فقط من خلال تبني جوهر الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين بإخلاص حقيقي، كما أشار السفير الصيني الجديد لدى الولايات المتحدة شيه فنغ، يمكن للعلاقات الصينية-الأمريكية أن تعود إلى مسارها الصحيح. ويأتي وصول السفير الصيني الجديد يوم الثلاثاء إلى الولايات المتحدة لتقلد منصبه في وقت تشهد فيه العلاقات بين القوتين أدنى مستوياتها منذ عقود. ويُنظر بشكل واسع لوصول شيه، بعد سلسلة الاجتماعات والتبادلات رفيعة المستوى الأخيرة بين البلدين، على أنه مؤشر على انفراجة وشيكة يتوقع أن تبعد العلاقات المتوترة عن حافة الهاوية. في السنوات الأخيرة، أصبح الصقور من صانعي القرار في واشنطن أكثر تشددا تجاه الصين، مما أدى إلى تفاقم التوترات المحتدمة أصلا. فدعاة الحرب هؤلاء، غير المدركين للاعتماد المتبادل والتكامل بين الاقتصادين، اختاروا غض الطرف عن طبيعة التعاون المربح للجانبين، وحاولوا تعريف العلاقة المهمة للغاية ببارانويا “المكسب والخسارة”، والدوس على الخط الأحمر للصين عن عمد من خلال التلاعب بمسألة تايوان. وفي هذا المنعطف الحرج، على الصعيدين الثنائي والعالمي، تشتد الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الحكمة السياسية العظيمة والتقدير الرشيد لفهم الصورة الكبيرة للعلاقات الصينية-الأمريكية، واختيار المنفعة المتبادلة عوضا عن نهج “المكسب والخسارة”. إن المبادئ الثلاثة التي وضعها الرئيس الصيني شي جين بينغ للتعامل مع العلاقات الصينية-الأمريكية تمثل الطريق الأساسي والصحيح للبلدين للتواصل والتوافق مع بعضهما البعض في العصر الجديد.
مشاركة :