القمة العربية وخريطة التحولات الإقليمية

  • 5/26/2023
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

خمس‭ ‬سنوات‭ ‬مضت‭ ‬منذ‭ ‬انعقاد‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الدمام‮»‬‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬مرَّ‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬تحت‭ ‬الجسور،‭ ‬وفوقها‭ ‬مضت‭ ‬أقمار‭ ‬وشموس‭ ‬تشي‭ ‬بتغير‭ ‬الأزمنة‭ ‬أياما‭ ‬وسنوات‭. ‬وقتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬كانت‭ ‬زلازل‭ ‬‮«‬الربيع‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬المزعوم‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تغرس‭ ‬الاستقطاب‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬العربي‭ ‬بين‭ ‬مَن‭ ‬وجدوا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الربيع‮»‬‭ ‬بدايةً‭ ‬لتغيير‭ ‬جوهر‭ ‬الدولة‭ ‬العربية،‭ ‬وصبغها‭ ‬بصبغات‭ ‬‮«‬إسلاموية‮»‬‭ ‬بطبعات‭ ‬ثورية‭ ‬أو‭ ‬عثمانية،‭ ‬ومن‭ ‬ظنوا‭ ‬أنه‭ ‬بداية‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬ماضٍ‭ ‬استمر‭ ‬أكثر‭ ‬ممّا‭ ‬ينبغي‭. ‬كان‭ ‬أبرز‭ ‬مظاهر‭ ‬الاستقطاب‭ ‬تشكيل‭ ‬ما‭ ‬سُمّي‭ ‬‮«‬التحالف‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ضمَّ‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬في‭ ‬ناحية،‭ ‬وقطر‭ ‬وتركيا‭ ‬في‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬القطبين‭ ‬كانت‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬وجرى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬استعرت‭ ‬فيه‭ ‬الحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬عربي،‭ ‬وشكّل‭ ‬بعضها‭ ‬تهديداً‭ ‬مباشراً‭ ‬لدول‭ ‬عربية‭ ‬بالقصف‭ ‬والعدوان،‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬شكَّل‭ ‬تهديداً‭ ‬نجم‭ ‬عن‭ ‬الانفجارات‭ ‬البشرية‭ ‬التعيسة‭ ‬التي‭ ‬غادرت‭ ‬بلادها‭ ‬إلى‭ ‬بلاد‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬اتفاق‭ ‬أو‭ ‬موعد‭.‬ حدث‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬الحالة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬عمومها‭ ‬مشبعة‭ ‬بأحزان‭ ‬المفقودين‭ ‬في‭ ‬بحار‭ ‬الدنيا‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬مأوى،‭ ‬ومشاهدتهم‭ ‬معلقين‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬والأسلاك‭ ‬الشائكة‭ ‬لدول‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وحول‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭. ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬سائدا‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬العربية‭ ‬العامة،‭ ‬فقد‭ ‬نجت‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬‮«‬الربيع‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والأردن‭ ‬والمغرب،‭ ‬وَنَفَذَت‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬الإخوان‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬مصر،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬دولا‭ ‬عربية‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬سبيلاً‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬السلمي‭ ‬للدولة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬أحوالها‭ ‬الاستاتيكية‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬أحوال‭ ‬ديناميكية‭ ‬أخذت‭ ‬أشكال‭ ‬رؤى‭ ‬ممتدة‭ ‬زمنيا‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المدى‭ ‬الزمني،‭ ‬فإن‭ ‬جميعها‭ ‬تلاقت‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬الجمود،‭ ‬وضرورة‭ ‬التجديد،‭ ‬وفتح‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وبناء‭ ‬المشاريع‭ ‬العملاقة،‭ ‬وإصلاح‭ ‬الفكر‭ ‬الديني‭ ‬والمدني‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭.‬ كان‭ ‬هذا‭ ‬تغيرا‭ ‬جوهريا‭ ‬لم‭ ‬تعرفه‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬تقليداً‭ ‬لتجارب‭ ‬سابقة‭ ‬أخذت‭ ‬صفات‭ ‬ثورية‭ ‬سواء‭ ‬تصدرها‭ ‬العسكريون‭ ‬أو‭ ‬الحزبيون‭ ‬المشبعون‭ ‬بأيديولوجيات‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬أو‭ ‬كلاهما‭ ‬معاً‭.‬ بات‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬الوطنية‮»‬‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬مصالح‭ ‬وتقديرات‭ ‬‮«‬جيوسياسية‮»‬‭ ‬خاصة،‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬فاعلة‭ ‬وعاملة‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬العربية‭ ‬عامة‭ ‬بطريقة‭ ‬فعالة‭. ‬وما‭ ‬بين‭ ‬انعقاد‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الدمام‮»‬‭ ‬والقمة‭ ‬العربية‭ ‬الثانية‭ ‬والثلاثين‭ ‬في‭ ‬جدة،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تغيَّر‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬وظهر‭ ‬في‭ ‬خارجها،‭ ‬عكس‭ ‬درجات‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬للعملية‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬وظهر‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2021‭ ‬فيما‭ ‬سُمّي‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬العلا‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬أولى‭ ‬خطوات‭ ‬تجاوز‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والتوتر‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التهدئة‭ ‬بين‭ ‬التحالف‭ ‬الرباعي‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬وتركيا‭. ‬ ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وإنما‭ ‬بدأت‭ ‬عملية‭ ‬إخراج‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬عزلته‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬سُمّي‭ ‬‮«‬الشام‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬والأردن،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اقترابه‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬بقدرته‭ ‬إقامة‭ ‬جسر‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬والرياض،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أسهمت‭ ‬فيه‭ ‬مسقط‭ ‬بنشاط‭ ‬يشمل‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬المتكلسة‭ ‬والدامية‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭.‬ وكانت‭ ‬الموجة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬السودان‭ ‬والعراق‭ ‬ولبنان‭ ‬والجزائر،‭ ‬قد‭ ‬بشّرت‭ ‬بأن‭ ‬دروساً‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الربيع‭ ‬المزعوم‭ ‬الأول‭ ‬قد‭ ‬جرى‭ ‬استيعابها،‭ ‬ولكن‭ ‬الواقع‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬صحة‭ ‬هذه‭ ‬المقولة،‭ ‬وبينما‭ ‬استفادت‭ ‬الجزائر‭ ‬وبغداد‭ ‬منها،‭ ‬فإن‭ ‬لبنان،‭ ‬ومؤخراً‭ ‬السودان،‭ ‬تراجعا‭ ‬إلى‭ ‬شتاء‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬ينصرف‭ ‬إلا‭ ‬وكلاهما‭ ‬يعيش‭ ‬صيفاً‭ ‬حاراً‭. ‬وما‭ ‬بين‭ ‬الموجة‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬لمسمّى‭ ‬الربيع‭ ‬العربي؛‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬حاولت‭ ‬اختراق‭ ‬الإقليم‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬عدة‭.‬ السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬الإصلاحية‭ ‬العربية‭ ‬أخذت‭ ‬أشكالاً‭ ‬معبّرة‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬المباشرة‭ ‬للدولة‭ ‬العربية‭.‬ خلال‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬كان‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬مكانة‭ ‬مركزية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬الخاص‭ ‬وقت‭ ‬الاستقطاب‭ ‬الحاد‭ ‬والمساهمة‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬الخلاص‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬باتت‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬التهدئة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ونقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬المكانة‭ ‬الدولية‭. ‬ لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬صدفة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ - ‬الأمريكية،‭ ‬ولا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مصادفة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬القمة‭ ‬الصينية‭ - ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬منها‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬إقليمية‭ ‬جادة‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬الجمود‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬بعقد‭ ‬الاتفاق‭ ‬الإيراني‭ - ‬السعودي‭.‬ والصدف‭ ‬أحياناً،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يذاع،‭ ‬تخلق‭ ‬ظروفاً‭ ‬استثنائية‭ ‬قد‭ ‬تسرّع‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬التاريخ‭ ‬أو‭ ‬تُبطئه‭. ‬الزلازل‭ ‬التي‭ ‬ألمَّت‭ ‬بتركيا‭ ‬وسورية‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬خلقت‭ ‬مناخاً‭ ‬شعبياً‭ ‬عربياً‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬المساندة‭ ‬للدولتين،‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬لسورية‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لهذه‭ ‬المكانة‭ ‬تدفقت‭ ‬المعونات‭ ‬العربية،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬السعودية،‭ ‬لكي‭ ‬تخلق‭ ‬مناخاً‭ ‬مؤاتياً‭ ‬لعودة‭ ‬سورية‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬ المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الليلة‭ ‬ليست‭ ‬شبيهة‭ ‬بالبارحة،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬قمة‭ ‬الدمام‭ ‬وقمة‭ ‬جدة‭ ‬هناك‭ ‬فارق‭ ‬كبير،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أيديولوجيات‭ ‬صارخة‭ ‬أو‭ ‬شعارات‭ ‬فارغة،‭ ‬فإن‭ ‬تجمعاً‭ ‬عربياً‭ ‬كان‭ ‬ظاهراً‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والصينية،‭ ‬ويضم‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬ومعها‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬والعراق،‭ ‬وجميعها‭ ‬عاشت‭ ‬لحظات‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والتهدئة،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومد‭ ‬اليد‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منتدى‭ ‬شرق‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬أم‭ ‬النظام‭ ‬الأمني‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر‭. ‬هذا‭ ‬التجمع‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬بلور‭ ‬لعملية‭ ‬الدعوة‭ ‬الجديدة‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬أمام‭ ‬دمشق‭ ‬خيارات‭ ‬أخرى‭ ‬وهي‭ ‬تواجه‭ ‬مواقف‭ ‬صعبة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬واستقرارها‭. ‬ كل‭ ‬هذه‭ ‬الأشكال‭ ‬الإقليمية‭ ‬قابلة‭ ‬للتوسع،‭ ‬وخلق‭ ‬مقاربات‭ ‬جديدة‭ ‬نحو‭ ‬شمال‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬أو‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬استغلال‭ ‬الغاز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬غزة،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ممكناً‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬اللبناني‭ - ‬الإسرائيلي‭ ‬لاقتسام‭ ‬حقول‭ ‬غازٍ‭ ‬طال‭ ‬إهمالها‭ ‬وحرمان‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬عوائدها‭.‬ الخلاصة‭ ‬إن‭ ‬قمة‭ ‬جدة‭ ‬العربية‭ ‬تأتي‭ ‬والجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬اختبارٍ‭ ‬آخر‭ ‬مشكَّل‭ ‬من‭ ‬مجمع‭ ‬أزمات‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الأزمة‭ ‬السودانية،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬التطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬باتت‭ ‬أكثر‭ ‬سلفية،‭ ‬يهودية‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬في‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬فإن‭ ‬شرارة‭ ‬الاشتعال‭ ‬قائمة‭. ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لهذا‭ ‬نار‭ ‬حارقة،‭ ‬فإن‭ ‬الظروف‭ ‬العربية‭ ‬أفضل‭ ‬حالاً‭ ‬وأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المواقف‭ ‬الجديدة‭.‬ { كاتب‭ ‬ومفكر‭ ‬مصري

مشاركة :