تواصل - فريق التحرير: على ما يثيره البعض من جدل حول مسألة تعدد الزوجات في الإسلام من وقت لآخر، متخذًا من اشتراط العدل ذريعة في تقييده، ينبري المدافعون عنه باعتباره حقًا أصيلاً للرجل دون قيد أو شرط. وتجدد الجدل في أعقاب مقال نشره الكاتب مشعل السديري عنوانه "أسعد امرأة في العالم" عن تعدد الزوجات، والذي أورد فيه قصة صديقه الذي عدّد وفرّق بين زوجاته كل في منطقة حتى يستطيع أن يعدل بينهم، مشيرًا إلى قوله (إنني أخاف ألا أعدل فيلحقني إثم كبير). التعدد القاعدة.. والاقتصار على واحدة هو الشاذ وقال نجيب يماني عبر صحيفة "عكاظ"، إن القارئ لما كتبه السديري يظن أن الإسلام حرّم التعدد بل ومنعه، موضحًا أن تعدد الزوجات في المجتمع الإسلامي هو القاعدة، والاقتصار على واحدة هو الشاذ، فما خاطب المُشرع الناس في أمور تتعلق بالزوجة إلّا بصيغة الجمع. واستشهد في ذلك بالعديد من الأدلة في القرآن، ومنها قوله تعالى: «قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض»، «وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء»، «يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها»، «الرجال قوامون على النساء»، «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن»، «نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم»، «أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم». ودلل كذلك بقوله عليه الصلاة والسلام:" إني أتزوج النساء"، معتبرًا أن "لفظ النساء هنا مدلوله الجمع والتعدد وبهذا أصبح سنّة بقوله وفعله". ونقل في هذا الإطار قول ابن عابدين: "ليس لنا عبادة شرعت من عهد آدم إلى الآن ثم تستمر في الجنة إلا النكاح والإيمان، فالاشتغال بالزواج أفضل من التخلي لنوافل العبادات". وأشار يماني إلى أن "النبي صلى الله عليه وسلم تزوج وبالغ في العدد وفعل ذلك أصحابه ولا يشتغل النبي إلّا بالأفضل ولا تجتمع الصحابة على ترك الأفضل والاشتغال بالأدنى، كم امرأة يلزمها التحصين والحفظ؟". اقرأ أيضًا: مختص: 70% من شباب المملكة يريدون زوجة مستقرة بالبيت.. والحل في التعدد أهمية التعدد وشدد على أهمية التعدد وبخاصة في هذه الآونة، قائلاً: "كم من الرجال المتزوجين يتوقون لامرأة غير زوجاتهم؟ كم نحن في حاجة إلى التعدد أكثر من أي وقت مضى؟". ودلل على ذلك بقوله تعالى «زيّن للناس حب الشهوات من النساء»، قائلاً: "فجعلهن من حب الشهوات وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك. وتابع: وقد ذكرت الآية حب الشهوات من: 1. النساء 2. والبنين 3. والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة 4. والخيل 5. والأنعام 6. والحرث وعلق الكاتب: "فجاء حب النساء أول ما جاء في قلب الرجل، وما فتئ الرجل يشتهي المرأة وإن كان عنده منهن أوفر الحظ والنصيب. وقد بدأت آية النكاح بالتعدد، «فان فيكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع». وتابع يماني: "وهذه هي القاعدة فبدأ بالاثنين ولم يبدأ بالواحدة، جاء في قوله تعالى (أو أبناء بعولتهن..)، ويستدرج هذا وجود الأبناء من زوجات أخريات خلاف الزوجة المخاطبة، وهذه إشارة إلى افتراض التعدد كقاعدة. ولا يستدعي ذكر هؤلاء في هذا الموضع ما لم يكن وجودهم أمر معتاد وقاعدة في المجتمع". اقرأ أيضًا: «المطلق»: من لا يجد في نفسه هذه الصفات فليعدل عن «التعدد» (فيديو) ارتكاب المحرمات بذريعة الخوف من عدم العدل وانتقد يماني في هذا السياق لجوء بعض الرجال ومباهاتهم بارتكاب المحرمات خارج إطار الزوجية، بدعوى الخوف من عدم العدل عند التعدد. وقال: "ترى اليوم أناسًا متزوجين يجاهرون ويفخرون بالمخادعة والسفاح خارج عصام الزوجية ويذكرون مغامراتهم من باب طرائف الأمور وما يتفكه به مع الصحب والأحباب. حتى إذا ما ذكر التعدد تشدقوا بالعدل «العكاز» الذي يستندون عليه «للتحذلق» والتملق للمرأة يرددون قوله تعالى دون تدبر وتفكر «فإن خفتم ألّا تعدلوا فواحدة»، «ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم». واستدرك: "إذن فعليك الاقتصار بواحدة بمنطوق الآيتين وكأنه ما بقي من الفضائل شيء أتينا عليها جميعاً وطفقنا نبحث عن فضيلة العدل بين الزوجات. وتنزهنا عن كل الرذائل والرزايا حتى لم يبقَ شيء سوى التنزه عن تفضيل ليلى على سعاد". ومضى يماني مدافعًا عن حق الزوج في التعدد، قائلاً : "كم من زوجة جاءها الظلم في غفلة من أمرها من زوجها الوفي لسفاسف الأمور والساقط منها. إذاً فالعدل المنشود في متناول الناس ولكن تنقصهم الشجاعة والإقِدام". وخلص إلى القول: "الإسلام قنّن التعدد وجعله حقاً مشروعاً للرجل وفيه مصالح كثيرة للمجتمع، ما فرضه الله عبثًا، هناك حكمة من هذا التعدد لا بد أن نكتشفها!". The post “يماني” يرد على “السديري”: تعدد الزوجات الأصل.. والعدل ليس بواجب! appeared first on صحيفة تواصل الالكترونية .
مشاركة :