فنّد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين، خالد المالك، مزاعم الغرب حول حرية التعبير والصحافة، مؤكداً أنها انتقائية؛ فمثلاً عن النازية في فرنسا ليس مقبولاً، بينما الإساءة للنبي -; صلى الله عليه وسلم -; تندرج تحت بند الحرية المزعومة، ولا تخلو دولة أوروبية واحدة من التناقضات، جاء ذلك خلال حديثه في جلسةٍ حوارية بعنوان: “حرية الصحافة بين الواقع والادعاء”، نظمها معرض المدينة المنورة للكتاب في نسخته الثانية ضمن فعاليات يومه الثامن، وأدارها الإعلامي الدكتور أحمد العرفج، وذلك ضمن الأنشطة الثقافية للمعرض؛ الذي تختتم أعماله غدًا السبت. وقال المالك: “هذا الشهر يتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، ونتذكر بحزن القتلى والمصابين في معركتهم من أجل حرية التعبير، وهي فرصة للاحتفال بالاستقلالية والتعددية، والحرية التزاماً بأخلاقيات المهنة، والرأي المستقل، بعيداً عن الانتماء والتوجهات التي تدعو للكراهية والعنف والعنصرية“. ومضيفاً: “لكل دولة أُطر وقوانين تختلف عن غيرها، وحرية التعبير حتماً تقود للاختلاف في وجهات النظر، ومما لا يفسد للود قضية، هناك خروقات عالمية واضحة لحقوق الصحافيين،ومن يطلق لسانه أو قلمه فإنه سيتعرض للمساءلة والعقوبة”. ودعا المالك إلى التمييز بين الحرية والإساءة للآخرين، وأضاف: “فكل ما يمس الرموز الدينية كالمسيح عيسى بن مريم -; عليه السلام -;، ونبينا محمد -; صلى الله عليه وسلم -; لا يسمى حرية بل إساءة“، وزاد في حديثه: “ولا بدَّ من التذكير بأن للصحافي حقّ في التعبير عن حوادث وقضايا في ظل حماية افتراضية للقانون الدولي، ومن المؤسف أن تتضمن الإحصائيات مقتل 1700 صحافي على مستوى العالم خلال سنوات ماضية؛ بمعدل 80 صحافياً سنوياً، فضلاً عن الجرحى والمغيبين ومن تم إخفاؤهم قسرياً“. وتابع: “أحياناً يُحجّم الصحافي عن الإدلاء بمعلوماتٍ هامة خوفاً من التصفية، ويكتفي بالتلميحات، كما أن الصحافة تحمل أحياناً معلومات مضللة، وفي ثلث الدول أكد مختصون تورط سياسيين بالتضليل الإعلامي من خلال أدوات صحافية”، ومؤكداً أن الغرب يمارس حرية التعبير وفق مصالحه، ومثال ذلك صحيفة “الواشنطن بوست“ التي تحولت إلى صحيفة معادية لبلادنا تزيّف الحقائق، ولا تقف على مسافة واحدة وعادلة في تقاريرها وأخبارها المضللة. وأشار رئيس تحرير صحيفة الجزيرة إلى أن القوانين الصحافية الفرنسية،والألمانية، والبولندية غير موجودة إلا على الورق، وموقف وسائل الإعلام الغربية من القضية الفلسطينية، وغزو العراق، أمثلةً للتزييف والتضليل، وحرية مرهونة بمصالح الداعم والممول، ونشعر بالإحباط بسبب ما ساهم به الإعلام الغربي من مآسٍ تجاه قضايانا ومقدساتنا، والصحافة الغربية لا تجد غضاضة في الإساءة للمسلمين من خلال الرسومات، وحرق القرآن الكريم، أما ما يخص اليهود فلا يسمح به بتاتاً. وتحدث المالك عن حرية الصحافة الرياضية، مؤكداً أنها ليست موضوعية أو عادلة، ومنصفة حتى صحيفة الجزيرة التي يترأس تحريرها لا تخلو من الانتمائية، فانتماء المشرف على الصفحات الرياضية في الصحف هو المؤثر الرئيس على الحرية، ومحاولات منع التجاوزات الرياضية يقلل الحراك الرياضي، ومحذراً من بخس الأندية الرياضية بسبب الانتماءات. وحول مستقبل الصحافة السعودية الورقية، قال: “الطلب عليها محدود والانصراف الإعلامي عنها واضح، مما أدى إلى ضعف المحتوى بسبب محدودية الإنفاق عليها”، كما تناول في حديثه موضوعات متنوعة، وهي: التخصصية في الصحافة، واختلاف مفاهيم الحرية الصحافية دينياً واجتماعياً، ونصائح للصحافيين خريجي الإعلام (التدريب والرقابة الذاتية والثقة). يذكر بأن رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك تجاوزت خبرته الصحافية خمسة عقود، وحصد خلالها الكثير من الأوسمة والجوائز، كما درت له مجموعة من الكتب المتخصصة، ومنها: رؤيتي الصحفية، ودور الصحافة في دعم قطاع السياحة والآثار، واختفاء الصحافة الورقية.. متى وكيف، والتجربة الصحفية بالمملكة في ضوء منهج الاعتدال السعودي.
مشاركة :