه أن يلعب دوراً حيوياً في رعاية العلاقات الودية والتعاون في سبيل تحقيق المصالح المشتركة». تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :